النسخة الكاملة

الاردنيون يدرسون النزوح الجماعي من شبكات "الواتس اب" الى السيغنال

الخميس-2021-01-17 03:15 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز- بين الامتناع والموافقة جدل واسع بشأن منصات التواصل في الأردن وتوقعات نزوح جماعي من واتساب إلى "سيغنال” الذي أصبح أكثر طلباً بشأن الخصوصية. جاء ذلك بعد إعلان السياسة الجديدة لـ”واتساب” المتعلقة بمشاركة بعض بيانات مستخدميه "فيسبوك” المالكة للتطبيق وتخصيص مساحة للتفاعل مع الإعلانات.

وكان الأردنيون قد تفاعلوا بشكل كبير في هذا الشأن ليسارعوا بتغيير تطبيق واتساب والبحث عن بدائل والتوجه إلى تطبيقات أخرى أكثر أمناً وحفاظاً على الخصوصية مثل سيغنال وتليغرام، خاصة بعد تفاعلهم مع تغريدة لإيلون ماسك المدير التنفيذي لشركة سبيس إكس وتيسلا، قال فيها "استخدموا سيغنال”.

وفوضى التواصل دفعت إدارة الجرائم الإلكترونية في الأمن العام لإصدار تحذير للجمهور مع الطلب بالتعامل معه بمنتهى الجدية.

وكانت وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية في إدارة البحث الجنائي قد حذرت علنا من اختراق الحسابات على تطبيق واتساب عن طريق روابط مجهولة. ودعت كافة مستخدمي التطبيق في بيان صحافي لأخذ الحيطة والحذر وعدم التعامل مع أي روابط مجهولة تردهم، والتي يدعي مرسلوها ضرورة تحديث البيانات عبر الدخول للروابط المرفقة داخل الرسالة إضافة إلى إرسال رسائل أخرى تحمل رموز وأرقام تفعيل التطبيق لإيهام المستقبل بأنها واردة من شركة واتساب.

وقال البيان الأمني أنه بالرغم من التحذيرات المتكررة إلا أنه ما زالت ترد للوحدة بلاغات وشكاوى حول تعرض مواطنين لاختراق حساباتهم على التطبيق وسرقته والسيطرة عليه من قبل أشخاص مجهولين واستخدامه بعد ذلك من قبلهم. ولاحقا "تبين خلال التحقيقات الفنية أن كافة تلك الرسائل ترد من أشخاص خارج الأردن، ما يشكل صعوبة في تحديد مرسلها وإعادة الحسابات المسروقة؛ لذا يرجى من الجميع أخذ التحذير على غاية من الأهمية وعدم الاستجابة لمثل تلك الرسائل تحت أي ظرف كان” .

وأوضحت وحدة الجرائم الإلكترونية أنه في حال تعرض شخص لمثل تلك القرصنة واختراق واتساب الخاص به فإن عليه القيام بمحاولة إعادة تنزيل التطبيق وتفعيله خلال فترات مختلفة من اليوم واللجوء لتقديم شكوى بذلك لوحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية أو أقرب قسم للبحث الجنائي.

واستنكر الأردنيون شروط الخصوصية الجديدة لواتساب لما فيها من اختراق لمعلوماتهم الشخصية وتبادل بياناتهم من قبل المستخدمين على حد قولهم، الأمر الذي أشغل الرأي العام الأردني وأصبح على لسان كل مواطن وذلك  في أعقاب تحديث لسياسة الخصوصية أقره التطبيق المملوك لفيسبوك.

الخبير الأردني في أمن المعلومات د. رائد سمور قال  إن خوف وقلق الأردنيين في مسألة شروط الخصوصية يفسر بأنه حالة صحية وليست سلبية في المجتمع، مؤكدا على ان هذا الوعي الرقمي عند الجمهور جاء بفعل نتاج مؤسسات الدولة المهتمة بهذا الشأن ومن نشطاء المجتمع المدني القائمين على المبادرات من خلال صفحات التواصل الاجتماعي ومنها مبادرة حملت عنوان "وعي” والتي قام عليها سمور أثرت بشكل لافت عند الجمهور.

 وأوضح سمور بأنه لا يمكن عزل الأردن عن العالم في القضايا الرقمية كون لا توجد لها حدود جغرافية، لافتا إلى ان من الطبيعي ان يزداد القلق كلما كانت الخصوصية تمس أي شخص بشكل مباشر حيث درجة الحساسية قد  تختلف من بلد لآخر، ولعلها كانت في الأردن نوعا ما مرتفعة على خلفية السياسة الجديدة لـ”واتساب”.

وفيما يتعلق بنزوح الأردنيين من تطبيق واتساب إلى تطبيقات أخرى، استبعد أبو سمور هذا الأمر كون التطبيقات الأخرى ليست بأفضل حال، موضحاً أن جميع التطبيقات تطلب أذونات للاستخدام بناء على شروط يضعها التطبيق ويوافق عليها المستخدم.

وليست هناك شروط للاستخدام ومعظم تلك الشروط مجحفة بحق الخصوصية مهما اختلف اسم المنصة أو التطبيق، ويمكن أن يكون هناك اختلاف فقط بدرجة  الاعتداء على الخصوصية من تطبيق إلى آخر وطريقة التعامل "الفاشستية” مع المستخدمين.

وبينَ سمو  انه حينما قرر واتساب الاعتداء على الخصوصية بعد وصول عدد مستخدميه إلى مليارين، كان مطمئنا من حركات النزوح التي ستذهب لتطبيقات أخرى، منوهاً إلى ان الغالبية العظمى ستستمر في العمل بتطبيق واتساب كوسيلة تواصل مهمة معتقدا بحد رأيه لن تكون هناك حركات نزوح جماعي من تطبيق واتساب إلى تطبيقات أخرى.

ودعا سمور من يملك ملفات خاصة ومعاملات مهمة ان يستثنيها من تطبيقات ومنصات التواصل الاجتماعي، لأنه مهما بلغت درجة الحيطة سيكون هناك انتهاك للخصوصية على تلك التطبيقات بشكل عام.

يشار إلى أن عدد المستخدمين الجدد الذين يحملون تطبيق سيغنال للتراسل كل يوم في طريقه لتجاوز حاجز المليون، فيما تراجعت نسبة تحميل التطبيق اليومية لواتساب سبعة في المئة حسب الخبراء في هذا الشأن.