النسخة الكاملة

أبرزها القتل والابتزاز وتهريب السلاح.. إيطاليا تُحاكم 42 امرأة بالمافيا متورطات في جرائم ثقيلة

الخميس-2021-01-15 11:40 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - رصد موقع The Daily Beast الأمريكي، الأربعاء 13 يناير/كانون الثاني 2021، ما وصفها بـ "الحياة السرية لـ42 من سيدات المافيا" الخاضعات للمحاكمة في إيطاليا، واللاتي يُواجهن تهم القتل، والابتزاز، وغسل الأموال، وتهريب السلاح والمخدرات.

حيث قال الموقع الأمريكي، في تقرير له، إن "النساء حظين بدورٍ معقد داخل منظمات المافيا الإيطالية؛ إذ لم يكُن قادرات في الماضي على الانضمام رسمياً إلى الجماعات التي يهيمن عليها الرجال، لكنّهن امتلكن سلطات هائلة بالقدر نفسه عادةً. فقد كُلفن بتربية أبناء خارجين عن القانون، وتولين دفة القيادة أثناء سجن أزواجهن وآبائهن وإخوتهن".

"الجريمة المنظمة النسائية"
كما أضاف أن خضوع 42 سيدة لهذه المحاكمة، إضافة لعشرات أخريات وقعن اتفاقيات لتخفيف العقوبة، يُشير إلى مدى الجدية التي يتعامل بها النظام القضائي الإيطالي مع المشتبه بهن في الجريمة المنظمة النسائية.

كانت أكبر محاكمة للمافيا في إيطاليا منذ أكثر من 30 عاماً، قد انطلقت يوم الأربعاء 13 يناير/كانون الثاني 2021، لمساءلة الأعضاء المفترضين في مافيا "ندرانغيتا"، أكثر المافيات الإيطالية نفوذاً.

إذ بلغ عدد المدعى عليهم 355 شخصاً، جميعهم على صلة بمنظمة ندرانغيتا الإجرامية، التي يقول الخبراء إنها الأقوى في العالم الآن بنفوذٍ مالي يُساوي إمكانات بنك دويتشه الألماني وسلسلة مطاعم ماكدونالدز، وعائد مالي سنوي يصل إلى 64 مليار دولار، غالبيته من مبيعات المخدرات العابرة للقارات.

من المتوقع أن تستمر المحاكمة لعامين على الأقل.


يتحدث موقع The Daily Beast الأمريكي عن أن إحدى السيدات المشتبه بهن مُتهمة بالقتل في محاولةٍ للانتقام من أجل شقيقها المسجون، رغم فشل محاولتها، لأنّ الضحية ابتلع حبة سيانيد، وهي الممارسة الشائعة بين رجال المافيا الذين ينتحرون لحرمان مغتاليهم من النجاح في مهمتهم.

كما شملت قائمة المشتبه بهن الأخريات سيدةً متهمة بتهريب أسلحة إلى بلغاريا وتخزين بعضها داخل خزانة ابنتها، والتي ضمت أسلحةً نصف آلية وقنابل يدوية. وثلاثةٌ منهن متهمات بغسل الأموال، وأربع متهمات بالابتزاز، والبقية متهمات بعددٍ لا يُحصى من الجرائم التي شملت القتل وتهريب المخدرات وإيواء الهاربين من العدالة.


ترتكز المحاكمة الأكبر للمافيا على شهادة إيمانويل مانكوزو، أحد أشهر المنشقين في تاريخ ندرانغيتا على الإطلاق، والتي يُعتقد أنها تسيطر على جزء كبير من هذه العصابة. وبصفته نجل لوني مانكوزو، المعروف بلقب "المهندس"، بدأ إيمانويل التعاون مع المدعى العام نيكولا غراتيري عام 2016. وكاد يتعرّض للقتل بسبب خيانته من أمه جيوفانينا ديل فيتشيو وخالته روزاريا ديل فيتشيو، اللتين كانتا على قناعة بأنهما ربتاه جيداً حتى لا ينشأ شخصاً صالحاً.

بحسب الموقع الأمريكي، أجرت الشرطة الإيطالية عمليةً خطيرة لمحاولة إدخال زوجته نينسي شيميري في برنامج حماية الشهود وإنقاذ ابنته، لكنّها رفضت. وجرى إبعاد الطفلة لتعيش داخل منزل رعاية، ولكن لأن نينسي تمتلك حقوق الزيارة، فهي ما تزال خاضعةً لقبضة ندرانغيتا.

مانكوزو قال في خطابٍ كتبه الأسبوع الماضي بعد فشل محكمة الأحداث في منع زيارات الأم: "قررت التعاون مع العدالة بعد ولادتها؛ أملاً في منحها مستقبلاً أفضل، بعيداً عن السياق الاجتماعي والإجرامي الذي أنتمي إليه. وأود التعبير عن إحباطي وقلقي الشديدين على مصير ابنتي (30 شهراً)، لأنه ورغم الأحداث سيئة السمعة المرتبطة بالضغوط الشديدة التي خضعت لها نتيجة قراري، فإن زوجتي ما تزال على تواصل مع دوائر ندرانغيتا في الواقع رغم خضوعها لبرنامج الحماية الخاص نتيجة وجود أمي".

900 شاهد و400 محامٍ
جدير بالذكر أن المحاكمة ستشهد مشاركة 900 شاهد و400 محامٍ داخل قاعة تم بنائجؤها خصوصاً لاستضافة هذه المحاكمة غير الاعتيادية، في منطقة كالابريا جنوبي إيطاليا، حيث كانت تنشط هذه العصابة بقوة.

وجرى تشبيه المحاكمة الحالية بالمحاكمة الكبيرة لأعضاء الكوزا نوسترا الصقلية في الثمانينيات، التي شهدت إدانة 338 شخصاً وأحكام سجن وصلت إلى 2.665 عاماً، ضمن أول مناسبةٍ تشهد محاكمة منظمة على طراز المافيا بهذا النطاق الواسع وإدانة مئات المدعى عليهم بارتكاب الجرائم.

ومافيا "ندرانغيتا" تديرها شبكة عائلية متماسكة تجمعها روابط دم أو صلات مصاهرة، ونجحت في أن تهيمن على تجارة وتهريب المخدرات، كما أنها بمثابة أكبر مصدّر لمخدر الكوكايين في القارة الأوروبية.

"ندرانغيتا" نمت بصمت بين جبال كالابريا والقرى المنعزلة، حتى أصبحت واحدة من أكبر عصابات الجريمة المنظمة وأكثرها فتكاً في العالم.

يشار إلى أن هذه المحاكمة لا تضاهيها حجماً سوى المحاكمة الموسعة الأولى عامي 1986 و1987 في مدينة باليرمو الإيطالية ضد شبكات مافيا "كوزا نوسترا"؛ والتي أفضت إلى إدانة 338 متهماً.

إلا أن تلك المحاكمة أسفرت في النهاية عن اغتيال القاضيين جيوفاني فالكوني وباولو بورسيلنو، اللذين قادا جلسات المحاكمة، على يد المافيا.