النسخة الكاملة

الحج الـ 21 إلى المغطس

الخميس-2021-01-13 10:59 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب الاب رفعت بدر

شهد موقع المعمودية - المغطس حجه السنوي في هذا العام 2021 وحمل رقم الحج الــ 21. إلا أنه جاء هذا العام بظروف استثنائية، ذلك أن الوضع الوبائي في الأردن وفي العالم قد حال دون تواجد المؤمنين من مختلف الرعايا والمدن والقرى، حيث دأبوا منذ واحد وعشرين عاماً على التواجد الكثيف بالألوف لإحياء موسم الحج المسيحي في عيد معمودية الرب. إلا أن الجائحة أيضاً قد حالت دون وجود السواح والحجاج من أصدقاء الأردن والعالم في هذا الموقع الفريد، والذي افتتُح في العصر الحديث رسميا في عام 2000 مع زيارة البابا يوحنا بولس الثاني وزار? البابا بندكتس السادس عشر 2009 وكذلك البابا فرنسيس عام 2014.

نقول الحمدلله أن الحج قد حدث ولو بأعداد رمزية، وقد تميّز بحضور وزير السياحة نايف الفايز، وبطريرك القدس للاتين بيير باتسيتا بيتسابالا الذي يزور الأردن لأول مرة كبطريرك، بعد تعيينه من قبل البابا فرنسيس، واختار أن يبدأ زيارته الرسمية الأولى إلى الأردن بالقداس في موقع المعمودية–المغطس.

ما ميز هذا العام أيضاً هو أن كنيسة معمودية السيد المسيح الضخمة والتي تبلغ مساحتها 1200 متر مربع وارتفاعها 20 متراً، وستضم 1200 مصلّ في ذات الوقت، باِلإضافة إلى جناحي الأديرة اللذين سوف يشرف عليهما رهبان وراهبات ومساحة كل منهما 2000 متر مربع، مع ساحات خارجية تبلغ 6 دونمات، قد بدأت بوضع المراحل النهائية بإذن الله، لكنها تحتاج إلى مزيد من الدعم المالي. وفي العام الماضي قدمت حكومة هنجاريا مبلغاً مالياً جيداً لاستكمال بعض أعمال البناء. وستكون الكنيسة عندما ستكتمل بإذن الله من أهم كنائس العالم وجاذبة جداً للسواح وبالأخص الأجانب والعرب، ففيما نقول كنيسة المهد في بيت لحم، سنقول باذن الله كنيسة المعمودية على ضفة نهر الأردن.

إن المغطس كنز أردني عالمي وبالأخص بعد أن تم وضعه قبل 5 سنوات على لائحة الثراث العالمي في اليونسكو، وكذلك تم قبل أشهر تشكيل مجلس استشاري دولي للإشراف على تطوير الموقع. هنالك طبعاً جهود كبيرة تبذل من مختلف القطاعات والفعاليات المسؤولة وأهمها الهيئة الملكية لموقع المغطس التي يرأس مجلس أمنائها سمو الأمير غازي بن محمد.

أما وقد بدأنا في هذا العام 2021 الاحتفال بمئوية الأردن فإن هذه المناسبة تدعونا إلى عدة مبادرات أهمها أن نفتخر بما لدينا من كنوز، وهو فخر شرعي لنا أن نفتخر بأن السيد المسيح قد تعمد بمياه نهرنا وهنالك العديد من الشواهد التاريخية على ذلك، وثانياً علينا أن نزور هذا المكان المقدس على مدار العام كأفراد وعائلات، وثالثاً علينا أن نعمل كل بموقعه على الترويج ودعوة الأصدقاء من كل مكان في العالم لزيارة المغطس، لأنّ وكما يقال «الجنة دون ناس ما بتنداس»، كذلك المواقع الأثرية والسياحية الفريدة وعظيمة الشأن دون سواح ودون ح?اج ستبقى مواقع مقفرة - لها قيمة حضارية وتاريخية طبعاً - ولكنها تصبح كاملة الاوصاف بوجود الأصدقاء من كل أنحاء العالم. حقا: يحدونا الأمل الكبير بأن تكون سنة مئوية الأردن سنة إعادة ازدهار السياحة وبالأخص السياحة الدينية إلى بلدنا المقدس.