مكتب نتنياهو منع عقد لقاء بين عباس وقادة منظمات يهودية في بريطانيا
الخميس-2012-01-23

جفرا نيوز - جفرا نيوز- ذكر تقرير صحافي الاثنين أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منع عقد لقاء بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) وقادة منظمات يهودية في بريطانيا خلال زيارة عباس إلى لندن الأسبوع الماضي.
وقالت صحيفة (هآرتس) إنه في أعقاب طلب مكتب نتنياهو وضغوط مارستها السفارة الإسرائيلية في لندن، ألغى قادة المنظمات اليهودية في بريطانيا لقاء مع عباس الأسبوع الماضي.
ونقلت الصحيفة عن موظفين إسرائيليين ضالعين في تفاصيل الموضوع قولهما إن صراع قوى دار بين الحكومتين الإسرائيلية والبريطانية حول لقاء عباس وقادة المنظمات اليهودية وأن الحكومتين حاولتا ممارسة ضغوط من أجل التأثير على قادة المنظمات اليهودية.
وأشارت الصحيفة إلى أن عباس يحاول خلال العامين الأخيرين التقرب من المنظمات اليهودية في أنحاء العالم وعقد لقاءات مع قادتها وأنه عقد لقاءات كهذه في بوينس أيريس وباريس ونيويورك وعواصم أخرى، بهدف زيادة ضغوط هذه المنظمات على نتنياهو.
وحسب الصحيفة فقد بدأت الاتصالات لتنظيم لقاء بين عباس وقادة منظمات يهودية بريطانية قبل عدة أسابيع وأن مسؤولين في وزارة الخارجية البريطانية والسفير الفلسطيني في لندن مانويل حساسيان توجهوا إلى قياديين في المنظمات اليهودية البريطانية وطلب عقد لقاء، وفي موازاة ذلك تمت دعوة قياديين يهود إلى مقر رئيس الوزراء البريطاني في 10 داونينغ لالتقاء رئيس الوزراء ديفيد كاميرون لأول مرة منذ انتخابه.
ووفقا للموظفين الإسرائيليين فإن مكتب كاميرون ووزارة الخارجية البريطانية مارسا ضغوطا على قادة المنظمات اليهودية من أجل أن يلتقوا مع عباس.
وقالت (هآرتس) إن جهات في المنظمات اليهودية البريطانية توجهت إلى السفير الإسرائيلي في لندن دانيال طاوب وطلبوا الحصول على وجهة نظر حكومة إسرائيل حيال عقدهم لقاء مع عباس، لكن رد الحكومة الإسرائيلية كان أنه من الأفضل عدم عقد لقاء مع عباس.
وقال أحد الموظفين الإسرائيليين إن "الرسالة الإسرائيلية قالت إنه بما أن عباس لا يريد التقاء رئيس الوزراء نتنياهو، فإنه لا يوجد سبب لأن تمنحه المنظمات اليهودية شرعية مجانية، وفي أعقاب هذه الرسالة ألغى معظم المدعوين حضورهم اللقاء وتم إلغاء اللقاء".
وأضافت الصحيفة أنه رغم ذلك فإن عباس التقى مع شخصيتين يهوديتين بريطانيتين وتم تعريفهما على أنها لقاءات "شخصية".
وعقد عباس اللقاء الأول مع رئيس صندوق الاستثمارات "بورتلاند" السير رونالد كوهين وهو رجل أعمال يهودي ونشط في تشجيع مشاريع اقتصادية في الضفة الغربية وقطاع غزة ودعا عشرة رجال أعمال، بينهم يهود، إلى لقاء مع عباس.
وقالت الصحيفة إن أحد رجال الأعمال اليهود الذين حضروا اللقاء هو الملياردير فويو زبلدوفيتش الذي يرأس اللوبي المؤيد لإسرائيل في بريطانيا (بيكوم)، واستضاف في بيته في لندن قبل بضعة شهور، حسب الصحيفة، لقاء سريا بين عباس والرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس، وحاول الأخير خلال هذا اللقاء التوصل إلى صيغة تسمح باستئناف المفاوضات لكن نتنياهو أوقف هذه المحادثات بعد عدة أسابيع من لقاء لندن.
وأضافت الصحيفة أن عباس عقد لقاء ثانيا مع رئيس الكونغرس اليهودي العالمي رون لاودر، الذي كان أحد أبرز المتبرعين لحملات نتنياهو الانتخابية ويعتبر أحد أكثر المقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي.
لكن الصحيفة أشارت إلى أن خلافا حاصلا بين لاودر ونتنياهو مؤخرا على خلفية تحقيق ضد شبهات بارتكاب نتنياهو مخالفات فساد بموجب تحقيق بثته القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي، وقد أثار التحقيق الصحافي غضب نتنياهو على لاودر لكونه أحد مالكي القناة التلفزيونية الإسرائيلية.
كذلك فإن لاودر وجه انتقادات إلى سياسة نتنياهو قبل نصف عام تقريبا وقال إن نتنياهو يمتنع عن دفع عملية السلام مع الفلسطينيين بسبب اعتبارات سياسية شخصية.
وحضر لاودر إلى اللقاء مع عباس برفقة زعماء يهود من أميركا اللاتينية وقال إن الجاليات اليهودية والفلسطينية في العالم بإمكانها أن تحقق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
ونفى مكتب نتنياهو أنه عمل على إلغاء لقاء عباس مع قادة المنظمات اليهودية في بريطانيا فيما رفضت السفارة الإسرائيلية في لندن التعقيب على التقرير.

