النسخة الكاملة

جرش: أشخاص يستغلون الحظر ويلقون أطنانا من المخلفات في الغابات

الخميس-2021-01-06 10:04 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز-  تحولت بؤر حيوية في الغابات والمحميات الطبيعية والتي يرتادها الزوار، خاصة في غابات دبين وثغرة عصفور إلى مكاب للنفايات، للتخلص من الخردة ومخلفات البناء وأطنان من نفايات المحال التجارية، من قبل اشخاص، مستغلين أيام الحظر الشامل وقلة عدد المراقبين والعمال وتوقف السياحة الداخلية.

وأكد مراقبون ومتخصصون بالبيئة، أن الغابات والمتنزهات الطبيعية في جرش أصبحت بأمس الحاجة لحملات نظافة ومراقبة وصيانة وإعادة تأهيل قبل تشغيل مساراتها وبدء موسم السياحة الداخلية الذي ينتظره العاملون في قطاع السياحة بفارغ الصبر، لاسيما بعد الخسائر الفادحة التي لحقت بهم على مدار العام الماضي، بسبب الجائحة التي أوقفت السياحة الخارجية والداخلية باستثناء أعداد بسيطة من الزوار.

وقال رئيس منتدى جبل العتمات الثقافي المهندس خلدون عتمة، إن الغابات هي ثروة محافظة جرش الكبيرة والتي تعتبر من أهم مصادر دخلها، ولذلك يجب أن تكون الغابات محط اهتمام الجميع ويجب المحافظة عليها وعدم العبث بها، لاسيما أنها تعرضت لضرر كبير الصيف الماضي نتيجة الحرائق بسبب تأخر تعشيبها وتنظيفها، والتي وصلت الى ما يزيد على 30 حريقا أتت على ما يقارب 1300 دونم حرجي، تعد من أكبر الخسائر الحرجية التي تتعرض لها غابات جرش منذ سنوات.

وبين أن العبث والاعتداء على الغابات ما يزال مستمرا، وذلك من خلال تحويلها إلى مكبات للنفايات بمختلف أنواعها، مشيرا الى ان هذه النفايات يحتاج تحللها إلى سنوات طويلة تلحق خلالها ضررا كبيرا بالثروة الحرجية.

وقال إن الطرق الفرعية والرئيسة، التي تربط بين الغابات وتوصل إلى المتنزهات الطبيعية بحاجة إلى تعبيد وصيانة، ولوحات ارشادية وتحذيرية، بالاضافة الى حاويات لتجميع النفايات واكياس نفايات للحد من إلقاء النفايات عشوائيا على الطرقات وتحت الأشجار الحرجية التي تعتبر متنزهات بيئية طبيعة.

بدوره أكد مصدر مطلع في زراعة جرش، أن محافظة جرش تمتاز بالغابات الحرجية، ومواقع التنزه الطبيعية والبيئية وهي مناطق ذات امتداد واسع، وتحتاج بشكل يومي إلى حملات مراقبة وتنظيف، مشيرا الى ان الجهات المعنية كانت تقوم بتنظيم حملات نظافة مستمرة للغابات، غير أن الجائحة تسببت في منع التجمعات وبالتالي الحد من هذه الحملات.

وقال المصدر ذاته، ان مديرية الزراعة تراقب على مدار الساعة الغابات، من خلال دوريات المراقبة والتفتيش، ولكن العابثين يستغلون الأوقات التي لا يكون فيها مراقبون وأيام الحظر الشامل، في التخلص من مخلفاتهم داخل الغابات.

ويرى الناشط محمد العتوم، أن المخلفات الموجودة حاليا بكميات كبيرة جدا وأحجام مختلفة تحتاج إلى حملات نظافة منتظمة للسيطرة على وضع النظافة قبيل بدء موسم الرحلات والتنزه، يقوم بها شباب وطلاب، مشيرا الى ضرورة أن يتم تزويدهم بمعدات وآليات كبيرة قادرة على إزالة أطنان من الطمم.

وقال انه من الأولى أن تقوم الجهات المعنية من وزارة الزراعة والبيئة والبلديات بتنظيف ومراقبة الغابات، والحد من استغلال مساحاتها الواسعة من قبل ضعاف النفوس برمي الأنقاض والطمم فيها.

وقال العتوم، إن كمية المخلفات البناء ومزارع الدواجن كبيرة جدا، ولا يقبل أن يتم التخلص منها في الغابات وبجانب الشوارع مباشرة، لاسيما أن هذه الغابات الطبيعية هي من نهضت بمحافظة جرش سياحيا منذ عشرات السنين، وهي من أهم عوامل الجذب السياحي في المحافظة.

وبين أن حملات النظافة يجب أن تنفذ باستمرار وعلى مدار الساعة، وضمن شروط السلامة العامة، التي تضمن الحفاظ على صحة وسلامة المشاركين في الحملات من الأمراض والأوبئة، في ظل الظروف الوبائية التي تمر بها المملكة، حتى تبقي هذه الغابات جاهزة لاستقبال الزوار، لاسيما وأن كميات الأنقاض الكبيرة جدا لا يمكن إزالتها يدويا ويجب أن تتم محاسبة كل من يقوم بالتخلص منها بهذه الطريقة.

ويعتقد العتوم، أن حملات النظافة التي تنفذ يجب أن يتم تطويرها وتحديثها وان تشارك فيها جميع الجهات المعنية، بعد تزويد المشاركين بآليات ومعدات مناسبة، تمكنهم من التخلص من هذه الأطنان من النفايات بطريقة صحية وآمنة.

بدوره قال مدير غابات دبين في الجمعية العلمية الملكية المهندس بشير العياصرة، إن هذه الأطنان من الطمم وحجارة البناء قادرة على قتل الأشجار، التي نحتاج إلى مئات السنوات حتى نحصل على اشجار بديلة بهذا الحجم والكثافة، مؤكدا بأن القاء المخلفات بالغابات هو نوع من أنواع الاعتداء على الثروة الحرجية، ولا يقل خطورة عن الحرائق المفتعلة أو الاعتداء على الثروة الحرجية بتقطيعها.

وأوضح ان وزارة الزراعة يجب عليها أن تزيد اعداد طوافي الحراج، ومنع السيارات الكبيرة من الدخول للغابات وخاصة في ساعات متأخرة من الليل، لاسيما أن الطرق ضيقة والغابات سلسلة متشابكة، لاسيما انها مواقع للتنزه ولا داع لدخول مركبات كبيرة والتي تقوم بنقل الطمم والمخلفات والقائها في الغابات.

ويرى العياصرة، أن مشاهد الطمم والمخلفات أصبحت متكررة في مواقع متعددة في غابات جرش مشكلة تشوها بصريا لهذه الغابات الحرجية، على الرغم من حملات النظافة شبه اليومية التي نفذت الأعوام الماضية، في مناطق واسعة.
وقال انه من الأولي أن يكون كل مواطن هو حارس لهذه الغابات وعامل وطن يخدمها ويعمل على تنظيفها حتى تبقى هذه المواقع جاهزة لاستقبال الزوار على مدار الساعة.

وقال رئيس قسم الإعلام ورئيس قسم الصحة والسلامة العامة في بلدية المعراض المهندس مظهر الرماضنة، ان البلدية تتابع المواقع التي يتم رمي الطمم فيها، وخاصة المقاصد السياحية، مشيرا الى انها تقوم على الفور بالكشف الحسي وإزالة الطمم باستخدام الآليات، على الرغم من ضعف الإمكانيات في البلدية.

وناشد الرماضنة، المواطنين بضرورة التلبيغ عن أي مركبة تقوم برمي الطمم داخل الغابات، لتتم محاسبة المخالفين وتحويلهم للحاكم الإداري مباشرة، لاسيما وأن مواقع متعددة في الغابات تتحول تدريجيا إلى مكبات لأطنان من الطمم والأنقاض وخاصة مخلفات البناء.

الغد