جفرا نيوز - فسر خبراء اجتماعيون وأمنيون قيام جناة وخارجين عن القانون و”بلطجية” بالاعتداء على أبناء خصومهم، بأنه "رسالة انتقامية لإلحاق الضرر النفسي بالخصوم”، مشيرين إلى أن "أبناء الخصوم وتحديدا من هم في مقتبل العمر يعتبرون بالنسبة للجناة الهدف الأسهل والأسرع للانتقام”.
وشهد العام 2020 العديد من الجرائم البشعة التي انتقم فيها الجناة من أبناء خصومهم بطريقة تقشعر لها الأبدان، حيث أثارت جريمتا انتقامٍ الرأيَ العام وشكلتا صدمة للمجتمع الأردني.
الجريمة الأولى وقعت أحداثها بمحافظة الزرقاء في منتصف تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، عندما أقدم المتهمون على خطف الفتى صالح وبتر يديه وإعتام إحدى عينيه وتركه في منطقة معزولة وبعيدة عن أقرب مستشفى بنحو 7 كيلومترات، وذلك بسبب خلافات مع والده الذي يمضي عقوبة في السجن على خلفية جريمة قتله أحد أقارب هؤلاء المتهمين.
وألقت الأجهزة الأمنية القبض على 16 شخصا على ذمة القضية، وتلاحق المتهم 17 الفار من وجه العدالة حتى اليوم.
أما الجريمة الثانية فكانت بحق الحدث بهاء قبل نحو شهر؛ إذ أقدم أحد أصحاب السوابق، على ضرب حدث في منطقة مرج الحمام بعمان بأداة حادة في وجهه، انتقاما من والده، وتبين لاحقا أن المجرم كان أقدم أيضا على قتل والد الحدث قبل إقدامه على الاعتداء على الفتى.
وجاءت الجريمة بحق بهاء رغم أن الأجهزة الأمنية نفذت سابقا حملة واسعة وحازمة ضد أصحاب السوابق وفارضي الإتاوات وضبطت أعدادا كبيرة منهم.
حول ذلك يقول الخبير الأمني، الدكتور بشير الدعجة، أن "هناك أشخاصا ليسوا من أصحاب السوابق، وغير مسجلين لدى الأمن العام على أنهم يشكلون خطورة على المجتمع.. لكنهم كالنار تحت الرماد يظهرون فجأة نتيجة وجود مشكلة وليدة اللحظة أو للثأر كما حدث مع بهاء”.
وأكد الدعجة أنه لا يغيب عن رجال الأمن العام أن يعيدوا تكتيكاتهم من خلال المراكز الأمنية والبحث الجنائي لجمع معلومات كافية عن السكان، لافتا إلى أن هؤلاء الأشخاص "قد يشكلون خطرا في المستقبل على المواطنين، وعند وقوع مشكلة يلجأون للانتقام من الأبناء لأنهم الأضعف والأسهل”.
من جهته أكد العميد المتقاعد المحامي عارف الوشاح أن الحملات الأمنية المكثفة شجعت المواطنين على تقديم العديد من الشكاوى مؤخرا، بعدما كان الخوف من "البلطجية وأصحاب الإتاوات يمنعونهم من القيام بذلك، وأن البعض نشر تجاربه عبر مواقع التواصل الاجتماعي”.
وأشار الى أن ظاهرة "البلطجة” طفت على السطح في مجتمعنا في العقدين الأخيرين بشكل لافت، حتى باتت مصدر قلق وإزعاج ورعب لكثير من المواطنين، موضحا أن "عقوبة تشكيل عصابة أشرار هدفها ترويع العامة وتعذيبهم وانتهاك حقوقهم، تصل الى حد الإعدام، وأن لكل جريمة ظروفا يتم تكييفها من قبل القضاء حسب الشهود والأدلة وغيرها”.
من جهته قال الخبير الاجتماعي، الدكتور حسين خزاعي ان الجناة في حادثتي صالح وبهاء "يريدون إرسال رسالة انتقامية قوية لأهلهما لتعذيبهم وإلحاق الأذى النفسي بهم”، مشددا على ضرورة حل جميع المشكلات الأسرية العالقة بين أبناء المجتمع وعدم تأجيلها، لأن تأجيل الحلول يؤدي إلى ارتكاب الجرائم، حيث يجب ألا يتحمل الأبرياء الظلم بسبب سلوكيات لا علاقة لهم بها”.
ودعا الخزاعي إلى تغليظ العقوبات الرادعة، لأننا دولة قانون ولسنا في شريعة الغاب.