النسخة الكاملة

انتصار الليبراليين وسيطرتهم حديث المجتمعات .. والمحافظون يعيدون رصّ الصفوف

الخميس-2020-12-31 02:15 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز- محمد العشيبات

قد يستغرب الكثير بان هناك حديث معمق في مجتمعاتنا بالمحافظات والقرى عن انتصار الليبراليين على تيار المحافظين في الأردن بعد غياب واقصاء تام لبعض رموز التيار المحافظ من الظهور على الاعلام والشاشات المحلية في ظل حكومة يرى البعض انها تمثل اغلبية ليبرالية. 

فيما تعمل قيادات من التيار المحافظ على إعادة تنظيم صفوفها بعيدا عن العاصمة عمان التي استطاع التيار الليبرالي السيطرة على بعض مفاصل كثير من مؤسساتها مستفيدا من الدعم الغربي كونه الأقرب للتواصل معها بعد ان درسوا في مدارسهم وجامعاتهم ويتحدثون اللغة الإنجليزية بطلاقة وبعضهم يجيد أكثر من لغة أوروبية ويراهن قيادات التيار المحافظ على قيادات العشائر في المحافظات التي تربطهم علاقات وصداقة وروابط اجتماعية بالتحالف معهم من اجل اقصاء ووقف تمدد التيار الليبرالي بحجة انه يحمل أفكار غربية وصهيونية تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردن .

وهناك تعريفات كثيرة لمصطلح الليبرالية الى ان أقربها يشير الى الفلسفة السياسية او الراي المنتشر حول مجموعة من أفكار الحرية والمساواة حيث تعني التحرر السياسي والاقتصادي فعبارة المحافظين تمثل مفهوما فلسفيا سياسيا واجتماعيا يتبنى الحفاظ على الموروث الاجتماعي التقليدي بما يؤدي الى الاستقرار وتماسك المجتمع، حيث يركز المحافظون على تحقيق التوازن بين مكونات المجتمع، أي الإبقاء على حالة الأمر الواقع مع إمكانية التغيير والاصلاح التدريجي. 
ولو عدنا الى ما قبل أربعة أعوام عندما تحالف الإسلاميين مع التيار المحافظ ضد إنجاب تيار مدني الذي كان يحمل شعار الدولة المدنية تم اجهاضه قبل ولادته نتيجة اعتقاد ساد في تلك الفترة ان الهدف من التيار هو اضعاف التيار الإسلامي والمحافظين ويجعل وجوده مواز للتيار الإسلامي لخوض الانتخابات في المجلس الثامن عشر الذي استطاع إنجاح ممثلين اثنين للتيار ضمن قائمة معا فيما استطاع الحزب الإسلامي الذي خاض الانتخابات ضمن تحالف الإصلاح الوطني ان يحقق 16 مقعدا لا فهمنا مدى الصراع ما بين تلك التيارات.

فهل نشهد خلال الفترة القادمة تقارب ما بين التيار الليبرالي والقيادات في المحافظات للتخفيف من الحملة الشرسة التي يقودها تيارات سياسية تحاول الرجوع للسلطة بعد اقصائها بشكل مفاجئ عن المشهد السياسي من خلال روايات وأفكار عن ترتيب أوراق المنطقة لتحقيق أطماع واهداف الدولة الصهيونية هنا أيضا يجب ان يكون هناك مشروع اعلامي وطني للتصدي الى عمليات التشويش التي يقودها المعارضين في الخارج بهدف التشويش على عملية الاصلاح السياسي والاقتصادي للدولة . 

ويبدو ايضا ان الحديث عن أعادة الاوراق النقاشية للواجهة يقلق التيار المحافظ كونها تتضمن التحول للدولة المدنية وهذا يتعارض مع مشروعهم . ويبقي السؤال الذي يدور في اذهان اوساط سياسية هل سيعاد الحديث عن الدولة المدنية والعقد الاجتماعي ام هناك توجه سياسي اخر للدولة العميقة .

وهنا يجب على جميع التيارات السياسية والأحزاب الوطنية في هذا التوقيت الصعب الذي يشهده العالم والمنطقة الجلوس على طاولة الحوار الوطني للتوافق على مسار الإصلاح السياسي والاقتصادي والاستفادة من المخزون السياسي والاقتصادي الذي يتمتع به جلالة الملك عبدالله الثاني حيث راي العالم قدرت جلالة الملك على إخراج الاردن من العديد من الازمات السياسية والاقتصادية .
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير