النسخة الكاملة

الكونقراطية... الهيمنة الكونية!!....(4/2) 2020-2030 عِقْد عصي وصعب يسير نحو احادية حكم العالم!

الخميس-2020-12-31 09:33 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز- الدكتور: ابراهيم العابد العبادي
 
استكمالاً للجزء الاول الذي نشر يوم الثلاثاء 29/12/2020
. يأتي الجزء الثاني من المقال وعلى النحو التالي:
 
اولاً- ايجاد حكومة عالمية واحدة One World Government -  الحكومة العالمية هي كيان سياسي يضع ويفسر ويطبق القانون الدولي. وطبقاً لمفهوم الحكومة العالمية فعلى الشعوب أن تساهم أو ترضخ لتلك الحكومة، وهذه الفكر ليس جديد بل كان مطروح تحت مسمى النظام العالمي الجديد New World Order (NWO) الذي تم اعتباره نظرية مؤامرة، والشائع في نظريات المؤامرة حول النظام العالمي الجديد هو أن نخبة ذات سلطة سرية مع أجندة عالمية تتآمر لحكم العالم في نهاية المطاف من خلال حكومة عالمية استبدادية، والنتيجة أن الحكومة العالمية ستضيف مستوى جديداً من مستويات الإدارة فوق المستوى الوطني للحكومات

 وبوجهة نظري  الشخصية هذا الأمر مطبق على ارض الواقع وخاصة على دول وشعوب العالم الثالث، التي تخضع لأنظمة محكومة بقراراتها من الخارج ولا تملك الولاية العامة او حق تقرير مصير شعوبها

 وهذا المرتكز  على وجه التحديد هناك الكثير من الوثائق والبينات التي تدعم السعي لتطبيقه منذ عقود طويلة، منها تطبيق مفهوم العقد الاجتماعي على مستوى الدول لا الافراد، وايجاد المجالس والمنظمات والهيئات العالمية، ومن ثم صياغة الميثاق العالمي لحقوق الانسان عام 1948، والسعي لتأسيس الفدرالية العالمية المتحدة الفترة 1947-1950، والتي قامت على ثلاث أسس سميت "قوانين العالم" وهي: إله واحد، عالم واحد، إنسانية واحدة. 

ثم ظهرت فكرة الاتحادات الاقليمية مثل الاتحاد الاوربي، والمنظمات الدولية كالصحة والعمل والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية...تباعاً ...ومن ثم تأسيس التحالفات الدولية كالناتو والمجموعات كمجموعة الثمان، ومجموعة العشرين، والمحاكم الدولية العدل العليا والجنائية الدولية، ومجلس الأمن والجمعية العمومية...الى أن وصلنا لمفهوم العولمة وغيرها، ..

وتأتي الذرائع لتطبيق هذه الحكومة لمواجهة تحديات التهديدات العالمية من كوارث وحروب ومذنبات وأوبئة والذكاء الصناعي والتطور التكنولوجي مثل شبكات 5G وما يليها، وتعميق مفهوم التبادل المعرفي ورفع المستوى العام للمعيشة والتقدم العلمي، ويدعم هذا التوجه أبعاد دينية عقائدية  يطرحها البعض من افراد ومؤسسات بوجود اشارات  ودلالات ضمن كتب مقدسة تدفع في نهاية المقام الى وجود حكومة عالمية واحدة.
 
ثانياً- عملة عالمية غير نقدية Cashless World Currency:: هذا المرتكز من الأهمية القصوى لتنفيذ وتسهيل عمل المرتكز الاول السالف الذكر الحكومة الواحدة، والمساعدة في احكام السيطرة على العالم...وبالعودة الى جذور الموضوع نجد هذا الطرح كان قديما ...ويظهر  او يطفو على السطح بين الحين والأخر ما يدعم هذا التوجه، ولكن البدايات كانت مختلفة اذ كان التوجه نحو تبني عملة دولية، أو عملة تتجاوز الحدود الوطنية، أو العملة العالمية في سوق الصرف الأجنبي والتمويل الدولي عملة يُتداول بها دوليًا دون حدود..

وما ثبت هذا الطرح ظهور فكرة اليورو عبر معظم دول اوروبا، ...حتى دعا الكرملين في 16 مارس 2009 من أجل قمة مجموعة العشرين في أبريل 2009 إلى عملة احتياطية تتجاوز الحدود الوطنية، كجزء من محاولة لإصلاح النظام المالي في العالم، والدعوة  نحو توسيع قائمة العملات المُستَخدمة كعملات احتياطية، وإدخال عملة احتياطية فوق وطنية تُصدرها المؤسسات المالية الدولية، وهنا يجب أن يلعب صندوق النقد الدولي دورًا هامًا في مراجعة، وجدوى، وضرورة اتخاذ تدابير لضمان الاعتراف بحقوق السحب الخاصة كعملة «احتياطية أعلى» من قبل كل دول العالم..

 ثم ظهر طرح مختلف يشكل بديل للعملة العالمية، الا وهو طرح عملة عالمية افتراضية، أو عملة متفوقة، مثل التيرا، أو الدِي (اختصار الدولار، واليورو، والين)، DEY (acronym for Dollar Euro Yen) تُنتَج وتُدعَم من قبل البنك المركزي، وتُستخدم في جميع المعاملات على مستوى العالم بغض النظر عن جنسية الكيانات التي تستخدمها (الأفراد، أو الشركات، أو الحكومات، أو المنظمات الأخرى)، ولا توجد حاليًا مثل هذه العملة الرسمية. 

الى أن ظهر العديد من العملات الافتراضية التي بداء التداول بها بشكل بسيط عبر شبكات الانترنت، وبحدود ضيقة وقيم متدنية ومنها على سبيل المثال لا الحصر (البتكوين)، الذي كان تداوله في عام 2003 لا يتجاوز سنت واحد الى خمس سنتات في احسن الظروف، الى أن وصل سعره الوحدة الواحدة منه الى 13 الف دولار، وكسر حاجز (20) الف دولار في منتصف شهر ديسمبر " كانون اول" 2020. 

 ويجادل المدافعون عن فكرة العملة العالمية، بأن عملة كهذه لن تعاني من التضخم، الذي كان له آثار كارثية على الاقتصادات، كما سيجعل تسيير الأعمال الدولية أكثر كفاءة، وسيشجع الاستثمار الأجنبي المباشر. مقابل ذلك هناك معارضون، يشيروا الى أن  وجود عملة عالمية واحدة أمر غير ضروري؛ كون الدولار الأمريكي يوفر العديد من فوائد العملة العالمية، مع تجنب بعض التكاليف.

 فإذا كان العالم لا يشكل منطقة مناسبة لعملة مثالية، سيكون من غير الفعال اقتصاديًا وجود عملة واحدة، اضافة موضوع التعارض الاقتصادي بين الدول والحاجة الى ثقة عالية متبادلة تقوم على وجود عملة حقيقية، اضافة الى التخوف من تقويض السيادة الوطنية للدول الصغيرة، والتخوف كذلك من موضوع إعادة توزيع الثروة، وأسعار الفائدة، والمخاطر على الاقراض...الخ، حيث يشكل هذا المرتكز نقطة تحول كبيرة في العالم ويرتبط به العديد من الحيثيات التي تتطلب بحث عميق.
 
ثالثاً- بنك مركزي عالمي- World Central Bank: تشكل فكرة انشاء بنك مركزي واحد عالمي الى احكام السيطرة على حركة السيولة واصدار النقد بشكل رسمي، كما سيرافق ذلك قرارات مؤثرة على سوق العملات ( الفوركس ) الى جانب الاسواق المالية العالمية الاخرى. وما يرتبط بهذه القرارات من دلالات هامة ومؤثرة.

 ويرى العديد من الاقتصاديين والمختصين أن الآليات التي يعمل بها كل من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وما ينجم عنها من سياسات نقدية ومالية لدول العالم تؤكد السعي نحو تطبيق وتنفيذ مبدأ العملة الواحدة والحكومة الواحدة، وبذلك تكتمل العناصر الاساسية لإحكام السيطرة على العالم من قبل جهة او مجموعة محددة. 
 
يتبع في الجزء الثالث...بمشيئة الله
 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير