قيادي اسلامي ليبي: محادثات مع بريطانيا لم تحل مزاعم التعذيب
الخميس-2012-01-18

جفرا نيوز - قال قيادي إسلامي في ليبيا يزعم أن المخابرات البريطانية سلمته إلى حكومة الزعيم الراحل معمر القذافي ليعذب إنه التقى بمسؤولين بريطانيين خلال الشهرين الماضيين لكن المحادثات لم تسفر عن حل للمشكلة.
وقال عبد الحكيم بلحاج خلال مقابلة مع رويترز ليل الاثنين إن لديه دليلا يثبت تورط المخابرات البريطانية.
وقال بلحاج الذي طالب في نوفمبر تشرين الثاني باعتذار علني عما وصفه بست سنوات من التعذيب إن كل اجتماعاته مع مسؤولين بريطانيين كانت محاولات للتوصل إلى مخرج لهذه القضية أو نتيجة لها لكن من الناحية العملية لم تظهر أي نتيجة.
وأضاف أن لديه دليلا يثبت تورط المخابرات البريطانية وأن ما حدث له كان منافيا للقانون وانه واثق أن العدل سيأخذ مجراه.
وتسبب ظهور بلحاج كزعيم قاد المقاومة ضد القذافي وكشخصية رئيسية في ليبيا بعد سقوط العقيد الراحل في احراج لندن التي يتهمها بلحاج بتسليمه إلى حكومة القذافي ليتعرض للتعذيب.
وفي 12 يناير كانون الثاني أعلنت الشرطة البريطانية أنها ستجري تحقيقا في مزاعم بلحاج.
ويقول بلحاج إنه علق من معصميه في السقف وكان يضرب بشكل ممنهج ويجبر على تعاطي المخدرات خلال الوقت الذي قضاه في سجن ابو سليم سيء السمعة في طرابلس.
وعندما سئلت الخارجية البريطانية عن هذه الاتهامات قالت في رسالة بالبريد الالكتروني إن دبلوماسيين بريطانيين التقوا ببلحاج بصفته قائدا عسكريا وتطرق لهذه المزاعم بشأن سوء المعاملة التي تعرض لها.
وقالت الرسالة "نأخذ كل مزاعم عن إساءة المعاملة على محمل جدي لكن هذه المسائل محل مراسلات قانونية بين محامي بلحاج ومحامينا ولا يمكننا أن نعلق اكثر من ذلك".
ورحب بلحاج الذي يقول إنه يقود اكثر من 25 ألف مقاتل سابق ما زالوا مسلحين بالتحقيق الذي ستجريه الشرطة البريطانية في قضيته.
وأضاف أن الكرة الآن في ملعب جهاز المخابرات الداخلية (ام.آي 5) وجهاز المخابرات الخارجية (ام.آي 6) اللذين واجها لسنوات اتهامات بالتواطؤ في إساءة معاملة محتجزين.
وقال بلحاج إن العدل سيأخذ مجراه.
وورد ذكر جهاز المخابرات (ام.آي 6) في وثائق عثر عليها في طرابلس بعد الإطاحة بالقذافي تخص عملية إعادة بلحاج ومشتبه بهم آخرين في قضايا إرهاب إلى ليبيا بشكل غير رسمي مما دفع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى إجراء تحقيق مستقل.
والمسألة خطيرة للغاية لدرجة أن وزير الخارجية البريطاني وليام هيج قال في نوفمبر تشرين الثاني إن مكانة بريطانيا على الساحة الدولية تضررت من هذه المزاعم.
ويقر بلحاج بانه قاتل في صفوف مقاتلين أفغان لكنه يقول إنه لم يكن يعمل مع أسامة بن لادن الزعيم الراحل لتنظيم القاعدة. وقال إنه اعتقل هو وزوجته الحبلى في مطار كوالالمبور عام 2004 .
وبعد ذلك تم تسليمه إلى ليبيا حيث كان مطلوبا القبض عليه باعتباره عضوا مؤسسا للجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة التي كانت تسعى للإطاحة بالقذافي منذ عام 1994 .
وصرح بلحاج بأنه يطالب باعتذار لتصحيح هذا الخطأ وتجنب تكراره.
ومضى يقول إن التعذيب الذي تعرض له كان بسبب جهاز ام.آي 6 وإن الشعب البريطاني يجب ان يعرف ما فعله به أعضاء في حكومتهم.
ويقول بلحاج إن مسؤولي أمن بريطانيين زاروه في السجن خلال حكم القذافي وفهموا الإشارات التي قام بها ليبلغهم بأنه يتعرض للتعذيب لكن الضرب استمر.
وأفرج عن زوجته قبيل الوضع لكن بلحاج ظل مسجونا حتى مارس اذار 2010 .
وقاد قوات المعارضة في طرابلس عندما سيطرت على العاصمة في أغسطس آب 2011 . وجذب أنظار العالم في اكتوبر تشرين الأول عندما أعلن على شاشات التلفزيون مقتل القذافي.
وفي ديسمبر كانون الأول طلب بلحاج من منظمة (ريبريف) الخيرية القانونية تمثيله قائلا إن مطلبه بالاعتذار قوبل بالتجاهل.
وأضاف في ذلك الوقت أن فريقه القانوني أقام دعوى قضائية. وأكدت الحكومة البريطانية أنها تلقت خطاب اخطار بالدعوى.
وقال بلحاج عن التحقيقات إن أهم شئ بالنسبة له هو كشف الحقيقة وان يعرف الشعب البريطاني ما فعلته حكومته.
وفي نوفمبر تشرين الثاني 2010 وافقت بريطانيا على دفع تعويضات إلى 16 محتجزا سابقا في معتقل جوانتانامو الأمريكي في كوبا في تسوية خارج ساحات القضاء بسبب مزاعم عن إساءة معاملتهم في الخارج بعلم أجهزة الأمن البريطانية وفي بعض الأحيان بتواطؤ منها. وقالت بريطانيا إن التعويضات لا تعني الاعتراف بالخطأ.

