النسخة الكاملة

ما بين الرزاز والخصاونه

الخميس-2020-12-20 10:26 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز- بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي 

اولا اود أن أؤكد بأن عائلة الخصاونة ليست من العائلات الطارئة في هذا الوطن وليس أبنائها من الذين يتجولون او يتسوحون عندنا ثم يهاجرون الى أميركا او دول اوروبا لمواطنهم الوهمية  ، فتاريخهم كتاريخ أي عشيرة أردنية قدم ابناؤها الشهداء والتضحيات في سبيل الوطن .

واذا دخلنا الى العمق أكثر  قليلا لم يكن والد دولة بشر الخصاونة ثوريا ضد النظام الملكي ولم يكن ابناؤه يحملون إلا الجنسية الاردنية وكانوا قوميون ، ولم تكن اخلاقهم وعاداتهم تختلف عن قِيًم وعادات أي اردني أو إبن أي عشيرة أردنية .

واذا اردنا ان نتعمق اكثر في الشخصيات فإننا لم نلمس لغاية الآن اي خداع او وعود وهمية او أحلام الكاذبين في تصريحات دولة بشر الخصاونة ، فهو لا زال واقعيا صادقا بكلامه ، وهو يعرف أن أكبر مشكلة يواجها الآن هي أن الشعب قد فقد الثقة بالحكومات الأردنية ولهذا فعليه أن يحاول جاهدا أن يستعيدها ،من خلال  عدة مراحل أولها التشكيلة الوزارية التي تعمل معه ، فعندما نستعرض البعض منهم أمثال محمد داودية او ناصر الشريده او معن القطامين او نايف الفايز  وسمير مبيضين ، لنجد انهم وطنيون ومؤهلون لم تشوبهم اي شائبة إفسادية ، ثم التصرف بواقعية وشفافية ومكاشفة في كل زياراته أو تصريحاته .

وأريد أن أعرج على والد دولة بشر الخصاونة وهو الدكتور هاني الخصاونه الذي  كان يساريا ولكنه كان قوميا عربيا أردنيا و قلبه ينبض بألوان العلم الأردني ، وجوارحه كانت تنطق بالولاء والانتماء للشعب والقيادة الهاشمية ، فهو لم يسجن كغيره في سجن معان ولم تصدر عنه تصريحات حقيرة تقول لو أن اصبعه اردنيا لقطعه .

انا اعلم بأن هناك القلة القليلة من الذين لن يعجبهم ما اكتبه عن هذه المقارنة وخصوصا الذين كانوا مستوزرين او يبحثون عن مقاعد لهم في مجلس الاعيان  اوحقيبة وزارية لأبناؤهم او أنسبائِهم ، او ممن يبحثون عن سفارة كانت  تتوارث ما بين الأبناء والأنسباء  ثم فقدوها .

ولهذا فإنني كمواطن أردني  مطًلع أعلم ان الخصاونة غير قادر على تخفيف عجز الموازنة ، او انهاء مشكلة البطالة ، او محاسبة الفاسدين الذين اكلوا الموازنة وارهقوها ، أو جلب الاستثمارات وتغيير السياسات العقيمة .

 ولكنني أعلم انه قادر على وقف استنزاف الموازنة ، وتحسين الخدمات ووقف إستمرار  تغول الفاسدين ، والتخلص من البروقراطية  العقيمة .
الخصاونة قادر على ان يفصل ما بين السلطات الثلاث ويمنع تغول  بعضها على الأخرى ، وأن لا يتدخل بشؤون القضاء ، او سن وفرض تشريعات ضريبية مالية على الشعب من خلال مجلس النواب .

الخصاونة قادر على أن يبعد شبح الدولة العميقة أمنيا من خلال وقف التوقيفات والاعنقالات للمواطنين الذين يطالبون بالاصلاحات الوطنية .

الخصاونة قادر ان يمنع توجيه التهم الزائفة لكل وطني عارض نهج او سياسة مسؤول بالدولة .

وقد اتفائل انا بحذر بحكومة الخصاونة واتمنى ان ترى الوطن كله من خلال النظرة للكفاءات الوطنية في ابناءها ليس فقط من ابناء الشمال ، وإنما تبحث عن كفاءات في الجنوب والوسط والشرق والغرب .
 وأخيرا انا اقول لدولة الدكتور بشر الخصاونة ناصحا ، إن احسنتم فلأنفسكم وللوطن والشعب ، وان اسأتم فلكم  وللشعب وللوطن  ، ولن يرحمكم لا التاريخ ولا الشعب ولا ملك الملوك ورب العالمين .

وفقكم الله لخدمة الوطن والمواطن لتبروا بقسمكم الذي اقسمتموه امام جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه.