الإعلامُ الأردنيُّ وتقرير ديوان المُحاسبة

 جفرا  نيوز  :كريم الزغيّر

يبزغ تقرير ديوان المحاسبة السّنويّ؛ ليضيء صفحات الإعلام الأردنيّ المحلولكة، فالتقرير ينتظره الإعلاميّون والصحفيّون متحرّقين لمضامينه، وما يكتنفه هذا التقرير من قضايا لذيذة حول الفساد البيروقراطيّ داخل مؤسّسات الدولة، وفي هذا الشأن؛ فإن المسلكيات الإعلاميّة تسترعي التمهّل، خصوصًا، أنّ الإعلام تتلاشى عنه الديناميكيات العلميّة في الممارسة العملية، فيرتطم في وهدة الاستعجال والجموح دون استقراء أو انغماس في أفق الحدث.

بُعيد نشر التقرير السنوي لديوان المحاسبة لم تستكن وسائل الإعلام، ولم تُعطِ نفسها الأويقات لكي تستفهم هذه التقرير، أو تُبحر في صفحاته، أو تغربل حوادثه، أو أن تمارس فعلًا نقديًّا له، بل انزلقت في منزلقات الاجتزاء (أو الاصطياد أحيانًا) ثم النشر، متكأةً على ظمأ القارئ لهذه المعلومات، والذي يستلذُ –وأنا كذلك- باستجلاء الممارسات الفسادوية داخل مؤسسة الدولة وأجهزتها، لكنّ الاجتزاء لا يتواءم  مع ضرورات الفعل الإعلاميّ ونظرياته العلمية.

إِنَّ جلّ الأخبار والتقارير التي نُشرت حول التقرير السنوي لديوان المحاسبة كانت خاويةً من الأسئلة العلمية-الموضوعية، وكأن الإعلام يتلقّف ما يُقذف إليه، فيقذفه إلى القرّاء، ودون أيّ (هندسة عكسية) للتقرير ذاته، وهذا لا يعني التشكيك بموضوعية التقرير أو كفاءة موظفي ديوان المحاسبة، لكنّ الصحفي أو الإعلامي ليس روبوتًا، والإعلام ليس أوتوماتيكيًّا في علاقته مع الحدث أو الخبر أو المعلومات.