جفرا نيوز – احمد الغلاييني
بعد مرور اكثر من (9 ) شهور على جائحة "كورونا" والتي عصفت بالقطاعات الاقتصادية والاجتماعية، وحملت خسائر كبيرة يطرح السؤال ماهو واقع الفنان الأردني.
جفرا" تابعت الموضوع مع عدد من الفنانين من ممثلين وملحنيين وغيرهم حيث شرحوا معاناتهم من كافة الجوانب
وتقول الفنانة المعروفة عبير عيسى في حديثها" لجفرا أن الفنان الأردني متعثر من قبل جائحة "الكورونا"، مع هذا الوباء الفتاك زاد تعثره خاصة مع عدم وجود اهتمام رسمي بالفنان الأردني والذي وقف مع وطنه بكل المراحل كثيراً
واكدت ان الفن الأردني بحاجة لقرار سياسي اكثر من ثقافي، خاصة وان الفنان يعبر عن الدولة وفكرها، وهو واجهة حضارية للوطن
ويؤكد الفنان زهير النوباني إن واقع الفن الأردني في حالة يرثى لها خاصة مع الجائحة، معولاً ان الوطن العربي لم يعد معني في الدراما الأردنية، والتي اصبحت أنظاره تتجه اكثر الى الانتاج العربية والتركي اكثر
وكشف النوباني بحديث " لجفرا" عن قضية عدم تنفيذ الاتفاقية بين اتحاد المنتجين الأردنيين والتلفزيون الأردني وهي قديمة لانتاج اعمال للدراما الأردنية للتلفزيون، منوهاً انه رغم قدم الاتفاقية غير انه انتج عمل واحد منذ ثلاث سنوات ،ويضيف انه لم يتعاون مع التلفزيون الأردني في عمل واحد منذ 19 عاماً متجاهلاً سبب عدم وجود هذا التعاون
ولم يبتعد هذا الحال على واقع الغناء الأردني، والذي عبر عنه الفنان "جهاد سركيس"، والذي أكد ان الحركة الغنائية الاردنية تعتمد بشكل كبير على السياحة والتي فقدناها خلال هذا الوباء والذي اغلق على اثره المطاعم السياحية مما ادى الى قطع أرزاق الفنانين والموسيقيين بشكل عام، إضافة إلى عدم اقامة مهرجانات كبيرة كمهرجان جرش والفحيص وغيرها من المهرجانات التي تضفي حركة على الفن الأردني حياه
سركيس تابع ان نقابة الفنانين تضررت أيضا من عدم استيفاء رسوم الغناء على الاراضي الأردنية والإنتاجات الدرامية والتي افقرت الصناديق التابعة للنقابة ،ونوه أن الفنان الاردني يعتمد على دعم وزارة الثقافة والسياحة والعديد من الجهات التي غابت بسبب هذه الجائحة، مؤكداً ان هناك فنانين يعملون بمهن وصناعات مختلفة مثل الدهان وصناعة الطعام المنزلي وتوزيعه وبيعه إضافة إلى العمل على تطبيقات النقل العام
وتنبأ انه حتى بعد عودة الحياة الى طبيعتها في المرحلة القادمة مؤكدا أن اجور الفنان ستزداد اكثر، فالفنان الآن يبحث عن كفاف يومه
وناشد سركيس الجهات المسؤولة محاولة دعم الفنان خاصة في ظل هذه الظروف التي وصلت بالفنان الى التسول او الهجرة خارج الوطن، والذي يرى معاناة أخرى خارجياً، مطالباً الجهات المعنية بدعم الفنان الاردني من خلال صندوق همة وطن
ولا يختلف الحال في الفن الأردني على المسرح، الذي غاب عنه الجمهور منذ مئات السنين للمرة الأولى والذي كان يشكل حركة ودعماً للفنان الأردني.
ويقول الفنان حسين طبيشات (العم غافل)، أن العروض المسرحية كانت مستمرة على مدار العام ولاحقا وتوقفت الحياة في الأردن ودول العالم، مؤكداً ان قطاعاً كبيراً خلف كواليس العرض لم يأخذوا قرشاً واحداً بسبب عدم وجود اي عروض مسرحية او مهرجانات خلال هذا العام
ويؤكد مدير فرقة المسرح الحر علي عليان، ان العروض المسرحية على الخشبة لها غابت ولم يقام اي مهرجان او عرض مباشر على خشبات المسارح، خاصة وان الفرقة تقيم مهرجاناً دولياً كل عام يأتي اليه العديد من الفرق المسرحية العربية والعالمية، واكد ان اكثر من سبعين شخص من العاملين في المهرجان سنوياً تأثروا بسبب توقف المهرجان.
وتنبأ عليان في حديثه" لجفرا " أن التأثر بعد الجائحة سيستمر لسنوات على الفن، وذلك بسبب الازمات الاقتصادية وعدم وجود دعم للفنان الأردني والحركة الفنية اضافة الى عدم وجود دول قادرة على دعم الحركة الفنية في الوطن العربي والعالم بسبب الجائحة
من جهته قال نقيب الفنانين الأردنيين حسين الخطيب، ان الأزمة بالنقابة لم تكن وليدة اللحظة جراء جائحة كورونا ولكن هي مركبة منذ زمن وتابع أن القطاع لايزال يعاني وفي سبيل النهوض فيه خاصة وانه مشروع وطني بامتياز.
وأكد الخطيب إن النقابة استطاعت من خلال الأسبوع الأول للجائحة التواصل مع الزملاء بشكل مباشر وغير مباشر في القطاعين الدرامي والموسيقي، خاصة بعد توقف عدة اعمال من انتاج عربي ومحلي بسبب الجائحة والتي استأنف العمل بها فيما بعد، والزملاء في القطاع الموسيقي الذين تضرروا جراء اغلاق المنشآت السياحية، مشيراً أن النقابة لم تقف مكتوفة الايدي، حيث قدمت بشكل خاص قروض ميسرة لعدد محدود جداً من الزملاء في بداية الجائحة.
واضاف اننا تواصلنا مع الحكومة لأقامة مشاريع فنية وثقافية وموسيقية وبالتعاون مع صندوق همة وطن وليس اعطيات او هبات او مساعدات مالية شخصية
واشار أن النقابة خاطبت حكومة بشر الخصاونة منذ الأسبوع الأول لتوليها مهامها الرسمية عدة مرات لغاية الوقوف على واقع الفن والفنانين واعتبار القطاع متضرر منذ البداية واستمرار تضرره خاصة مع توقف الحفلات والمهرجانات الرسمية والخاصة اضافة الى التخاطب مع الوزارات المعنية وخاصة وزارة السياحة وتم التواصل مع المعنيين والرسميين لنرى كيف ننهض بقطاع الفن إثناء الوباء وبعد الوباء
وطالب الخطيب بقانون لحماية الفنان مستقبلاً، موضحاً ان رغم وجود النقابة والتي تنفق مبالغ كبيرة على التأمين الصحي وتصرف رواتب تقاعدية للفنان اثناء وبعد وفاته لأسرته، والتأمين الذي يعالج الفنانين وعائلاتهم، غير أن حماية الفنان من قبل الدولة واجب عليها وحق له ،وشدد أن النقابة تقوم بمهامها على أكمل وجه، وتسير على قدم وساق من اجل الفنان والارتقاء بحياته المهنية والاجتماعية
وكشف إن النقابة لم يدخل عليها قرشا واحد منذ شهر آذار 2020 والتي تعتمد على استيفاء الرسوم من الحفلات الفنية والاعمال الدرامية التي تقام على ارض المملكة والتي توقفت منذ ذلك التاريخ ومع ذلك ان النقابة تقدم تامين من الدرجة الأولى من الفنانين المتفرغين للفن والذين لايملكون وظيفة اخرى.
وطالب اعتماد نقابة الفنانين لشمول العضو بالضمان الاجتماعي لغاية التقاعد، والتامين الصحي من الدرجة الاولى للفنانين المتفرغين
واضاف ان الحكومة قامت باستحدثت صندوق لدعم الجمعيات والمؤسسات الثقافية والفنية وهناك قرار من رئاسة الوزراء لدعم الدراما، وهناك خطة موجودة في نقابة الفنانين لهذه الغاية، ونعمل على اعادة صياغتها مشيراً انه وفي حال نجاح هذا المشروع في اطاره الدرامي والموسيقي سيحقق نقلة نوعية للفنان الأردني
واعتبر الخطيب اعادة مهرجان المسرح والفيلم واستحداث مهرجان الموسيقى خلال الجائحة وعن طريق "الاون لاين" خطوة مهمة لانعاش حال الفنان واعادة الروح للمسرح.
وشدد أن النقابة لاتطلب شيء مستحيل وبعيد ولكن نطلب ماهو الحكومة قادرة عليه، متمنياً تكاتف الجهات المعنية للارتقاء بالفن الأردني.
من جهة اخرى، تأمل ان يكون هناك انتاج فني اردني خلال الفترة القادمة خاصة وان القطاع تضرر بشكل كبير سواء شخصي او فني بشكل كامل ،وتمنى في ختام تصريحه عدم استمرار هذا الوضع الوبائي، وان يتم تكثيف كافة الجهود الرسمية للارتقاء بالفنان الأردني
ويعتبر القطاع الفني الأكثر تضرراً خاصة بعد توقف الانتاجات الفنية المحلية والعربية على ارض المملكة واغلاق المنشآت السياحية
النسخة الكاملة
