"الباشا القيسي" مدرسة في العمل الإستخباري والتفاني والإنجاز
الخميس-2020-12-06 04:21 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - خاص - اللواء المتقاعد بسام النسور
ترددت بالكتابة وانا لست بكاتب او اديب لديه الفصاحة او القدرة على التعبير ولكن شدني للكتابة ما قراءته في مقال للصحفي محمود كريشان في موقع جفرا عن المرحوم مصطفى باشا القيسي، ووجدت لزاما علينا ان نذكر محاسن تلك المدارس والقامات الوطنية التي تتلمذنا على اياديها في جهاز وطني منتمي كرس أهدافه ولا زال لخدمة هذا البلد وقيادته بصمت وتفاني.
ان الواجب علينا ان لا ننأى بأنفسنا عن ذكر إنجازات تلك القامات الوطنية التي قدمت للوطن وبصمت، بعيدا عن الأستعراض الأعلامي او نسج القصص الخيالية عن البطولات والانجازات الأستخبارية والتي بقيت تحفظ بالصدور، فالواجب علينا سواء كنت تحب او تكره ان ننصف هؤلاء بما عرفناه عنهم من خلال العمل بمعيتهم في مراحل حساسة مر بها الوطن.
لقد كان المرحوم الباشا أبو مازن الذي حمل المسؤولية من الباشا طارق علاء الدين اطال الله بعمره، الرجل الصامت ورجل الأنجازات( مدرسة بالعمل الاستخباري العملياتي لم ينتهج سياسة الحواجز واعتبارات عسكرية الرتب بل كان يعرف كل واحد ويمتدح المنجز ويوجه المخطئ، كان يجوب على مكاتب الضباط اثناء الدوام وبعد الدوام ليتابع العمل ويشحذ الهمم ويتعايش بين الجميع ويؤشر على من انجز ليرفع المعنويات ويكافئ من يستحق ويصبح التفاني في الإنجاز نبراس الجميع، كان المرحوم لا ينظر الى الخلف رجل شجاع واستذكر ما خط بيده على موضوع كان في حينه اجتزأ منه الاتي: بأنه لن تغمض لنا عيون ولن تقر لنا جنوب حتى نرى اردننا ينعم بالامن و الأستقرار بارين بالعهد او نلقى الله راضين مرضين.
لقد كان ينظر المرحوم للعمل بشمولية وتعاون ومؤسسية ومكافئة المستحق، وتفاهم مشترك مع الأذرع الأخرى العسكرية والأمنية والمدنية للدولة فكانت المخرجات مصلحة الوطن أولا ، فكان الجميع يعمل كفريق واحد في مواجهة التحديات التي كانت تهدف للنيل من امن واستقرار الوطن، وهذا ديدن ونهج هذا الصرح الاستخباري دوما والذي يشهد لكفاءته واحترافيته
القاصي والداني والذي اعتمد نهج الأصلاح لا العقاب بصدر يتسع للجميع.
ان امانة المسؤولية والالتزام الاخلاقي يحتم علينا ان نذكر ما قام به الأوائل ومن تسلم منهم المسؤولية، فهم قدموا ويقدموا من هم الأن بالمسؤولية فلولا رعاية الله وقيادته الملهمة وهؤلاء الجنود المجهولون الذين نذروا انفسهم تحت ظروف حساسة وخطرة لدرء المخاطر عن هذا الوطن لما اسبغ الباري علينا نعمة الامن و الامان ، و لأستمرار ذلك يتطلب الامر ان نتشبث بالمبادئ الوطنية والأخلاقية لانصاف الذين افنوا زهرة شبابهم في ميادين خدمة الوطن وبكل المواقع، ولكن للأسف فقد انقلبت المقاييس واصبح هم البعض الزحف الى الكراسي والغنائم بشتى الطرق والوسائل حتى اصبح التملق المؤقت للكرسي وليس تقديرا لمن يجلس عليه.
ادعوا الله ان يحفظ الوطن وقيادته وأهله، وان تمتلئ قلوبنا حبا ووفاءا لبعضنا حتى يكون الغد واعدا ومشرقا، قال تعالى (من المؤمنين رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ).
وللحديث بقية ...