من الفيديوهات التي تحاكي الشارع الأردني إلى "الشماغ" ومنصب الوزير ... "القطامين " أمام مفترق طرق وكيف سيبرهن أقواله ونواياه على أرض الواقع ؟
الخميس-2020-12-05 12:51 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز – فرح سمحان
يبدو أن أثارة الجدل والأقاويل ستبقى ملاحقة لوزير العمل أو للمنتقد السياسي والاقتصادي سابقاً معن القطامين الذي أختار أن يكون واجهة للترقب والترصد لكل أقواله ومقارنتها بفيديوهات سابقة له وشتان بين الجانبين ، الآن بدأ القطامين باللعب على الوتر الحساس كما يقال ، وكأن المواطن الأردني بصدد أن يسمع خطب وشعارات ومبادئ لا تسمن ولا تغني من جوع أذا ما لم يتم ترجمتها بشكل فعلي على أرض الواقع ، ففي الوقت الذي ارتفعت فيه نسبة البطالة لـ 23% في الربع الثاني من عام 2020 وفي الوقت الذي أصبح هم الأسرة يدور حول تأمين قوت يومها ومصروفاتها الأساسية لم يعد للكلام المنق والموجه أي معنى وهذا ما يشهده المواطن منذ فترة طويلة كلام وخطط ومنهجيات لم نرى منها شيء سوى مقابلات تلفزيونية و"مانشتات" عريضة على صحف الجرائد والمواقع الإخبارية
لب أو محور الانتقاد لا يتأتى حول شخصية الوزير القطامين أو هواياته الشخصية على سبيل المثال ، وإنما للقرارات التي من شأنها المساس بالرأي العام وهذا ما يدفع الشارع الأردني لفتح باب المقارنات أو الترصد أو تحليل التصريحات كل من جانبه ووجهة نظره الخاصة ، فالمحلل السياسي أو الاقتصادي تختلف نظرته عن المواطن الذي سرعان ما يثور ويغضب حينما يصدر قرار بعكس التيار أو بما لا يصب بمصلحته ما يعمل على خلق فجوة في الآراء ما بين مع وضد وما بين مؤيد ومعارض والاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية !
يوم أمس أطل القطامين في مقابلة تلفزيونيه عقبت تصريحاته الأخيرة في المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه عن جملة من القرارات والإجراءات لقطاع العمل والعمال وأرقام وخطط ومنهجيات وغير ذلك ، ثم بدأت الوسائل الإعلامية بالسبق الصحفي لتحليل المحاور التي خرج بها القطامين متبعاً النهج الاعتيادي والتقليدي للحكومات السابقة باستخدام "سنفعل وسنعمل" إذ باتت (السين) التي تعبر عن المستقبل بعيدة بقدر بعد التطلعات والرؤى الحكومية عن ما يطلبه ويحتاجه الواقع الذي شل وتأزم بفعل العديد من الطوارئ والمتغيرات وآخرها جائحة كورونا التي أظهرت مواطن الضعف في شتى المجالات
وما أن ظهر القطامين مرتدياً "الشماغ" الأردني في المقابلة حتى انهالت عليه موجه من الانتقادات من كل صوب وحدب من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي ، حيث أعتبر البعض أن ارتداء الشماغ لن يلهي نظر وعقل المشاهد عن حقيقة أو مدى إمكانية القطامين بتطبيق خططه وقرارته الفضائية أو التي تحمل طابع السهل الممتنع على أرض الواقع سيما وأن هناك حالة من التعطش لتطبيق وترجمة فعلية من شأنها النهوض بالوضع الاقتصادي الصعب ، وآخرون اعتبروا أنه أصبح عرضه لهوس الأضواء والشهرة والتصريحات بسبب ظهوره الإعلامي في الفترة الأخيرة وتصريحه بعناوين لو تم العمل عليها بصمت لكان أجدى من التدفق في الحديث عنها وسط ترقب وتساؤلات متى ستطبق ويتم العمل على تحقيقها ؟
تأمين العمال في كافة المنشآت من حيث الرواتب والأجور وإيجاد البرامج التي من شأنها تخفيف وطأة الجائحة على الفئة الأكثر تضرراً "عمال المياومة" لا تحتاج لكلام وخطب وفلسفة بالمبادئ والقيم يا معالي وزير العمل ،سيما وأن ما يدور من قرارات لا يختلف في شيء عما سبقه فكما يقال بالأمثال الشعبية " الوزراء جميعهم قارين عند نفس الشيخ" !! إذاً ما الجديد المختلف الذي سيقدمه القطامين خلافاً لما سبق من قرارات ، وعلى المدى البعيد هل ستبقى انتقاداته للسياسات الحكومية قائمة وهل سيطبق ما كان ينادي به في فيديوهات مدتها دقائق بفترة توليه الوزارة لمدة قد تتخطى العامين أو أكثر، أم أن المبادئ تذهب مهب الريح أمام وطأة المنصب و"الكرسي" ؟!!