النسخة الكاملة

ترامب يصنع الخراب وهو بغادر موقعه

الخميس-2020-12-04 01:44 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - الكاتب: كمال زكارنة


لم يكتف الرئيس الامريكي المهزوم دونالد ترامب بما احدثه من دمار وخراب بمنظومة النظام العالمي خلال سنوات حكمة للولايات المتحدة الامريكية على مدى اربع سنوات، بل ما يزال مصرا على احداث المزيد من الدمار، وخلق التعقيدات والتفجيرات في وجه الرئيس المنتخب جوزيف بايدن بمختلف مناطق العالم.

ترامب الذي اخذ دور الكيان الصهيوني المتمثل بواجب شرطي المنطقة تاريخيا، وحل محل ذلك الكيان ليلعب هذا الدور بنفسه، وقبل ان يكون خادما امينا لدى نتنياهو ينفذ كل ما يريد الاخير من قرارات واجراءات، ويضع ختمه وقلمه في جيب نتنياهو منتظرا اية اشارات منه لتنفيذها على الفور، يعمل جاهدا على خلط الاوراق في منطقة الشرق الاوسط قبل رحيله المؤكد من البيت الابيض، لزيادة الاوضاع تعقيدا وتخريبا، في هذه المنطقة المضطربة والتي تشتعل وتحترق دون الحاجة لاشعال المزيد من الحرائق والفتن.

نتنياهو الماكر، استغل ترامب وما يزال ايما استغلال، فقد اوهمه بأنه وليّ الامر والاب الروحي والقاضي الشرعي للكيان الغاصب، فلا يقوم نتنياهو باتخاذ اي قرار، ولا يقدم على اي اجراء، الا بعد ان يستأذن من ترامب ويرجو موافقته مسبقا، والاخير يستجيب على الفور وهو يبحث عن اي دور او فعل او عمل يعتقد انه يرضي الكيان الصهيوني الغاصب.

لن يتردد ترامب في توريط الولايات المتحدة بنزاعات وصدامات خطيرة مع دول مختلفة قبل تسليم السلطة، من اجل اغراق بايدن في صراعات خارجية منذ اليوم الاول من تسلمه السلطة في البيت الابيض،بهدف اضعافه وافشاله وعدم تمكينه من ترميم ما احدثه من دمار داخليا وخارجيا.

المشكلة التي يواجهها الاميركيون والعالم مع ترامب، ان هذا الرجل لا يفكر ولا يخطط، وانما ينفذ مخططات ومشاريع وبرامج صهيونية، وافكار ومقترحات وآراء زمرة مجنونة تحيط به وتغلق الدائرة عليه باحكام، وهي على اتصال وثيق جدا باليمين الصهيوني بل واكثر تصهينا منه.

قد تكون الخمسين يوما المتبقية من حكم ترامب الاكثر خطورة وسخونة خلال فترة حكمة التي امتدت اربع سنوات، فهو في سباق مع الزمن في البحث عن اي سبب لاحداث صدع جديد في العلاقات الامريكية الخارجية، او صناعة تفجيرات هنا وهناك لزيادة صعوبة مهمة بايدن في السياسة الخارجية.

هنا يأتي دور المؤسسات الامريكية العسكرية والسياسية والاقتصادية، التي بمقدورها وحدها، وليس اية جهات اخرى، ان تمنع ترامب من ارتكاب اية حماقات اخرى على الصعيدين الداخلي والخارجي.