النسخة الكاملة

الخرابشة: العزل المنزلي غير المراقب لمصابي كورونا نشر العدوى

الخميس-2020-11-29 09:29 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز- قال مسؤول الملف الوبائي في المملكة، الدكتور سعد الخرابشة، إن العزل المنزلي غير المراقب لحالات كورونا أدى إلى نشر العدوى بشكل كبير وسريع في المجتمع الأردني.

وعرض الخرابشة الى  تحليلا لبيان ان العزل المنزلي غير المراقب هو وراء زيادة عدد الاصابات والوفيات معا، وقال ان تطبيق سياسة العزل المنزلي لحالات كورونا الإيجابية الخفيفة وعديمة الأعراض في الأردن بدأ 25/9/2020.

وكان عدد الإصابات التراكمي منذ بدء الوباء في شهر آذار وحتى 25/9/ 2020 زهاء 7364 إصابة، وهذا العدد يشكل 3.6% من مجموع الإصابات التراكمي كما هو في نهاية يوم 26/11/2020.

وقال الخرابشة إنه سجل خلال نفس الفترة السابقة (حتى 25/9/2020) 30 حالة وفاة فقط، أي بنسبة 1.2% من مجموع الوفيات التراكمي كما هو في نهاية يوم 26/11.

وكانت نسبة الفحوصات المخبرية الإيجابية أقل من 5% من مجموع العينات المفحوصة قبل 25/9 وبدأت بالتزايد المضطرد بعد ذلك ليصبح معدلها خلال الأسابيع الأربعة الأخيرة حوالي 20%، وهذا المؤشر أهم من مؤشر زيادة عدد الإصابات الرقمي.

واضاف الخرابشة انه بمقارنة عدد الإصابات التي سجّلت خلال الأسبوعين اللذين تليا تطبيق العزل المنزلي والبالغة 15552 إصابة، وهو أكثر من ضعف عدد الإصابات المسجّلة منذ بدء الوباء وحتى 25/9، سجّلت 100 حالة وفاة خلال فترة الأسبوعين اللذين تليا تطبيق العزل المنزلي، أي أكثر من ثلاثة أضعاف عدد الوفيات المسجّلة قبل 25/9.

واكد الخرابشة أن السبب الرئيس لتفاقم حدة الوباء وانتشاره الواسع في الأردن يعود إلى عدم ضبط ومراقبة المرضى المعزولين في المنازل والذين في كثير من الحالات لم يتقيدوا في عزل أنفسهم وعدم الاختلاط بالآخرين ولم تتخذ الأجهزة الرسمية آليات لمراقبة التزامهم فأصبحوا يتحركون كما يشاءون ويذهبون لأعمالهم ويشاركون في المناسبات الإجتماعية دون رادع.

واشار الى وجود حالياً زهاء (70) ألف حالة نشطة على الأقل في المجتمع قابلة لنقل العدوى للمخالطين بسبب عدم التزامهم بالبقاء في منازلهم طيلة فترة العزل المقررة، ولنا أن نتخيل عدد حالات العدوى الثانوية التي ستتولد بسببهم في المجتمع.

وقال الخرابشة انه لا يجب أبداً أن نستغرب لماذا وصل تعداد الإصابات في بلدنا إلى ما يزيد عن مئتي ألف إصابة، غالبيتها العظمى تزامنت مع البدء بتطبيق سياسة العزل المنزلي التي طبقت منذ بداية الثلث الأخير من شهر أيلول.

ولفت الى تحذيراته من خطورة هذه السياسة ما لم تترافق مع آليات حكومية صارمة لرقابة هؤلاء المعزولين والتأكد من التزامهم المستمر بشروط العزل المنزلي لحين شفائهم، إلا أن ذلك للأسف لم يجد آذاناً صاغية، حيث كان بالإمكان ضبط هذه العملية من قبل الأجهزة الرقابية الحكومية في بداية الأمر وقبل أن تستفحل المشكلة وتتفاقم أعداد الإصابات إلى الحد الذي وصلنا إليه الآن.

وتساءل الخرابشة المختص في علم الوبائيات: ما الفائدة من إجراء آلاف الفحوصات المخبرية اليومية والإعلان عن خمسة أو ستة آلاف إصابة في اليوم، إن لم نتابع ونراقب هذه الإصابات؟ ونتأكد من أمرين، أولهما تطور حالاتهم الصحية، وثانيهما مدى تقيدهم باشتراطات العزل المنزلي وعدم مغادرة منازلهم إلا بعد الشفاء كي لا يشكلوا بؤرا تعد بالآلاف لنقل العدوى لباقي الأردنيين.

وبين الخرابشة أن الهدف الأساسي والمهم من إجراء الفحوص المخبرية اليومية هو للتعرف على اكبر عدد ممكن من المصابين في المجتمع وعزلهم عن الآخرين لحماية المجتمع والحد من توسع رقعة العدوى، وليس هدفا إحصائياً من أجل تسجيل أرقام تعلن بإيجاز صحفي.

واضاف انه ثبت بما لا يدع مجال للشك بأن التعويل كثيراً والركون على وعي الناس فقط لن يحتوي هذه الجائحة، وعليه فإن الوقت لا زال متاحاً لتقوم الأجهزة الرسمية وبالإستعانة بمؤسسات المجتمع المدني والمتطوعين من أفراد المجتمع لأخذ زمام المبادرة من أجل ضبط سياسة العزل المنزلي وضمان ردع المخالفين حتى نتمكن من تخفيف حدة الوباء وإخماده.

وتوقع الخرابشة إننا إذا ضبطنا هذه المسألة واستمر مواطننا بالالتزام بالإجراءات الوقائية فسنصل إلى بداية انحسار العدوى في وقت قياسي دون الحاجة إلى حظر جزئي.