النسخة الكاملة

"الجمعة البيضاء" ملاذ الفقراء في زمن الكورونا و مواطنون : الخبز والطعام أولوية وتجار يثمنون دور العروض في استقطاب الناس وآخرون لا نملك مالاً يكفي !!

الخميس-2020-11-28 06:29 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز – فرح سمحان 

في زمن أو كما أطلق عليه عام الكورونا أصبح تأمين لقمة العيش وتلبية الحاجات الأساسية هو الهم الأكبر لدى العديد من الفئات ، فلم تعد الطبقة الفقيرة أو حتى المتوسطة غير قادرة على جلب ما يعرف بالكماليات والترفيه بطرق معينة بل أصبح البعض من أصحاب الطبقة البرجوازية " الأغنياء " يستخدمون سياسة التقشف وتلبية أساسيات الحياة بسبب فقدان أعمالهم أو رؤوس أموالهم أثر جائحة العصر كورونا التي فتكت بالاقتصاد في كل دول العالم 

التسوق والتبضع لشراء الألبسة والأحذية والمجوهرات وغيرها من الأمور التي تعتبر مكملات أصبحت نادرة في الوقت الذي أغلقت فيه العديد من المتاجر بسبب فرض الحظر وفقدان العديد من الأشخاص لوظائفهم فلم بعد بمقدورهم التسوق والشراء كالسابق ، ناهيك على ما شهده قطاع الألبسة والأحذية من خسائر عديدة في كل دول العالم سيما وأن شراء الملابس وغيرها من المكملات يعتمد على البعض على أوقات ومناسبات معينة كالأعياد أو الأحداث الهامة على المستوى الشخصي أو لتلبية أمور معينة عند الشخص وهي تختلف تبعاً للأوضاع المادية والمعيشية من شخص لآخر في اختيار مكان التسوق والميزانية المحددة لذلك 

  
الجمعة السوداء أو البيضاء كما يطلق عليها في البلدان العربية حيث تقوم أغلب المتاجر بتقديم عروض وخصومات ،وتفتح أبوابها مبكرا ولساعات متأخرة من الليل بسبب الخصومات الكبيرة ولأن أغلب هدايا عيد الميلاد تشترى في ذلك اليوم ، فإن أعدادًا كبيرة من المستهلكين يتجمهرون فجر الجمعة خارج المتاجر الكبيرة ينتظرون افتتاحها، اليوم ومع بدء التعافي الاقتصادي للكثير من القطاعات باتت الجمعة البيضاء وسيلة المشتري والبائع لتعويض النقص كل حسب حاجته فالمشتري يطمح للحصول على ما يحتاجه بأقل الأسعار والتاجر يسعى لبيع بضائعه حتى وأن كان بأقل الأسعار خاصة مع تفشي الجائحة التي خفضت القدرة الشرائية لدى الناس ، ليأتي أسبوع التخفيضات ملاذاً للبعض من أجل توفير حاجاتهم وأسرهم من الملابس والأحذية والمكملات الأخرى بعد غياب طويل بسبب ما فرضته تبعات كورونا 

مواطنون يرون بأن الطعام والشراب أولوية على شراء الملابس ...

البعض يضع خطة أو ميزانية معينة بالاستناد لدخله الشهري ومتطلباته الأساسية التي يحتاجها لاستمرارية الحياة كالطعام والشراب وفواتير الماء والكهرباء وأجرة المنزل وغيرها خاصة وأن كورونا فرضت أنماط حياة جديدة على العديد من الأشخاص بسبب تقليص رواتبهم للنصف أو حتى فقدانهم لوظائفهم وكلا الحالتين تفرض وضع خطة معيشية بديلة بميزانية متواضعة لتلبي لقمة العيش والالتزامات الأخرى 

وبالرغم من وجود تخفيضات وتنزيلات قد تصل الى أقل من النصف ، فأن البعض يمتنع عن الشراء لوجهة نظرهم بأن توفير المال لشراء الطعام والشراب يفوق في الأولوية شراء الملابس والحاجات الأخرى تحت بند " خبي قرشك الأبيض ليومك  الأسود" 

تجار الألبسة والأحذية ينتظرون بصيص أمل لتعافي قطاعهم بعد تهالكه لأشهر بسبب الجائحة !!

في آخر التصنيفات تصدر قطاع الألبسة والأحذية قائمة القطاعات الأكثر تضرراً عالمياً نظراً لقلة الإقبال عليه ، وقلة الصادرات والواردات بين الدول مما أثر على أسعار الملابس وأماكن تواجدها وتخزينها كذلك ، حتى وصلت خسائر ها القطاع على المستوى المحلي لملايين الدنانير أما عالمياً فقط لجأت بعض المتاجر لتقليص عدد الموظفين أو حتى الإغلاق لعدم مقدرتها على الاستمرار 

التنزيلات والتخفيضات أصبحت الطريقة المثلى للتجار من أجل استقطاب الناس للشراء حتى ما قبل بدء عروض الجمعة البيضاء ، حتى بدت واجهات المحال مزينة بيافطات التخفيضات بنسب متفاوتة سيما وأن البضائع قد لا تتلاءم مع أذواق البعض في الوقت الذي اغلقت فيه بعض الدول المصنعة للملابس باب التصدير مما كدس البضائع في المخازن ، فأصبح الحل لدى التجار متمثلٌ في فتح الباب على مصرعيه أمام التخفيضات والعروض التي من شأنها جذب الناس للشراء ، لكن وبسبب ما خلفته كورونا من أوضاع مادية متردية أصبح التسوق حتى مع وجود التنزيلات متواضعاً وليس كما كان متعارف عليه سابقاً