الميراث الهائل
قد نعتقد أننا يجب أن نُوّرث كما هائلا من المال لأطفالنا وأحفادنا حتى لا يضطروا للعمل مثلنا، لكن الأثرياء لا يفكرون أبدا في ترك ميراث، ووفقا لقناة "سي إن بي سي" (CNBC)، اعترف كل من بيل غيتس ومارك زوكربيرغ بأنهما يريدان أن يعمل أطفالهم على بناء مستقبلهم الخاص بدلا من الاعتماد على الصدقة. وعوضا عن ذلك، يتبرع كلاهما بجزء هام من ثروتهما للجمعيات الخيرية، لمساعدة من هم في أمسّ الحاجة إليها.
لا يقضي الأغنياء وقتهم جالسين أمام الشاشة طوال اليوم، وهذا سبب عدم إهدارهم المال على باقات الاشتراكات التلفزيونية الضخمة أو ألعاب الفيديو الجديدة. ووفقا لبيانات عام 2015 من مركز نيلسون، يقضي البالغون في العائلات التي يقل دخلها السنوي عن 25 ألف دولار وقتا أطول بكثير أمام أجهزة التلفزيون أو ألعاب الفيديو أو الراديو، مقارنة بالبالغين لدى أسر يزيد دخلها السنوي على 75 ألف دولار.
كما وجد توماس كورلي مؤلف كتاب "عادات الأغنياء: عادات النجاح اليومية للأفراد الأثرياء"أن 67% من الأثرياء يقولون إنهم لا يشاهدون التلفزيون على الإطلاق.
بإمكان الأغنياء شراء أحدث صيحات الموضة من كبار المصممين، ولكن هذا لا يعني أنهم ينفقون أموالهم التي جمعوها بعد عناء كبير على الملابس الراقية، فقد صرح مؤسس إيكيا (IKEA)، إينغفار كامبراد، لمجلة "نيوزويك" (Newsweek) بأنه لا يرتدي سوى الملابس من سوق السلع المستعملة، كما أخبر غيتس مجلة "تايم" أنه لا يزال يرتدي ساعة بقيمة 10 دولارات رغم قدرته على شراء خزانة مليئة بساعات رولكس (Rolexes).
مع أن الميزانية التي يخصصها الأغنياء لشراء المنازل تظل ضخمة، فإنهم دائما ما يبحثون عن الصفقات الجيدة، لأنهم يريدون أن يشعروا بقيمة أموالهم. وفي الواقع، ينفق الأغنياء الملايين، لكنهم سيحاولون المساومة على الأسعار مثل أي شخص آخر، حتى أن بعضهم يرفض تماما فكرة شراء منزل فخم، ووفقا لـ "يو إس نيوز آند وورلد ريبورت"، (U.S. News and World Report) لا يزال وارن بافيت، وهو ثالث أغنى رجل في العالم، يعيش في المنزل الذي اشتراه عام 1958 مقابل 31 ألفا و500 دولار.
وفقا لمضيف برنامج ""إكسترا مانشينز أند مليونير" (Extra’s Mansions and Millionaires) مايكل كوربيت، يحاول بعض الأغنياء تجنب المتاعب المرتبطة باقتناء منزل، لذلك يفضّلون الاستئجار، وقال كوربيت لموقع "هافينغتون بوست" (huffington post) "أصبح الإيجار أكثر شيوعا من أي وقت مضى، حتى بين الأثرياء".
يحتاج كل شخص إلى العناية بشعره من حين لآخر، لكن بعض الأثرياء المشهورين لا يعتقدون أن هذا يستدعي إنفاق الأموال. فعلى سبيل المثال، يقص رجل الأعمال الملياردير جون كودويل شعره بنفسه، وفقا لمجلة "تايم" الأميركية، وأقرّ مؤسس شركة "إيكيا" إينغفار كامبراد لمجلة "نيوزويك" الأميركية بأنه عادة ما يقص شعره أثناء زيارته للبلدان النامية كوسيلة لرد الجميل.
في تصريح له لمجلة "يو إس نيوز آند وورلد ريبورت"، قال توماس كورلي، مؤلف الكتاب الأكثر مبيعا "عادات الأثرياء"، إن 8% فقط من الأثرياء يستخدمون أكثر من بطاقة ائتمان واحدة، في حين يمتلك 77% من الفقراء بطاقات ائتمان متعددة. ويعني تعدد بطاقات الائتمان أنك ستدفع المزيد من الرسوم وتنفق المزيد من المال وتشتري أغراضا لا تحتاجها.
لا أحد يحب دفع رسوم التأخير عندما يفوت وقت تسديد فاتورة أو أقساط، وخاصة الأثرياء. لهذا السبب، يلجأ الأثرياء إلى الدفع التلقائي من حساباتهم البنكية، سواء الرهون العقارية أو أقساط السيارات أو بطاقات الائتمان والتأمين.
حتى لو كان الأثرياء يملكون المال لتعويض الأغراض البالية أو المعطلة، فإنهم لا يريدون هدر مالهم بهذه الطريقة. وحسب الخبير في إدارة المال، بيتر بوش، يدرك الأغنياء أن الأغراض الرخيصة لا يمكن أن تدوم طويلا.
وفقا لجايم تاردي، مؤلفة كتاب "المليونير الفعلي" فإن الأثرياء يختارون التجارب التي تحدث مرة واحدة في العمر بدلا من شراء الأجهزة الجديدة، وكما صرحت تاردي لمجلة "ذي ويك" البريطانية، فهي تعرف العديد من أصحاب الملايين الذين يفضلون أجهزة آيفون القديمة بدلا من الحديثة.
وفقا لشبكة "سي إن بي سي" كشفت دراسة نشرت عام 2010 أجرتها شركة "باركليز ويلث" (Barclay’s Wealth) البريطانية أن 54% من أصحاب الملايين يرغبون في العمل خلال سنوات التقاعد، وأن 60% من الذين تبلغ ثروتهم 15 مليونا يخططون للعمل "بغض النظر عن أعمارهم".
لا يحتاج الأغنياء إلى شراء أوراق اليانصيب لأنهم بالفعل غير معوزين، ولكنهم ما زالوا ضد فكرة إهدار أموالهم على القمار.