النسخة الكاملة

المرحلة السياسية المقبلة "ملتهبة" والمعايطة لـ"جفرا" : القادم امتداد لتبعات الجائحة والحكومة يجب أن تختلف عن سابقاتها والنواب يحاولون وترمب فرض أجندته

الخميس-2020-11-25 01:13 pm
جفرا نيوز -
 جفرا نيوز – فرح سمحان  

 العالم على موعد مع موجة من القرارات والإجراءات السياسية التي ستعطي طابعاً مختلفاً في شتى المنحنيات نظراً لخصوصية المرحلة وتبعاتها التي ستظهر نتائجها لاحقاً وعلى المدى البعيد خاصة ونحن على مشارف الدخول في العام الجديد الذي وصفه البعض بالأبن المدلل للعام الحالي ووليده الذي نتج عن فترة من أصعب، تكللت بجائحة كورونا التي كبحت ولا زالت تكبح جماحها على العالم أجمع.

 المرحلة السياسية القادمة ستحمل خصوصية من نوع مختلف وستشهد تحولات عديدة في الوقت الذي أصبحت فيه سياسات الدول تدور حول إيجاد اللقاح لفيروس كورونا حتى تصبح الدولة التي ستتمكن من ذلك "المسيطرة " عالمياً في زمن الكورونا ومخلفاته الكثيرة فلم يعد السلاح أو القوة والنفوذ السياسي ذات جدوى والعالم يحارب عدوًا من نوع آخر لا يمكن رؤيته، وفي الشق الآخر باتت القضايا العربية وأبرزها القضية الفلسطينية وملف صفقة القرن رهينة لقرارات الإدارة الأميركية برئاسة جو بايدن والذي من المتوقع أن يسلك طريقًا وتهجًا مختلفًا على عكس الرئيس السابق دونالد ترمب.

 أما على المستوى المحلي، فالأردن أمام مرحلة مفصلية من عمر الحكومة التي تأتي من قلب الأزمات والملفات المتراكمة وترتب عليها العمل لإيجاد منظومة مختلفة وقرارات من شأنها النهوض بالمستوى الاقتصادي، وكذلك دورها في إثبات نفسها سياسيًا في خضم الوضع المتأزم في المنطقة والإقليم، ناهيك عن الدور الملقى على مجلس النواب الذي أنتخب وجرى اختياره في فترة الأزمة وفقدان الثقة الشعبية فيه، فهل سيكون قادرًا على خلق جسور الثقة في الأداء والقرارات ؟.
 في سياق ذلك، قال السياسي ووزير الإعلام الأسبق سميح المعايطة، إن المرحلة السياسية القادمة هي استمرار للمرحلة الحالية التي تعيش تحت وطأة جائحة كورونا التي غيرت الأولويات وبعثرت الخطط وفرضت مسارات جديدة وصنعت أزمات، لافتًا إلى أن المختلف الذي جرى خلال العام الحالي هو نجاح إدارة ترمب في فرض اجندتها، فيما يتعلق بالملف الفلسطيني وتحديدًا بناء مسار علاقات عربية واسلامية مع اسرائيل بعيدًا عن التأثر بالمسار الفلسطيني وتحويل الأجندة لمعظم دول المنطقة لتكون نحو الصراع مع إيران، وما تبقى من ملفات كبرى في سوريا واليمن ولبنان والعراق ما زالت، كما هي دون أن يطرأ أي تحول جذري عليها.

  وأوضح في حديثه لـ"جفرا نيوز"، أن جائحة كورونا لم تؤثر على العلاقات السياسية بشكل مباشر، لكنها غيرت أولويات الدول، وصنعت أزمات واحيانًا صنعت شكلًا من أشكال التعاون لمواجهه الوباء لكن دون أن يرتقي هذا التعاون إلى تحالفات دولية أو اقليمية لمواجهة الوباء، مشيرًا إلى أن المطلوب من الحكومة ومجلس النواب، هو تشكيل حالة تعاون في التفكير والتخطيط والتنفيذ لجعل الأردن قادرًا على تجاوز المرحلة الصعبة بعيدًا عن الحسابات الخاصة لكل سلطة من السلطتين التنفيذية والتشريعية.
 
وعن مجلس النواب، قال إن لدينا مجلس نواب جديد ربما يحاول إثبات حضوره وقوته وهذا مشروع، لكن نتمنى أن يكون هذا من خلال تقديم برامج قادرة على مساعدة الدولة وكذلك على الحكومة أن لا تمارس ما فعلته حكومات سابقة مع مجالس سابقة لتحويلها إلى ممرات لقرارات الحكومات ولو على حساب صورة المجالس وعلاقتها بالأردنيين.
 
الإدارة الأميركية كيف ستتعامل مع المرحلة المقبلة ؟
 
 الإدارة الأميركية الجديدة حليف لإسرائيل، لكن لها مسار مختلف في إدارة قضايا المنطقة ومنها القضية الفلسطينية، فلم يعد مشروع ترمب حاضرًا وربما يعود الحديث إلى حل الدولتين ومفاوضات جديدة وأن كان وجود المفاوضات لا يعني بالضرورة استجابة اسرائيل للمطالب العربية ، والمسار مختلف وأقل حماسًا لأفكار نتنياهو لكن العامل الأهم هو الموقف العربي والفلسطيني

ما هي التبعات السياسية التي ستحملها المرحلة المقبلة ؟

 التبعات السياسية ترتبط بالعلاقات الكبرى، مثل أميركا والصين أو أوروبا وتركيا أو الملف الإيراني، وهي ملفات قديمة جديدة لكن ظهور لقاح كورونا سيصنع نوعًا من الإرتياح في العالم نتيجة تراجع الأزمات التي تركها الوباء على دول العالم.