النسخة الكاملة

كريشان يكتب: عن الجيش والمخابرات.. لماذا؟

الخميس-2020-11-25 10:17 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز- كتب: محمود كريشان

إنه الجيش العربي.. فاتحة أعراس الارض، نلجأ اليه، ونلوذ به، ومواقفه المجبولة بالمجد والكبرياء، ليبقى  الاردن الهاشمي  أمانة وطنية، يحرسها الجيش العربي، وهم يتلحفون في الخطوط الامامية للمعركة، والحب ما زال ينبض في عروقهم أردنيا.. والرتب على السواعد.. رياحين زرعت على الثرى تكتب البطولة على جبهة الوطن بارودا وألقا.. الى آخر الزمان.. والدم.

وبالطبع.. فإن الأردنيين يدركون تماما أن الجيش العربي يتجاوز المفاهيم التقليدية للأمن ومهامه الروتينية ليمثل عنصرا فاعلا في الحياة اليومية المحلية.

جيش عظيم أنبتته الأرض الأردنية المباركة، لذلك يجنح للخضرة الراتقة، المستمدة من غابات الوطن، وكأن كل ضابط وجندي من أفراده، شجرة معطاءة تظلل ممرات مدينة الحسين الطبية، وشوامخ «شارع الشعب» وحتى أبعد نقطة حدودية في هذا الوطن.

كان لابد من هذه المقدمة النابعة من الوجدان الأردني، ونحن بشرف الكتابة عن كبرى مؤسسات الدولة/ القوات المسلحة الباسلة، والتأشير بفخر واعتزاز الى دور كافة منتسبي الجيش العربي العظيم خلال الظروف الاستثنائية للحدّ من انتشار هذا الوباء، لخدمة المواطن وإنفاذ سيادة القانون، وهذا ديدنه دائماً في كل الظروف الصعبة التي واجهها الوطن وخرج منها شامخا أبيا بعون الله.

ان النجاح المتواصل للجيش العربي خلال جائحة كورونا، هو ثمرة الإشراف الملكي الذي وضع الأردن في مصاف دول العالم الكبرى وبات حديث الصحافة العربية والعالمية ومحط انظار العديد الذين باتوا ينتظرون نتائج التجربة الأردنية، وتسليط الضوء نحو الإجراءات التي تنفذها بعزيمة لا تفتر وإردة لا تلين أبناء جيشنا العربي، وقد جاءت بإشراف جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة الملك عبدالله الثاني، وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، للحفاظ على صحة وسلامة الأردنيين، إلى ان تعود مظاهر الحياة الطبيعية للأردن بإذن لله تعالى.

وهنا.. أبدا لن نغفل عن «الدور الصامت» لكنه النبيل العظيم لـ»دائرة المخابرات العامة» وبإشراف مباشر ودائم من مدير الدائرة اللواء أحمد حسني، فمنذ الأيام الأولى لظهور أول إصابة بفيروس كورونا في المملكة، قامت الدائرة بمتابعة حثيثة لرصد تداعيات الوباء في الأردن، من النواحي الصحية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، وتتبعت بمهنية واحتراف أي حالات غير معلن عنها، والتنسيق الفوري مع الأجهزة واللجان الصحية، في اطار دور انساني عظيم يهدف لحماية المواطن الأردني وكل من يعيش فوق هذه الأرض المباركة.

ولا شك أن دائرة المخابرات العامة تستلهم عملها من توجيهات جلالة الملك بذلك الظرف وفي جميع الأحوال والأوقات، فبدأت منذ اللحظات الأولى بجمع المعلومات عن الوباء، ونشر الوعي واجراءات السلامة عبر وسائل الإعلام، ومراقبة الوضع العام ومراكز الحجر الصحي ومراكز الحدود والمعابر المغلقة، وكانت بالمرصاد لكل من حاول نشر الأكاذيب التي من شأنها توتير الناس واضعاف معنوياتهم، في ذلك الظرف الدقيق فكانت بالمرصاد لبعض الفئران الإلكترونية وإصطادتها من جحورها القذرة والحاقدة على الأردن والأردنيين، دون ان يغفل أبناء هذا الجهاز العظيم دورهم الأسمى في حماية جبهتنا الداخلية ومملكتنا الفتية، من كافة المخاطر الداخلية والخارجية على حد سواء.

ولن ينسى احد جيشنا الابيض من كوادر طبية وتمريضية وخدمات طبية مساندة ودورهم العظيم في العمل على تطويق الجائحة وكبح جماحها والحد ما امكن من انتشارها وسهرهم ومعاناتهم الى جانب المرضى بهذا الوباء وهم يخاطرون بارواحهم لانقاذ المصابين بالمرض وتقديم كل ما يمكن لتجاوز الايام الصعبة التي لا يدركها الا من عانى من هذا الوباء الخطير.

وهنا.. نؤدي التحية على الطريقة العسكرية لرئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي.. الضالع في الكياسة وحسن المعشر، الحافظ للعهد، متسلح بموفور الدماثة، وكل الاحترام، امتثالا لما تربى عليه في مضارب الجيش العظيم، وأعلى درجات الهيبة والامانة، والايقاع الوطني، بكامل هيبته، وبكل ما في الكلمة من شمائل رفيعة، والانتماء الوطني في ارقى مراحله.

مجمل القول.. ان النشامى الغر الميامين في جيشنا العربي ومخابراتنا العامة، وكافة أجهزتنا الأمنية، الى جانب اخوانهم من منتسبي الجيش الابيض يقومون بواجباتهم على أكمل وجه وبتناغم وتنسيق متواصل وعمل دؤوب ليلاً ونهاراً وبجهد احترافي كبير في أداء مهماتهم، فالمحن تظهر معادن الرجال.. وقد كانت وستبقى المؤسسات مصنع الرجال ومبعث الرجاء ومعقد الآمال.. الأمناء على شعارهم في الولاء للعرش الهاشمي النبيل والانتماء لثرى الأردن الطاهر الطهور، في السراء والضراء «الله.. الوطن.. المليك».

ختاما.. «جيشنا» جيش الوطن.. أهزوجة الأردني المفضلة، فالجميع في خندق واحد، والجميع في صلاة عشق متصلة لغد الوطن الذي نريده.. و: 

هذي النُّجودُ مِنَ الزنود رمالُها والأوفياءُ الطّيبّونَ: رِجالُها.. العادياتُ: خيولُها، لم تَفْترِقْ عَنْ ساحِها.. والصّابراتُ: جِمالُها! صَحْراءُ.. إلاّ أَنّ سَعْفَ نَخيلهِا قُضُبٌ.. يَعزُّ على الدّخيلِ مَنالُها وفقيرةٌ.. لكنّ يابِسَ شيحهِا لا الأرضُ تَعْدِلُهُ، ولا أموالُها..

Kreshan35@yahoo.com