النسخة الكاملة

مع مرور عام على نشأة كورونا ... الصين عام على النجاح بين السيطرة والتفشي والأردن كان أنموذجاً في كبح الجماح فلماذا تراجعنا ؟

الخميس-2020-11-18 02:25 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز – فرح سمحان 

كيف ستكسب الحكومة الرهان ؟ السؤال الأكثر تداولاً في الفترة الذي بدأت فيها الأحداث تدور بعدة اتجاهات أبرزها الرهان على كيفية الخروج من الجائحة بأقل الخسائر الممكنة واستخدام أسلوب "المراوغة" من قبل الحكومة سواء أكان في قطاع الصحة أو التعليم أو الصناعة والتجارة وحتى القطاعات التي لا تعتبر حيوية اتخذت منحى مختلف تماماً لتأثرها بالوضع العام ككل ، مصطلحات الطمأنينة وأن الوضع يسير نحو الأفضل لم تعد تظهر نجاعتها في التأثير على الرأي العام لأن المواطن لم يعد في حالة استجابة وتفاعل للكلام النظري والتصريحات بل أصبح رهيناً بعدد الإصابات التي تسجل يومياً

عالمياً وفي مثل هذا التوقيت من العام الماضي بدأت جائحة كورونا بالظهور في موطنها بمدينة ووهان في الصين ، العالم حينها لم يكن يعتقد بأن الجائحة ستمتد خيوطها الى العالم أجمع لتصبح نمط حياة ونهج متبع قابل للتعايش والتأقلم ، لدرجة أن "كورونا" لم يعد مجرد جائحة وحسب وإنما استراتيجية حربية من نوع آخر ، وكأننا دخلنا على أعتاب الحرب العالمية الثالثة التي أتاحت الفرصة للعدو التواجد في جسد وحياة ووطن كل شخص مع محاولات صنع سلاح له ، ذلك السلاح الذي أجمع عليه العالم بأنه قد يكون المنفذ الوحيد للتخلص من تداعيات الجائحة وتباعتها في كل الاتجاهات

الأردن بدأ بقصة نجاح في السيطرة على كورونا والصين أكملتها ب 8 اصابات يوميا مقابل 6000!! 

نجحنا وأنجزنا وتجاوزنا والعالم يتمنى أن يصبح مثل الأردن في السيطرة على وباء كورونا تصريحات تداولاتها وسائل الإعلام حتى تحول الأردن كدولة عربية قليلة الموارد الى قصة نجاح في الوقت الذي تفشى فيه الوباء عالمياً وبأعداد مهولة وباتباع نظام محكم وقرارات صارمة ولا أحد يمكنه تجاهل ذلك ، لكن العبرة كما يقال في النهايات التي لم تكن بمستوى البداية مقارنة مع الصين التي أصبحت أنموذج عالمي في كبح جماح الفيروس والسيطرة عليه سيما وأن مقاطعة أو أقليم واحد في الصين يضاهي الأردن من حيث عدد السكان لتسجل حتى اليوم 8 إصابات يومياً فيما تفوقت الأردن بالإصابات والوفيات لتسجل من 6000 فما فوق يومياً ، كارثة لا نعلم إذا ما سيتم السيطرة عليها أم لا مع توقعات في أن يتجاوز عدد الاصابات 7000 يومياً 

وبالمقارنة فأن الأردن لم يتفوق على منشأ الفيروس وحسب ، وإنما تخطى عدة دول عربياً ، حيث أشار احدى المواقع المخصص لرصد حالات فيروس كورونا عالمياً أن موقع الأردن على سلم الترتيب العالمي 40 وعربياً أحتل المرتبة 4 ، ما يعني أن الوضع دخل مرحلة وذروة التفشي فعلياً ، قد يعود ذلك لعدة أسباب أبرزها قناعة الشعب الأردني بأن فيروس كورونا مجرد أكذوبة ولعبة سياسية والانشغال بالظهور الإعلامي الذي حذر منه سابقاً مسؤولين في وقت انشغل فيه البعض بالتصريحات والظهورالمبالغ فيه ، حتى استطاعت أن تتفوق في نجاحها بارتفاع عدد الإصابات كما نجحت في السيطرة عليه في البداية 

كم سنحتاج بعد للتخلص من فيروس كورونا ؟ الأردن هل ستلتزم أم أننا على مشارف التفشي  ؟ 

تكرار التعليمات والإجراءات التي تدعو الى الالتزام ولدت حالة من الضغط نتج عنه الخروج عن القيود والتعليمات النافذة من قبل الحكومة ، لم يعد الالتزام أمر يمكن الرهان عليه ليس في الأردن فقط وإنما في العديد من دول العالم امتثالاً لمقولة الضغط يولد الانفجار ، والذي نجم عنه انفجاراً في أعداد الاصابات التي باتت السيطرة عليها شبه مستحيلة في الوقت الذي أصبح ذروة الفيروس على مشارف الدخول مرة أخرى مع حلول فصل الشتاء الذي من المتعارف فيه أن الفيروسات تكثر ويسهل انتشارها 

التوقعات باتت تتأرجح في أن يصل العدد ل 7000 فما فوق يومياً ، ومع استحالة الوصول الى صفر إصابات يومياً وفق ما صرح به أعضاء لجنة الأوبئة ، السؤال هل نحن على أعتاب أن نحظى بلقب الدولة الأكثر في أعداد الاصابات ، خاصة وأن سياسة المكاشفة والمصارحة لم تعد تأتي أوكلها مع المواطنين الذي انشغلوا بفكرة لماذا لجئنا للإغلاق اكثر من المسبب له ، أي أن الانشغال بالوضع الاقتصادي جعل كورونا مجرد حالة لا أكثر حتى أصبحت الإصابة بها كنزلة البرد الشديدة التي يمكن تجاوزها بمشروب حامض أو أقراص دواء