النسخة الكاملة

جلسة عصف ذهني مع محمد باشا الرقاد قبل الرحيل.. ماذا قال؟

الخميس-2020-11-18 08:22 am
جفرا نيوز -

جفرا نيوز - كتب- محمود كريشان

غادرنا مع مطلع فجر الإثنين الماضي، مدير المخابرات العامة الأسبق الفريق أول محمد رثعان الرقاد، وقد فجع كُل من عرف الباشا المنتمي الطيب بلوعة رحيله المفاجىء.. لا حول ولا قوة إلا بالله.. وبعد..

كان الزمان قبل نحو ثلاثة شهور.. مساء عماني جميل.. الباشا أبوثامر يخرج لإستقبال أي ضيف يؤم منزله الوادع.. بدماثة وتواضع.. كرم وفادة ونخوة.. كان في حضرة الراحل الكبير كل من أحد ضباط المتقاعدين كامل القرالة "ابوالليث"، والمسؤول في وزارة الزراعة خلف الرقاد، وكاتب هذه السطور..

الباشا بعفويته المعهودة ووضوحه المباشر قال: "الدائرة" وبتوجيهات من القائد الأعلى الملك عبدالله الثاني، ولمدرائها المتعاقبين على هذا الجهاز، فإن لديها القدرة المهنية والإستخباراتية المحترفة، على إعطاء الصورة الصحيحة والواقعية والناضجة لأي متطلب يخدم بالدرجة الأولى الأمن الأردني، ومن ثم الإقليم، ما جعل الدائرة تكتسب السمعة الدولية، نظرا لمتانة وصلابة ومهنية الدائرة، والجاهزية التامة لمواجهة أي طارئ التي يتحلى بها أبناء هذا الجهاز الوطني العظيم..


في تلك الأثناء.. إسترسل الباشا "رحمه الله" وقال بحسم هادىء: هذا الحمى الهاشمي يفيء إليه الملهوف والخائف واللاجىء، وتقاسم أهله الماء والطعام مع من فاء إليهم وإستظل بظلال دولتهم الهاشمية الأبية، والمواطن الأردني أثبت أنه على ثقة بقيادته ودولته ووطنه وجيشه وأجهزته الأمنية ولديه منسوب عال من العلم والثقافة والمعرفة والإبداع.. لكن.. علينا أن نُدرك أن حبنا للوطن ليس أهزوجة نتغنى بها، ولا شعارات نرفعها، بل هو مقدرتنا في الحفاظ على ممتلكاته وأمنه وإستقراره والعمل من أجل عزته وتطوره.


المداخلة العابرة كان دوما الحاضر فيها الهم الوطني الذي كان يشغل بال "أبوثامر" وهو يطالب بأن ينشأ الجيل على معرفة بما هو الإرهاب وأهدافه، وأن يكون لرجال الدين صوت عال، بالرد على فتاوي التكفيريين والإرهابيين.. كما يجب إعادة خدمة العلم نظرا لدورها في تعزيز الإنتماء وتأهيل الشباب وتدريبهم وتنمية الحس الوطني، والشعور بالمواطنة عند الأجيال.. لأن الأردن واجبه علينا كبير.. لذلك صار لزاما علينا ان ان نتخلى عن الجهويات الضيقة، وننخرط في بوتقة واحدة وعائلة أردنية مُتحابه يجمعها الهواء الهاشمي النقي النظيف الجميل.. لذلك دوما أنا أقول أن إسمي ليس "محمد الرقاد" بل "محمد الأردني"..


رحم الله الباشا الذي أفنى الراحل عمره في خدمة وطنه وشعبه ومليكه بصمت، ما شكل علامة فارقة في مسيرة رجل، غادرنا وهو تحت تأثير القسم العسكري، ملتزما بالصمت الذي لجأ إليه بعد التقاعد وتجنب الأضواء والزحام والتعليق على التحرشات أو الظهور على الفضائيات وسرد المذكرات..

رحم الله فقيد الوطن المرحوم الباشا "أبو ثامر" رحمة واسعة، وحمى الله الأردن آمنا مستقرا في ظل الراية الهاشمية المباركة.

*الصورة: جانب من الجلسة قبل ثلاثة شهور في منزل الباشا الرقاد وبحضور كامل القرالة
Kreshan35@yahoo.com