جفرا نيوز - موسى العجارمة
(48) ساعة تفصلنا عن استحقاق دستوري هام وعرس وطني بامتياز لفرز مجلس تشريعي رقابي وسط تحديات كبيرة يمر بها الأردن جراء جائحة كورونا التي شكلت توقعات عالية بأن تكون نسبة الاقتراع أقل بكثير من الدورات الماضية بالتزامن مع تكهن رئيس الهيئة المستقلة للانتخاب د.خالد الكلالدة بأن يكون عدد الناخبين يتراوح من مليون ونصف المليون ناخب لاختيار المجلس التاسع عشر.
"الطريق إلى العبدلي" هذه المرة سيحمل الكثير من التحديات والصعوبات الداخلية في ظل عدم قدرة كبار السبن وأصحاب الأمراض المزمنة من الانتخاب نظراً لخوفهم من الفيروس، وعدا أن هناك فئات أخرى ارتأت بعدم الخروج من منازلهم نظراً للوضع الوبائي وفجوة الثقة الموجودة بينهم وبين نواب سابقين، بعكس أطراف أخرى شددت على ضرورة إجراء الانتخابات في كافة الظروف والأحوال؛ لكون الأردن اليوم بحاجة كبيرة لمجلس تشريعي رقابي قائم بدوره على أكمل وجه.
الأمور تسير على ما يرام وفق الاتجاه الصحيح، ونحن مقبولون يوم غد على مرحلة الصمت الانتخابي التي تبدأ قبل 24 ساعة من فتح صناديق الاقتراع وفق قانون الانتخاب الأردني، مما يمنع ممارسة كافة أشكال الدعاية الانتخابية وفي مختلف وسائل الإعلام.
*العبادي: أدعو الجميع للمشاركة
نائب رئيس الوزراء الأسبق د. ممدوح العبادي يدعو المواطنين بشدة كبيرة إلى الذهاب لمراكز الاقتراع وممارسة حقهم الدستوري لكونه واجباً وطنياً بامتياز حتى لو أضطر الأمر بوضع ورقة بيضاء في صندوق الاقتراع، محذراً من عدم الذهاب إلى مراكز الاقتراع لأن ذلك سيشكل موقفاً سلبياً.
ويوضح العبادي في حديثه لـ"جفرا نيوز" بأن الأردن مقسوم لقسمين الأول المناطق التي تحظى بنسبة اقتراع عالية تفوق الـ(50)% مرتبطة بالعائلات والعشائر (خارج عمان والزرقاء وإربد)، أم القسم الثاني يتمثل بالمدن الكبرى عمان والزرقاء وإربد التي تكون نسبة الاقتراع بها أقل بكثير، مضيفاً أن العاصمة عمان وخاصة الدائرة الثالثة ستكون نسبة التصويت بها هي الأقل.
وفيما يتعلق بنسبة الاقتراع خلال هذه الظروف الحالية، يقول إنه في حال وصلت نسبة التصويت هذه المرة لـ(15)% سيحقق ذلك ربحاً كبيراً إثر الوضع الاقتصادي وتداعيات جائحة كورونا التي شكلت حالة إحباط شديدة، مبيناً أن نسبة الاقتراع ليست المقياس الوحيد.
ويشدد العبادي في معرض حديثه على أهمية مشاركة كافة المواطنين بالانتخابات، وخاصة أن المشكلة الحالية التي جرت كانت ممثلة بشيطنة مجلس النواب من قبل المواطنين والحكومة التي ساهمت بمنع وصولهم إلى العبدلي خلال الجائحة ، مبيناً أنه ليس من مصلحة أي وطن شيطنة مجلسه التشريعي لطالما مجلس النواب هو العماد الحقيقي وركن هام وأساسي.
*بني مصطفى: لا بد وجود أماكن اقتراع مخصصة لكبار السن
النائب السابق وفاء بني مصطفى تؤكد أن المشهد الانتخابي يشهد زخماً كبيراً في ظل وجود رقماً قياسياً من عدد المترشحين والمترشحات وأعداد الأحزاب، مشيرة إلى أن كورونا وتداعياتها فرضت نفسها على عملية الاقتراع، متوقعة انخفاض نسبة المشاركة لكبار السن.
وتبين بني مصطفى أن منطقتي عمان والزرقاء ستكون نسبة الاقتراع بهما قليلة بينما باقي المحافظات والأطراف ستكون نسبة التصويت مرتفعة كحال الانتخابات الماضية، لافتة إلى أن هناك فرصة حقيقية لزيادة الاقتراع لكون هناك وجوه شابة وجديدة تحتم علينا الفرصة من أجل تبني برامجهم وحثهم على المشاركة في الانتخابات.
وعلى صعيد الإجراءات الاحترازية والوقائية، تقول إن الناخبين الأوائل هم الذين سيجشعون باقي المواطنين للذهاب للاقتراع بحال كانت الأمور مضبوطة من الناحية الوبائية ولم يكن هناك اكتظاظ أو تجمعات تعرض الناخب للإصابة بالفيروس، مبينة أن هناك دوراً على الهيئة المستقلة والاجهزة الأمنية بتسيير الإجراءات ومنع التجمعات وفق البروتوكول الصحي.
وتختم النائب السابق حديثها لـ"جفرا نيوز" بأن هناك دول في العالم مثل مصر أجرت الانتخابات في ظل الظروف الحالية، ولكن كانت نسبة الاقتراع قليلة، لطالما المسألة ترتبط بمدى الجدية بشروط السلامة العامة، متمنية في الوقت ذاته أن يتم تخصيص أماكن لكبار السن الذين ستخفض نسبة اقتراعها لكونهم الفئة الاكثر عرضة للإصابة بالمرض، وبهذه الحالة تصبح عملية مشاركتهم سهلة وتشجع ابناءهم على ذهابهم لمراكز الاقتراع، أو على الأقل يتم تقديم إجراءات تسهيلية لهم تضمن اعطاءهم الأولوية بالتصويت لكي لا ينتظرون كثيراً في مراكز الاقتراع ويصبحون عرضة للإصابة.
*بني عامر: نسبة الاقتراع ستكون جيدة
مدير عام مركز (الحياة - راصد) د.عامر بني عامر يؤكد في حديثه لـ"جفرا نيوز" بأن الإجراءات التي قدمتها الهيئة المستقلة للانتخاب متقدمة جداً وتضمن بشكل كبير الحفاظ على صحة المواطن، داعياً الجميع إلى التوجه لصندوق الاقتراع لأن ذلك يحقق مصلحة وطنية بامتياز، والتعنت بعدم الذهاب أو منح الصوت للمترشح المناسب يخول العديد من النواب السابقين الذين لم يلبوا الطموحات بالعودة إلى قبة البرلمان من جديد.
ويوضح بني عامر بأن الأجواء العامة مرتبطة باستحقاق دستوري يحتم علينا الموائمة بينه وبين صحة المواطن، إلا أن الوضع يحتم علينا التكيف وإجراء الانتخابات.
حول نسبة الاقتراع ومدى تأثرها بجائحة كورونا، يقول بأن الدول التي عقدت الانتخابات في ظل وجود الفيروس كانت نسبة التصويت منخفضة بها، إلا أنه من المتوقع بأن يكون حجم الاقتراع في الأردن جيداً نوعاً ما؛ لطالما النظرة الأولية بينت بأن عدد المعجبين بصفحات المترشحين على السوشال ميديا بلغ بنسبة 2.6 مليون، قائلاً: لو نفترض بأن نصف تلك الأعداد ذهب إلى مراكز الاقتراع سيكون عدد الناخبين يزيد عن 1.3 مليون ناخب.
يذكر أن رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة أصدر بلاغاً حدد فيه ساعات الحظر الشامل الذي سينفّذ بعد إجراء الانتخابات النيابية، بحيث يبدأ تطبيقه من الساعة التاسعة مساء للمنشآت، والساعة العاشرة مساء للأفراد بعد الانتهاء من عملية الاقتراع وإغلاق الصناديق يوم الثلاثاء الموافق العاشر من تشرين الثاني الحالي، وينتهي عند الساعة السادسة من صباح يوم الأحد الموافق للخامس عشر من تشرين الثاني الجاري.
واستثنى الخضاونة بناءً على طلب مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب من القرار المرشحين ومندوبي القوائم في مراكز الاقتراع والفرز للانتخابات النيابية العامّة لمجلس النواب التاسع عشر، بالإضافة إلى رؤساء وأعضاء وكوادر لجان الانتخاب في الميدان، والمراقبين المحليين والدوليين والإعلاميين والصحفيين المعتمدين لدى الهيئة المستقلة، وذلك لحين انتهاء الهيئة من إعلان النتائج النهائية وإرسالها للجريدة الرسميّة، مع الإبقاء على تخصيص ساعة لتمكين المواطنين من أداء صلاة الجمعة سيراً على الأقدام كما جرت العادة في أيام الجمع الماضية