النسخة الكاملة

منازل الأرياف الأفضل بيئيا لعزل مصابي كورونا

الخميس-2020-10-30 09:38 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - في الوقت الذي تشهد فيه المملكة ارتفاعا بعدد إصابات كورونا، صدرت دعوات من مواطنين وأخصائيين تنادي بضرورة تطبيق العزل المنزلي السليم للمصابين، لتقليل الضغط على القطاع الصحي والحؤول دون انهياره، لأن 90% من المرضى هم دون أعراض أو بأعراض بسيطة.

وعلى الرغم من أن البعض يرى أننا تأخرنا في فرض العزل المنزلي للمصابين، يتساءل آخرون حول طبيعة وبيئة منازلنا ومدى تهيئتها واستعدادها للعزل، خصوصا ان أغلبية المنازل لا تتوفر فيها غرفا كثيرة وأعداد أفراد الأسر ليست قليلة، وكيفية رعاية المصابين دون الإضرار ببقية المتواجدين في المنزل.

وتباينت آراء مواطنين ومختصين تحدثوا الى الرأي حول قدرة المنازل في المملكة على تحمل العزل المنزلي دون الاضرار بغير المصابين في المنزل نفسه، او حتى مدى التزامهم به وعدم الخروج طول فترة العزل، معتبرين ان الوعي والثقافة الصحية وطريقة التعاطي مع الفيروس يلعب دورا مهما في هذا الشأن.

وكانت وزارة الصحة أقرت تعليمات العزل المنزلي للمرضى المؤكد إصابتهم بالفيروس، بحيث يكون هناك تقييم للمريض من قبل الطبيب لمعرفة تلقي الرعاية بالمنزل، والتأكد من بيئة المنزل بحيث يكون مناسبا للعزل والعمل على متابعة المخالطين للمصاب، وتوفر وسائل الوقاية الشخصية المناسبة والحد من انتشار العدوى داخل المنزل.

وحول تقييم البيئة المنزلية أشارت التعليمات، الى انه يجب تقييم اذا ما كان المنزل المعني مناسبا للعزل، وتوفير الرعاية للمصاب بما يحتاج من مستلزمات نظافة الأيدي ومواد التنظيف والتطهير، والقدرة على فرض القيود والالتزام بها، وعلى حركة الأشخاص حول المنزل أو منه، وضمان العزل الكافي للمصاب وتدابير الوقاية من العدوى في المنزل.

في حين، أكدت مديرية التوعية والاعلام الصحي في وزارة الصحة، أن العزل المنزلي لمصابي كورونا يستغرق 10 أيام من بداية ظهور أعراض بالإضافة إلى 3 أيام دون ظهور أعراض، وأن الحد الأدنى لمدة العزل 13 يوما مع الخروج من العزل في اليوم الـ 14 أو لاحقا إذا استمرت الأعراض، وفي حال استمرار الأعراض لأكثر من 10 أيام يستمر العزل خلال هذه الفترة بالكامل.

الشابة ايمان المنسي تسكن في منزل مع أفراد اسرتها المكونة من 5 أشخاص قالت «أصيب أخي بكورونا بأعراض بسيطة قبل مدة، مما اضطرنا لإجراء الفحوصات جميعنا وقد كانت النتيجة سلبية، وبالفعل كان اخي معزولا في احد غرف المنزل على الرغم من عدم توفر غرف كثيرة فيه، وبصراحة واجهنا صعوبة في التعامل معه في البدء لحرصنا على عدم مخالطته وتوفير احتياجاته دون نقل العدوى لنا، إلا انه بالصبر والوعي لم يصب أحد فينا بالفيروس وتماثل أخي للشفاء بعد 12 يوما».

أما راشد التل، فأكد انه على الرغم من حجم بيته الكبير وتوفر غرفة خاصة لزوجته المصابة بكورونا والمعزولة منزليا، إلا ان ذلك لم يمنع إصابته هو ايضا بالفيروس مع حرصه الكامل بعدم مخالطتها وتقديم الطعام لها عن بعد وعدم استخدام المرافق الصحية التي تستخدمها، معتبرا ان احتمالية اصابة افراد الأسرة والموجود بينها مصاب بالفيروس كبيرة حتى لو كان يطبق طرق العزل كاملة.

وحسب مسح وبيانات الاسرة الاخير لدائرة الإحصاءات العامة حول خصائص المسكن في الأردن، فإن 71% من الوحدات السكنية في المناطق الحضرية عبارة عن شقق مقارنة بنسبة 24% في المناطق الريفية، ويتوفر لدى ثلاثة من كل خمس أسر في الأردن 4 غرف فأكثر في المنزل بنسبة 60%، فيما يستخدم 43% من الأسر غرفتي نوم.

كما ان التعرض للدخان داخل المنزل سواء من الطهي أو تدخين التبغ والذي له آثار صحية ضارة هو أمر شائع في الأردن، حيث ان هناك فردا يدخن داخل المنزل بشكل يومي لدى 60% من الأسر مع وجود اختلافات بسيطة حسب مكان الإقامة.

من جهتها، اعتبرت رئيسة الجمعية الأردنية للتثقيف الصحي الدكتورة كاترينا ابو فارس، ان العزل المنزلي يحتاج الى درجة كبيرة من الوعي والتخطيط والمعرفة بأساليب الصحة العامة، خصوصا في ظل إمكانيات المنازل البسيطة وعدم توفر غرفا كثيرة فيها.

واشارت الى ان المصاب بكورونا في المنزل يجب تحديد زاوية او غرفة خاصة له او حتى اذا أمكن ذهابه الى منزل اخر لأحد أقاربه، مؤكدة ان بعض المصابين لا سيما دون أعراض او بأعراض بسيطة غير ملتزمين بالعزل، ويمارسون حياتهم اليومية بشكل اعتيادي ويخرجون من منازلهم دون تحمل للمسؤولية، وبالتالي نشرهم للعدوى لاخرين.

وأكدت ان نسبة قليلة يلتزمون بالعزل المنزلي بكامل شروطه، نظرا لقلة الوعي وغياب الثقافة الصحية عندهم، بالإضافة لبيئة المنزل غير المناسبة لمثل هذا الأنواع من الأمراض الوبائية، لافتة بنفس الوقت الى ان الوعي واتباع اجراءات السلامة كعدم الاختلاط مع المصاب والنظافة الشخصية وتهوية الغرف الجيدة ولبس الكمامة أهم من حجم المنازل وعدد الغرف فيه.

ونادت ابو فارس، الى التركيز في المستقبل بالتوازن بين الروح الإيجابية لأفراد الأسرة والالتزام بإجراءات السلامة وتكاتف جميع الجهود من كافة الجهات، بالإضافة لأهمية وجود متطوعين لنشر الوعي في البيوت وكيفية التعامل مع المصابين، وأهمية الرسائل التوعية لوسائل الإعلام، ناهيك عن تفعيل مساق التثقيف الصحي في الجامعات وليس فقط في الكليات الطبية للتعامل مع الأوبئة بشكل عام.

بدوره، لفت الخبير واختصاصي الوبائيات الدكتور عبد الرحمن المعاني، الى انه لا يوجد تطبيق فعلي ومثالي للعزل المنزلي في المملكة، لأن أغلبية المنازل لا تناسب الحجر المنزلي وغير مهيأة لذلك، فالغرف قليلة وعدد أفراد الأسر كبير نوعا ما.

وأكد ان المنازل في المحافظات والارياف بيئيا أفضل من المدن الكبيرة، بسبب توفر الساحات لديها والحديقة الأمامية، وبالتالي تعرض المصابين للهواء النقي والشمس يكون أكثر وهذا من شأنه رفع مناعة الشخص.

وعلى الرغم من تساهل البعض بالعزل المنزلي وعدم وجود الإمكانيات الكافية في المنازل، إلا أنه يجب علينا التأقلم والتعايش مع الوضع الحالي والتركيز على النظافة الشخصية المستمرة، مع تخصيص غرفة خاصة للمصاب وعدم اختلاطه بأفراد الأسرة الاخرين وتنظيف وتطهير المرحاض بعد استخدامه له بفترة، ولبس الكمامات وتغطية الوجه عند اعطائه الطعام، بالإضافة للتهوية المستمرة لغرفته المتواجد فيها طيلة فترة العزل.