جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم - م . بشار شتيوي حداد
اخواننا في الانسانية في ما يسمى بالغرب او دول العالم الاول المتحضر – سلام لكم و بعد
في المسيرة التي جرت في العاصمة الفرنسية باريس والتي تسابق عليها رؤساء العالم حيث ظهر المشهد غريبا أحس به معظم من شاهده في منطقتنا وكان كأنه بمثابة اثبات حضور فقط سواء من دول خلقت الارهاب او من دول مارست الارهاب فعلا و قولا او من دول أخرى تضررت من الارهاب او من دول لا حول لها و لا قوه فجاءت تشارك بهذه المسيرة لتظهر بالصورة حتى لا يقال عنها انها مع الارهاب او انها تصمت عنه ,كان المشهد بالنسبة لي محيرا يدعو للتساؤل و للتفاؤل والتشاؤم في نفس الوقت مع قناعتي بأن الحق لكل شخص الوقوف مع او ضد هذه المسيرة او الحق بأن يلزموا الصمت بانتظار ما سيأتي .
استوقفني المشهد كثيرا وانا ارى ان دماء البشر اذا اريقت عندكم فلها الف قيمة و اذا ما اريق اضعافها في شرقنا فلا وزن لها و لا قيمة . و أمام هذا الاعتبار شعرت و كأنني اشاهد جنازة لابن غني تسابقت لحضورها وجوه الذوات والمعارف و معارف المعارف لا لقيمة الفقيد عندهم بل لأنه ابن للغني القوي ولكن بالمقابل رجل فقير قد فقد جميع أبناءه و لم يكلف أحد منهم نفسه حتى بسماع بكاء ابيه و نحيبه و هنا فقط رأيت ما يمثل مقتل الانسانية فينا و فيكم حيث اصبح الدم المقدس بقدسية الانسانية الاولى يقاس بمنزلة و قوة اصحابه لا بمنزلة انه دم مقدس يشبه في تكوينه دم ادم عليه السلام و الذي حرمت سفك البريء منه جميع الشرائع الدينية و الانسانية و الاخلاقية .
اخوتي في الانسانية في ذلك الغرب المتقدم
نعترف بأننا في الشرق أقل من نقدم للحضارة في الوقت الحاضر من اختراعات وعلوم وتكنولوجيا لكننا في نفس الوقت نقول لكم و نذكركم اننا نحن ايضا في هذا الشرق الحزين كنا بداية الخليقة وكنا حاضرة الانسانية الاولى ,وكنا منبع الاديان السماوية . لا اقول ان هذا يكفي لتحترموا انسانيتنا التي تهاوت و تضاءلت بفعل الظلم و القهر على مر العصور و لكنني اقول هذا ايضا لتتذكرون ان سنة الحياة تكون دوارة على الكل فكما انتم الان كنا نحن و كما نحن الان كنتم انتم فلنحتكم للعقل والانسانية اولا و أخيرا و لنتوقف عن رؤية الامور كقوي و ضعيف, غني و فقير و أول و ثالث .
اتكلم الان كإنسان فقط يجمعني بكم صفة الانسانية التي اقدسها و احترمها وارى أنها يجب ان تكون في مقدمة مبادئ حياة أي انسان فمن حكمة الخالق ان انزل و خلق الانسان قبل ان ينزل الاديان و أرى هذا لوحده يكفي لان يكرم الانسان أخيه الانسان لإنسانيته بغض النظر عن اي شيء اخر فأنا لا ارى بيني و بين اي شخص اي اختلاف ابدا و لا ارى انه علينا الاختلاف ايضا.
اتكلم ايضا كشرقي تمتد جذوره لألاف السنين في هذه البقعة من الارض و التي رغم تاريخها المليء بحضارات وصلت للعالم اجمع الا انها للأسف اصبحت الان تضم مجتمعات متصارعة تسلل اليها الجهل و التخلف و تسلم راية قيادة الاعلام عنها فئة لا تتعدى نسبتها بالمئة عدد اصابع اليد الواحدة فكان التركيز عليهم في اعلامكم وجزء كبير جاهل من أعلامنا فصارت الصورة عن كل ابناء الشرق عامة سوداوية رغم رفض الغالبية العظمى في شرقنا لتصرفات هذه الفئة الشيطانية التي تضرب الشرق قبل الغرب و التي كان احد اخر تصرفاتها الهجوم الدموي على مقر الصحيفة الفرنسية الذي نرفض دمويتة قلبا و قالبا بمستوى رفضنا لمسبباته .
اتكلم ايضا كمسيحي من ابناء الامة العربية تربينا بمسيحيتنا على مدى قرون لان نكون أناساً ذوي أخلاق عالية نعيش و نتعايش جنبا الى جنب مع اخوتنا المسلمين و نستمد قوتنا من ارتباطنا بأرضنا و من تعاليم ديننا المليء بالمحبة والسلام و الذي عاش ويعيش على هذه الارض منذ اكثر من الفي عام. هذا الدين الذي علمنا عدم الإساءة باللفظ او بالفكر قبل الفعل كما ورد بالإنجيل "لا تخرج كلمة رديئة من أفواهكم " فكيف لنا ان نوافق على الاساءة بالكلام او بالفعل أتجاه غيرنا .
اتكلم أخيرا بلسان الكثير من مسيحيي وطني و الذين يرفضون وبشكل قاطع الاساء لنبي الاسلام – محمد عليه السلام رسما او كلاما او همسا . ليس مجاملة او محاباة و لكن لأننا مع ابناء وطننا ابناء جلدة واحدة تجمعنا الثقافة و اللون و الاسم والرسم و اللغة و الحضارة ,و يجمعنا إحساسنا بالإهانة عندما يتعلق الامر بالمس بأنبيائنا أو رموزنا لذلك نقول لكم كفى فنحن لا نسمح ايضا ان يساء الى رسول الاسلام و لا لأي من انبياء الله عليهم السلام .
رسالتي لكم أحبتي في الانسانية بأن ما لا تفهمونه عن خصوصية الشرق بأن اهلها مميزون بمحبتهم لأنبيائهم كونه عدا عن قدسيتهم السماوية فهم ايضا من ابناء دمهم و ابناء جلدتهم لذلك تجد ثورة الشرقيين اكبر واعلى صوتا من اي مكان في العالم ,فتوقفوا بإسم الانسانية قبل ان تطالبونا باحترام حرية الرأي و التعبير , توقفوا باسم الانسانية قبل ان تطالبونا بتعدد الفكر , توقفوا قليلا حتى لا تكونوا سبباً بإدخال الرعب في قلوب الابرياء عندنا و عندكم و الذين لا ذنب لهم الا لأنهم ينتمون لنفس الامة التي بها فئة قليلة من المتطرفين الدمويين او الى امة يعتقد بها فئه قليلة ان الاساءة للرموز و الانبياء هي حرية رأي و تعبير .وما بين تطرف هاتين الفئتين السيئتين يقضي الالاف من ابناء الانسانية الواحدة.