جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب - الدكتور يعقوب ناصر الدين
في أول مؤتمر صحفي يعقده رئيس الوزراء الجديد أظهر الدكتور بشر الخصاونة أنه يمتلك القدرة على الكلام المعبر عن أفكار واضحة في ذهنه، وأنه ملم بما فيه الكفاية بطبيعة المشاكل والتحديات التي تواجهها الدولة نتيجة وباء الكورونا، والأزمة الاقتصادية والاجتماعية السابقة واللاحقة، وهذا أمر طبيعي بحكم وجوده على مقربة من جلالة الملك لفترة كافية.
لغة رئيس الوزراء لا تكفي وحدها، لأن الناس يهمهم لغة الحكومة التي غالبا ما يتم التعبير عنها بواسطة الوزراء والمسؤولين الكبار، وهم ليسوا على سوية واحدة من حيث القدرة على التعبير، أو عدم الانزلاق والتردد والتناقض، وقد كانت تلك الحقيقة أحد أهم أسباب فقدان الثقة بينهم وبين المواطنين، ذلك أن غياب لغة مشتركة وأدبيات وطنية متفق عليها هو الذي أوجد تلك الحالة من الريبة والشك وعدم الثقة التي تتحكم في كل شيء!
منذ عدة سنوات ونحن نسمع عن إعادة هيكلة وضبط ايقاع الإعلام الوطني، وما زال الوضع على حاله إلى درجة أن بعض المعنيين بهذا الشأن يعتقدون ان الحكومات المتعاقبة لم تحسن استخدام وسائل الإعلام لتشكيل رأي عام متوافق حول القضايا الرئيسية التي يواجهها الأردن سواء على المستوى المحلي أو المستويين الإقليمي والدولي، وأنها على العكس من ذلك تفقد تدريجيا علاقاتها بتلك الوسائل، وتخسر الكثير من سمعتها نتيجة ذلك، بسبب إهمالها لضرورة صياغة إستراتيجية إعلامية اتصالية تساعدها على جسر الهوة بينها وبين المواطنين على اختلاف مواقعهم أو دورهم أو حاجتهم!
يعرف رئيس الوزراء بحكم خبراته العلمية والعملية أن أي خطة مهما كانت جيدة ومحكمة قد لا تحقق أهدافها إذا لم يتم التعبير عنها بشكل جيد، سواء من حيث المضمون، أو الشرح والتوضيح في كل المراحل، وعلى جميع المستويات، وصولا إلى المستهدفين منها، ويعرف الرئيس أيضا رأي الناس في الأداء الحكومي عامة، فإذا أحسن الفعل مثلما أحسن القول، وأوجد لنفسه ولحكومته لغة واضحة وشفافة فإنه سيحقق ما عجز عنه غيره عندما يشعر المواطن بقيمته وأثره في مواجهة التحديات مهما كانت كبيرة أو مؤلمة.