النسخة الكاملة

قناعات متناقضة تطالب بإلغاء الجرائم .." صالح وفاطمة " أنموذج والاعلام سقط مهنيا ومن يتحمل مسؤولية تجارة الآلام !؟

الخميس-2020-10-15 03:25 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز – فرح سمحان 

" الانسان اغلى ما نملك " مقولة الحب والانسانية للراحل جلالة المغفور له بإذن الله الحسين بن طلال والتي تجذرت فينا وبوجداننا لما لها من أثر ومدلولات عميقة عند من يحملون في قلوبهم معنى الانسانية ، اليوم وأمام قضية الفتى الذي سقطت أمامه كل حروف العدالة والرحمة نرى أشخاصاً جردوا من كلمة أنسان لا ندري من نلوم المجتمع أم البيئة أم الثقافة التي نشأوا عليها ، هل التراكمات والمعتقدات الخاطئة ولدت للمجتمع نماذج لأشخاص كهؤلاء الذين اقتحموا حياة صالح الوردة ذات العيون الخضراء ليفسدوها بالخراب المحفور في داخلهم 

 الجريمة النكراء بكل ما تحمله الكلمة من معنى لا تقتصر فقط على مرتكبيها، بل على فئة المتاجرين بالقضايا الانسانية لتحقيق الشعبويات والشهرة الزائفة والادعاء بتمثيل المشاعر التي لا تمت للإنسانية بصلة، في الوقت الذي أصبحت الجريمة فيه لا تقتصر على مرتكبيها فقط وإنما على من يجعلون منها سلعة للتداول وتحقيق السبق الصحفي وشتان ما بين ايصال الكلمة والرسالة لإصحاب القرار وما بين جعلهما وسيلة للابتذال والانحطاط الاعلامي   

سقطات اعلامية وقوانين صارمة... وليست المرة الأولى 

في كل قوانين وأعراف العالم الحق الانساني وحفظ حياة الأخرين من ناحية الخصوصية مسلمات لا يمكن  تجاهلها الا لمن يجهل القانون وتداعيته، في جريمة الطفل صالح سقطت بعض وسائل الاعلام في اثبات مهنيتها ومصداقيتها مستغلين الحدث لصنع سبق صحفي على حساب مشاعر وحياة الأخرين، مما يدل على قلة درايتهم الحقيقية بأخلاقيات الاعلام ومواثيق الشرف الدولية حيال الجرائم التي تحمل في مضمونها محتوى انساني بحت  

 القانون لا يتضرع في قراراته وأحكامه الى " النوايا" فمن قام بتصوير ونشر الفيديو، قد يكون تصرفه نابع من باب الانسانية ورغبته في الكشف عن هذه الجريمة البشعة، الا أنه تم توقيفه من قبل الأمن بتهمة مخالفة المادة 11 من قانون الجرائم الإلكترونية، وخرق حرمة الحياة الخاصة للآخرين عن طريق استخدام التصوير بالفيديو وفقاً لأحكام قانون العقوبات 
 اذا نحن أمام مفارقة كبيرة ما بين استخدام ما يثبت الفعل بالصوت والصورة وما بين تجريمه لمخالفته للقانون، وما يزيد الحال سوءاً هو التداول غير الاخلاقي على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل البعض لتحقيق غايات ومصالح شخصية، فمعترك مواقع التواصل الاجتماعي لم يعد مجرد أداة للاتصال والتواصل فقط وإنما وسيلة للهجمات والافتراءات واختراق الحياة الشخصية تحت بند النشر للمعرفة والفائدة ومساعدة الآخرين !! 

 الأشخاص الذين حاولوا استخدام صالح ومن قبله سيدة جرش فاطمة وغيرهم أداة للنجومية وتحقيق غايات خفية، بماذا تختلفون عن المجرم الفعلي وكيف ستتعاملون مع من يريدون عمل لقاءات لسماع وجع وجرح الأخرين لو وضعتم في نفس الموقع، متى سندرك أن أوجاع الآخرين وحرقة قلوبهم ليست مواد صحفية وإعلامية للنشر والتداول لكسب الجماهرية تحت بند ايصال وجعهم للمسؤولين عن أي وجع تتحدثون، في الوقت الذي أصبح يجرم فيه أصحاب القرار والقانون من ينشرون أو يعيدون نشر أو حتى من يتداولون الفيديوهات التي تمس حياة الآخرين وتقتحمها دون سابق إنذار بحجة أنها قضية رأي عام

يطالبون بإلغاء الثأر والجريمة ولازالت العنصرية نهجهم ...
 
في الوقت الذي أصبحت فيه توجهات وأفكار الآخرين واضحة تجاه بعض القضايا من خلال تعليقاتهم ومنشوراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، أصبح من المعيب والمخجل ادعاء البعض للأفكار المتحررة والعقلانية والمنطقية، في حين مازالوا يعيشون بعقلية التفرقة بين الذكر والأنثى من حيث الخطأ والصواب، وأخذ الثأر بالنسبة لهم قوة ومكسب، اذا من يطالبون بالعدالة والغاء الجريمة وبند المدينة الفاضلة كيف تطالبون بما سبق في الوقت الذي مازلتم تؤمنون فيه بمصطلحات الثأر والجاهويات والشعبويات التي ولدت من يشرعون الجريمة ويقدسونها