النسخة الكاملة

مَنْ يصمِتُ عَنْ مَنْ؟

الخميس-2020-10-14 06:22 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب - مصطفى توفيق أبو رمّان

الفيديو الذي ترفّعتُ عن مشاهدته، وهو لا يحتاج أصلاً لأي مشاهدة، فالمحتوى لا عنوان له، والأخبار بائِنَةٌ بلا عناوين ترعاها وتمهِّدُ لها. أقول، إن هذا الفيديو يعرّينا أكثر مما نحن فيه، ويطرح أسئلةً وطنيةً لحوحةً من طِراز أن نكونَ أو لا نكون: هل الأجهزة الأمنية غافلة عن هؤلاء؟ هل غير قادرة على ملاحقتهم حتى جحور أوكارهم؟ هل لدى بعض مسؤولينا رغبةٌ (عارمةٌ) بأن نعيد كَرّة الخراب الذي أطاح بمصر؟ هل وصل تأجُّج (الأكشن) إلى الحدِّ الذي يستساغ فيه أن يرى أولادنا وأحفادنا وأبناء الحياة المقبلة التي نأمل أن تأتي أفضل مما يحيطنا اليوم، أيادٍ مقطوعة، وعيوناً مفقوءة، وبلداً لا بواكي له؟؟؟
ا
لفتى المستباح يقرع الجرس. الأمّهات المطعونات على مرأى من راية (الأمن والأمان) يقرعن الجرس. الآباء الذين يُجبرون أن يتحولوا إلى قتلة كي يحموا أبواب رزقهم و(بسطات) كفاف يومهم يقرعون الجرس. الغيرة والفزعة والشرف والعادات والقيم و(السوادي) جميعُها ورفيقاتُها من مصطلحات تباهينا، جميعُها تقرع الجرس. التين والزيتون وطور سنين والآيات الكريمات حول تحريم الحرام وتحليل الحلال ونُذُرِ الزّوال تقرع الجرس. ابني يقرع الجرس. ابنتي تقرع الجرس. جيراني في زمن العزل والحجر والحظر يقرعون الجرس. الله من أعالي سماه يُنذرنا، فكثيرة هي قرائن الخراب وعلامات القيامة الكبرى. كِبارُنا لاذوا بالصمتِ المنكفئ الملتاعِ الحزين، فما لهكذا سواد كبّرونا ونحتوا الصخر كي نصير (زُلًماً) ومداميك بناء لا معاول هدم.

حزينةٌ أنت اليوم يا بلدي، بمثل حزن الفجيعة في يوم زلزال مبين. كسيرةٌ أنتِ يا ديرتي، يا من كنت يوماً "ديرة كرم ورجال/ وخيول جُرْد مضمّرات طوال/ وسيوف بيها العِز صال وجال/ من ديرتي لبس الزمان الغار".

قانون الدفاع يسري مسرى الردع لمن يخالفون أوامره الكثيرات بخصوص الوباء اللعين، فهل ألعن وباءً من قَتْلِ الأمن، والعَبَثِ بأرواح الناس وكراماتهم التي خصها الله بالآيات البليغات: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا" (سورة الإسراء، آية: 70)؟ فأينه قانون الدفاع (هذا) عن مجرمين يعيثون فساداً في الأرض، ويقطّعون أوصال الحياة الباقية، بعدما تعذّرت الحياة الممكنة، وأصبحت أثراً بعد عين؟؟؟
مَنْ يصمِتُ عَنْ مَنْ يا حُماةَ ديارِنا؟ وهل المطلوب مِنّا أن نصمتَ عنهم، أم نصمتَ عنكم؟؟؟؟