جفرا نيوز - موسى العجارمة
مصاب جلل تعرض له الأردنيين يوم أمس، إثر جريمة مروعة غير مسبوقة داهمت الشارع الأردني دون رحمة، كان ضحيتها فتى بعمر الورد دفع ثمن رغيف الخبز بساعديه الأيمن والأيسر وعينيه الخضراء التي لم ترَ سوى والدته التي لم تجف دموعها عقب هذه الفاجعة.
جريمة بحق الإنسانية لم تقتصر على صالح وحده؛ إنما آلمت المجتمع بأكمله وتركت شرخاً كبيراً بقلوب الأردنيين عندما شاهدوه هو جالس على الرصيف ملطخ بالدماء وهو صابر ومتماسك ولم يستسلم للأيادي السوداء التي بترت يداه وفقأت عيناه دون رحمة.
"صالح" خرج من المنزل ليشتري الخبز لوالدته دون علمه بأن هناك وكراً يختبئ خلفه ويتربص إليه، ليقدم على جريمة تعد انتهاكًا صارخًا بحق الإنسانية، دفع ثمنها فتى بالغ من العمر 16 ربيعاً، وسط تساؤلات محلية وعربية حول إن كان سيطبق على المجرمين عقوبة الإعدام.
*هل سيطبق عليهم عقوبة الإعدام ؟
نقيب المحامين، مازن إرشيدات يقول لـ"جفرا نيوز" إن هذه الحادثة تنطبق عليها المادة (335) من قانون العقوبات والتي تنص: إذا أذى الفعل إلى قطع أو استئصال أو بتر أحد الأعضاء أو تعطيل إحدى الحواس عن العمل أو تشويه جسم أو إحداث عاهة دائمة يعاقب الفاعل بالحبس لمدة لا تزيد عن عشر سنوات.
وفيما يتعلق بإحالة القضية إلى محكمة أمن الدولة أو الجنايات الكبرى، يوضح إرشيدات أثناء حديثه لـ"جفرا نيوز" أن نص القانون واضح، وهذه الحادثة ليست من اختصاص أمن الدولة والحادثة لا تنطبق عليها، والمسألة تكمن بتكييف المدعي العام لوقائع الدعوى، مشيراً إلى أن هذه الحادثة لا تعد تهديداً للأمن المجتمعي، وبحسب ظاهر الحال أن نصوص قانون جمعيات الأشرار غير متوفرة بواقع الحادثة بالمطلق.
*الحمود: تحويل القضية إلى أمن الدولة من صلاحيات رئيس الوزراء
رئيس النيابات العامة السابق يوسف الحمود، يبين بأن تحويل قضية فتى الزرقاء إلى محكمة أمن الدولة تعد من صلاحيات رئيس الوزراء، لافتاً إلى أن الحادثة ترقى الى مستوى القتل، إلا أنها في القانون تعتبر إحداث عاهة دائمة وهناك نصوص واضحة من قانون العقوبات.
ويضيف الحمود لـ"جفرا نيوز" أنه يمكن اسناد تهمة الخطف لمرتكبي الجريمة إضافة لإحداث عاهة دائمة ويتم اختيار العقوبة الأشد وجمع العقوبتين سوياً، موضحاً أنه من الوارد أن يكون هناك جرائم إضافية ارتكبوها بحق الفتى وهذا يعتمد على التحقيق.
*خبير نفسي: مجرمون محترفون يحملون سيرة ذاتية مخزية
رئيس قسم الإرشاد في جامعة اليرموك الدكتور حسن الصباريني، يؤكد أن ما حدث مع صالح يعد بمثابة جريمة نكراء ووحشية آلمت قلوب الأردنيين، وأظهرت حجم تماسكهم من خلال ردة فعلهم يوم أمس والتي فاقت كل التوقعات وبينت حجم قيم المجتمع وتماسكه، مضيفاً أن هذا حدث جلل يحمل دلالات ومؤشرات غير مألوفة من الصعب تحملها.
ويضيف الصبارين في حديثه لـ"جفرا نيوز" أن من أقدموا على هذه الجريمة البشعة هم مجرمون منحرفون يحملون سير ذاتية مخزية بطابع إجرامي محترف من الخطأ وجودهم في المجتمع، مشدداً على ضرورة تغليظ العقوبة عليهم ليكونوا عبرة للجميع.
"الفتى تعرض لآلم شديد، ومن الواضح أنه إنساناً طيباً وغير منحرف ولديه إيماناً وثقة كبيرة ستساعده على تجاوز هذه المحنة، وخاصة في ظل توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني وقفة الأردنيين بجانبه". بحسب الصبارين.
يذكر أن جلالة الملك عبد الله الثاني وجه المعنيين بتوفير العلاج اللازم لفتى تعرض لجريمة بشعة في محافظة الزرقاء.
وأمر بإحاطة الفتى البالغ من العمر 16 عاماً العناية الصحية اللازمة، عقب الاعتداء الذي أثار غضباً واسعاً بين الأردنيين.
وزير العدل بسام التلهوني، أكد من ناحيته ، أن "القانون سيأخذ مجراه وسيتم تطبيق أشد العقوبات على مرتكبي الجرائم التي من شأنها الإخلال بالأمن والسلم المجتمعي وترويع المواطنين”.
واكد الناطق الاعلامي باسم مديرية الامن العام، أن المتهم الرئيسي في إرتكاب جريمة الزرقاء بحقه 172 اسبقية جرمية سابقة القي القبض عليه فيهن جميعاً، واتخذت الاجراءات القانونية بحقه وأن سير التحقيقات وبقائه في السجن أو خروجه يبقى بيد القضاء بحسب الاجراءات والمدد القانونية عن كل جريمة احيل بها.