جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم : د. ردينة العطي
حسم جلالة الملك في كتاب التكلف السامي الجدل الشكلي البيزنطي حول تصريف الأعمال لحكومة رئيس الوزراء السابق دولة الدكتور عمر الرزاز والذي ساد أواسط النخبة التي لا ترى إلا الزاوية الضيقة والمجزوئة من الكل الأردني بتكليف الدبلوماسي المخضرم ومدير مكتب جلالته دولة الدكتور بشر الخصاونة
ولسنا هنا بصدد التطرق للسيرة الذاتية لرجل العصامي لا يحب الأضواء بحجم دولة بشر الخصاونة ولكننا سنركز على أبرز ملامح كتاب التكليف السامي ودلالته خاصة في هذه المرحلة الأستثنائية على الأصعدة كافة المحلي والإقليمي والدولي
لقد كان لافتا محورية الفرد وأهميته الخاصة جدا لدى جلالته ليس فقط في بعده الصحي ولكن أيضا في البعد المعاشي عندما قال جلالته: وبالنسبة لي، فطالما كانت وستظل صحة المواطن وسلامته أولوية قصوى، الأمر الذي يتطلب من الحكومة الإستمرار في اتخاذ كل الإجراءات والتدابير المدروسة في التعامل مع جائحة كورونا بشكل يوازن بين الأعتبارات الصحية، وتشغيل القطاعات الإقتصادية، والحفاظ على أرزاق المواطنين.
لم يترك جلالته مجالا للاجتهاد هنا وذلك عندما أوعز بشكل مباشر ودون تأخير بتشكيل "المركز الوطني للأوبئة والأمراض السارية" وهو بذلك يضع النقاط على الحروف من خلال إستخلاصات تبلورت لدى جلالته بأن أهم عامل حاسم في معالجة الثغرات والهفوات والنواقص في معالجة ازمة كورونا كانت بتضارب الصلاحيات وأن العلاج يكمن في توحيدها عندما قال: أوجهكم إلى المباشرة الفورية في إنشاء المركز الوطني للأوبئة والأمراض السارية، لتعزيز قدرتنا على التعامل مع هذه الجائحة أو أي تحد مستقبلي مماثل، لا قدر الله.
إذا توحيد المرجعيات ومحورية مؤسسة مسؤولة يؤدي إلى تحديد المسؤوليات وهذ مطلب جماهيري بأمتياز وهو ما أراد ان يسمعه المواطن لأنه ما زال يتسائل من هو المسؤول عن عودة الجائحة وتطورها من إنتشار محدود إلى إنتشار مجتمع ونسأل الله أن لا ينتقل الى مستوى التفشي الوبائي لا سمح الله
هذا يثبت أن جلالة الملك ملتصق تماما مع الهموم اليومية للمواطن ويعرف كل كبيرة وصغيرة وأن الأسئلة المتكررة والتي لا تجد أي إجابة لها تضعه في حيرة وريب لأنه المحاسب النهائي عن تبعاتها فيأتي جلالة الملك ويطمئن كل فرد في هذا الوطن أن إعطاء الفرص للتصحيح ليست ممتدة أنها مرهونة ببعد زماني تجاوزه يعني فشل وهذا الوطن في ظل هذه الظروف لا يملك أي مساحة لاستيعاب القرارات الخاطئة
شكرا لك جلالة القائد عندما تضع يدك المألوفة والعطوفة على جرحنا فننهض من جديد معيدين مسؤوليتنا الفردية والمجتمعية كما أردتها