النسخة الكاملة

عقب التكليف.. هل تنجح حكومة الخصاونة في ابتداع الحلول؟

الخميس-2020-10-09 09:23 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب - ماجد الأمير
رسم كتاب التكليف السامي لحكومة الدكتور بشر الخصاونة خارطة الطريق لأولويات عمل الحكومة في «مرحلة كورونا» التي تعيشها الكرة الارضية.

تشكيل حكومة الخصاونة يأتي في ظرف استثنائي يعيشة الاردن كما العالم وفي ظل انتشار واسع لجائحة كورونا التي اصبحت تحديا عالميا وليس للدولة وحدها.

منذ انتشار فيروس كورونا كانت السياسة الاردنية واضحة في التعامل مع الأزمة، وهي أن صحة المواطن هي الأساس، بل هي الاولوية لدى الحكومة والدولة بكل تفاصيلها. وهنا كان هذا الثابت الصحة اولا، متسقا مع الثوابت ومع النهج العام لمسار الدولة، ونهجها «بأن الانسان أغلى ما نملك»

جلالة الملك اكد في كتاب التكليف لحكومة الخصاونة بأن صحة المواطن هي اولوية قصوى، (وبالنسبة لي، فلطالما كانت وستظل صحة المواطن وسلامته أولوية قصوى، الأمر الذي يتطلب من الحكومة الاستمرار في اتخاذ كل الإجراءات والتدابير المدروسة في التعامل مع جائحة كورونا بشكل يوازن بين الاعتبارات الصحية، وتشغيل القطاعات الاقتصادية، والحفاظ على أرزاق المواطنين).

الملك حدد اولوية الحكومة في المرحلة الاستثنائية وهي الحفاظ على صحة المواطنين و مواجهة جائحة كورونا لمنع انتشار فيروس كورونا، وهذا يتطلب من الحكومة وضع خطة أو خارطة طريق للوطن بكامله لمواجهة الفيروس مع الحفاظ على ديمومة الاقتصاد الوطني الذي يقع على عاتق الحكومة واجب ابتداع افكار خلاقة لاستمرارية بقاء القطاعات الاقتصادية عاملة دون ان يؤدي هذا الى تفشي كورونا في بلدنا.

صحة المواطن اولا يستدعي من الحكومة الجديدة ايلاء اولوية قصوى للقطاع الصحي وخاصة القطاع الحكومي من خلال رفده بالاطباء والكوادر الصحية ورفع قدراتة وطاقته الاستيعابية حتى يستطيع تحمل الضغط علاوة على تأمين المباني والاجهزة الطبية الحديثة وخاصة اجهزة التنفس الصناعي.

كتاب التكليف حدد اولوية الحكومة هي صحة المواطن ورفع قدرات القطاع الطبي وتأمين العلاج للمواطنين وانشاء المركز الوطني للأوبئة والامراض السارية من اجل تحسين قدرة المملكة على مواجهة جائحة كورونا والامراض السارية.

جلالة الملك وجه الحكومة الى البدء بسياسة الاعتماد على الذات من أجل تقدم الاردن ورفعته وحل مشاكله الاقتصادية، وهي رسالة ملكية للحكومة والمجتمع والمؤسسات الاقتصادية بان سيادة الاعتماد على المساعدات الخارجية اصبحت من الماضي وعلينا الاعتماد على ذاتنا لانقاذ اقتصادنا ومواجهة تداعيات ازمة كورونا وتأثيراتها على الاقتصاد وعلى الحياة المعيشية للمواطنين.

ويرى نقيب المقاولين احمد اليعقوب اهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص لمواجهة تداعيات ازمة كورونا، مشيرا الى ضرورة العمل المؤسسي والتخطيط الاستراتيجي لحل مشكلة البطالة التي تشكل التحدي الرئيسي.

وقال اليعقوب في تصريحات صحفية اننا في نقابة المقاولين بدانا في البحث عن فرص لقطاع الانشاءات خارج الاردن من خلال التواصل مع المسؤولين في العراق الشقيق لفتح السوق العراقي امام شركات المقاولات الاردنية وخاصة ان العراق لديه خطط لبناء مئات الاف من الشقق السكنية وهذا يوفر فرصا للشركات الاردنية لتشغيل المهندسين الأردنيين وتحريك القطاعات الاقتصادية المرتبطة بقطاع الانشاءات.

وأوضح أنه يعمل على فكرة «اتفاق البناء مقابل النفط» بحيث يكون هناك اتفاق بين الحكومتين الاردنية والعراقية على منح الشركات الأردنية عقود بناء في العراق مقابل منح الأردن نفطا بقيمة هذه العقود وبدورها تقوم الحكومة باعطاء المقاول الاردني قيمة عطائه ماليا.

واشار اليعقوب ان فكرة البناء مقابل النفط او البناء مقابل الكهرباء يشجع الحكومة العراقية على اعطاء اولوية للمقاول الاردني كون الدول اصبحت لا تحبذ اخراج العملات الصعبة من بلدها.

الدولة في ظل الاستراتيجية الاردنية «الصحة أولا»، كانت أيضا حريصة على الحياة البرلمانية والديمقراطية، فالأردن دائما يحرص على الحياة الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير ووجود حياة نيابية، وأحزاب سياسية، ونقابات مهنية، ومؤسسات مجتمع مدني، بل إن الجميع كان داعما لسياسات الحكومة في الحفاظ على صحة المواطن وإجراءاتها لمواجهة فيروس كورونا.

الاردن يسير نحو اجراء الانتخابات النيابية التي حددتها الهيئة المستقلة للانتخاب في العاشر من الشهر المقبل كاستحقاق دستوري يحرص جلالة الملك علية لذلك اكد في كتاب التكليف السامي على ضرورة دعم الهيئة المستقلة للانتخاب من اجل اجراء انتخابات نزيهة وشفافة تليق بسمعة الاردن ومسيرته الديمقراطية، بل ان الملك وجه الحكومة وجميع مؤسسات الدولة إلى دعم عمل الهيئة المستقلة مع ضرورة اتخاذ جميع الاجراءات والتدابير الوقائية اللازمة لحماية صحة الناخبين والمجتمع خلال عملية الاقتراع.

كتاب التكليف السامي تطرق الى اهمية تطوير فكرة التعليم عن بعد حتى يبقى التعليم مستمرا في ظل اغلاق المدارس بسبب كورونا وهي مهمة للحكومة الجديدة، كما اكد كتاب التكليف على فكرة مهمة وهي دور الدولة الاجتماعي والذي بموجبه يجب على الحكومة توفير حماية اجتماعية للمواطنين الذين تضرروا من جائحة كورونا بل إن الملك وضع يده على الجرح من خلال اتباع سياسة تؤكد على دور الدولة الاجتماعي لحماية المواطنين وتحسين مستوى معيشتهم وايضا حماية القطاعات الاقتصادية.

كتاب التكليف وضع خطوطا عريضة لعدد من المبادئ والاولويات في القطاعات المختلفة وخاصة في قطاعات الزراعة والسياحة والطاقة وصناعات الادوية والمواد الغذائية وهي القطاعات التي يستطيع الاردن التميز بها اذا ما تم الاهتمام بهذه القطاعات.

لم يغفل كتاب التكليف السامي ايضا قضية العدالة والمساواة وتطبيق سيادة القانون على الجميع اضافة الى الحفاظ على المال العام وتفعيل اجهزة الرقابة فلا احد فوق القانون.

جلالة الملك حرص في كتاب التكليف على التأكيد على مواقف الاردن الثابتة من القضية الفلسطينية والتي هي ايضا اولوية دائمة للاردن ولجلالتة الذي يخوض معركة ضد الاحتلال وضد مخططات صفقة القرن وضد الضم، فالاردن دائما مع فلسطين لحين رحيل الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وايضا الحفاظ على الوصاية الهاشمية للمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف.

جلالة الملك تحدث في كتاب التكليف عن شخصية رئيس الوزراء المكلف وانجازاته في المواقع التي تسلمها خلال مسيرتة في العمل العام والعمل السياسي علاوة على كفاءته ووطنيته وانه رجل يحمل رؤية في العمل، فالحديث الملكي عن كفاءة الخصاونة وانجازاته له رسالة من شقين الاولى للخصاونة واعضاء فريقة الوزاري بان الانجازات هي المطلوبة في المرحلة الحالية، والثانية للمجتمع والقوى السياسية بان الرئيس المكلف لديه تاريخ من الانجازات داخل مؤسسات الدولة كما ان لدية رؤية سياسية للمستقبل تجعل منه شخصية قيادية يمكن الاعتماد عليها لقيادة الحكومة في هذه الفترة الاستثنائية والتي يصفها البعض بالانتقالية كون الاردن على ابواب الانتخابات النيابية وهذا يريح المجتمع ونخبة السياسية لشخصية الرئيس المكلف التي تتصف بالنزاهة والنظافة والانجازات.