النسخة الكاملة

كيف غابت هذه الحقائق عن الكاتب ماهر ابو طير؟

الخميس-2020-10-08 06:40 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم د.باسمة السمعان

نشر الكاتب ماهر أبو طير مقالة صحفية في جريدة الغد اليومية الصادرة بتاريخ 8 / 10 / 2020 بعنوان ( جرأة الحكومة الغائبة هنا ) وعهدنا بالكاتب المحترم أنه يطرح في الغالب قضايا ذات رأي سديد ، ولا ننكر أن له قراءه ومتابعيه وأن زاويته تحظى بكثير من الإهتمام لدى السواد الأعظم من القراء ، لكنَّه هذه المرة وبرأيي المتواضع قد جانب الصواب عندما اقترح على وزارة التربية والتعليم بإسقاط العام الدراسي ، مما يترتب على ذلك لزوم نسبة من طلبتنا بيوتهم ، وخروج القسم الأكبر منهم الى الشوارع ، والذي سيؤدي بغالبيتهم الى عدم المبالاة والخروج من البيت والتسكع بين الأحياء والإختلاط بفئات منحرفة وشاذة ، وبالتالي سيقود ذلك الى العديد من المشاكل التي ستنعكس سلباً على الأهل وتتسبب لهم مشاكل هم في غنىً عنها نتيجة الاحتكاك غير السوي ، وبالتالي فإن هذا الاقتراح غير مقبول إذ هو من وجهة نظري الخاصة ضرب من الخيال .

إن تجربتنا خلال العام الدراسي الماضي خلال الإنقطاع عن المدارس بسبب إضراب المعلمين كانت قاسية جدا على الطلبة وعلى الأهل معاً ولنا منها عبرة نأمل بعدم تكرارها ، وقد نتج عنها إحتقان شديد لدى الأهالي ، حتى صاروا حائرين إذ أن المعلم له احترامه ومحبته بين عموم المواطنين وكذلك فإن مستقبل أبنائهم هو الأهم في المعادلة ، فصبروا وتحملوا كثيرا حتى سار المركب وانتهى العام الدراسي بسلام ، لكن ذوي الطلبة بعد ذلك لن يسمحوا بتكرار ما حدث ولن يقبلوا بتسييب فلذات أكبادهم في الشوارع وجلوسهم عند مفترقات الطرق والإشارات الضوئية وتجمعهم وسط الأحياء وتعرضهم لحوادث السيارات .

ومن هنا فإننا نعتذر للكاتب أبو طير على مقترحه غير المقبول ، وإذا استمرت الحالة الوبائية فإن تجربة الأردن بالتعليم عن بُعد كانت رائدة وموفقة وشهد لها القاصي والداني ، حتى كانت موضع إعجاب وتقدير كثير من الدول الشقيقة والصديقة ، وصرنا نضاهي ونباهى بها العالم كله .

ويكفي أن التجربة الأردنية المطبقة من قبل وزارة التربية في التعليم عن بُعد ألزمت أبناءنا الطلبة في الجلوس ببيوتهم ومتابعة الدروس مع معلميهم عبر وسائل التكنولوجيا الحديثة وملازمة التلاميذ كذلك للكتب المدرسية والمنهاج المقرر ، وبكل تأكيد فإن الخطة الدراسية للعام الدراسي الحالي ستكون معززة ومبنية على تجربة ناضجة أكثر من العام الماضي

والخلاصة فإن ذوي الطلبة اصبحوا متيقنين من كفاءة وزارة التربية والتعليم ، وواثقين بأن الدولة وبفضل التوجيهات الملكية السامية حريصة على مستقبل أبنائهم بتقديم أفضل الوسائل التعليمية لهم وتطوير الخطط والمناهج التي توسع من مداركهم وتسعى الى بناء جيل واعٍ ومثقف ومنفتح على الحياة الكريمة القائمة على السلام والمحبة بين الجميع ، وختاما فإننا نتمنى على الزميل أبو طير أن يسقط هذا المقترح ويشجع على تطوير الآلية المتبعة في التعليم عن بُعد ، مع إبداء مقترحات منه تدخل في هذا السياق ، وله منا كل إحترام وتقدير مع أمنياتنا لأبنائنا الطلبة بالتوفيق ولذويهم الخير ولوطننا وشعبنا السلامة والأمان