جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب - محمد داودية
توفي الأب اندرو خوري الهولندي الجنسية الذي خدم الأردن بمسيحييه ومسلميه وأسس وأدار في السلط مركزا رائدا للصم والبكم.
وقد علق بعض المغرّدين بأنه لا يجوز الترحم عليه لأنه مسيحي !
و رد على ذلك بعض المغردين مستائين معتبرين ذلك نكرانا للجميل. كما اشاروا الى تكرار رفض البعض الترحم على الشخصيات المسيحية.
ومن نافلة القول انه لا احد يهب الرحمة لأحد. فالناس حين تترحم على الراحلين يطلبون الرحمة لهم مناشدين الله عز وجل قائلين: «نسأل الله ان يتغمد (....) بواسع رحمته انه سميع مجيب».
ويطلب اخواننا المسيحيون الرحمة من الله قائلين: «يا رب ارحم».
و ان قرار الرحمة، شاء من شاء وأبى من أبى، هو لله عز و جل، والحمد لله على أنه كذلك.
الموضوع ليس موضوعا طائفيا ولا هو موضوع مسلم ومسيحي. فهذه الطائفة التي رفضت الترحم على الأب الجليل اندرو، ليست ضد المسيحيين.
هؤلاء يرفضون ايضا الترحم وصلاة الغائب على الشهداء المسلمين رفضا باتاً وهم يغادرون المساجد وقت الصلاة والترحم.
وقد كتبت عن 200 امام رفضوا الترحم وصلاة الغائب على شهدائنا في الركبان وغيرها من مواقع الشرف وحماية الثغور والفداء.
إن بوسع من له قناعة مغايرة ان يحتفظ بها لنفسه ولا يعمد الى الاساءة والقسمة والتفرقة. فالتنوع في كل العالم عامل قوة ومنعة، اسهم في اغناء وتقدم وتطوير المجتمعات وفتح امامها آفاقا رحبة.
إن خطر الهويات الفرعية والانحيازات الغبية الضيقة، كبير على بلادنا وعلى شعبنا العربي في اقطاره كافة. وها نحن نرى الى اثار الفتنة المذهبية المدمرة في العراق ولبنان وغيرها.
إن غرائز الإقليمية والطائفية والمذهبية والجهوية والجندرية، خطر على بلادنا، التي تحتاج اكثر من اي وقت مضى الى الوحدة الوطنية واحترام الدستور والتكاتف والالتفاف حول الملك لعبور أخطر البرازخ والصفقات.
وسأظل أقول إن الإقليمية والطائفية والمذهبية والجهوية والتمييز الجندري والقسوة والكراهية أوبئة، لو مستني إحداها حتى في أحلامي، لقفزت مذعورا ولعنّفت نفسي على خيانة ديني ووطني وشرفي و مبادئي.