النسخة الكاملة

مضر باشا: ذهبت إلى الكرك هرباً من الإعتقال

الخميس-2020-10-02 11:25 am
جفرا نيوز -
 جفرا نيوز-  يقول مضر باشا بدران في كتابه "القرار": لقد كانت النكبة تعبئ المشاعر بطريقة سلبية في المناطق التي شهدت إستقبال أفواج اللاجئين الفلسطينيين أولا، وفي المناطق التي كانت الأحزاب السياسية فاعلة فيها.. 

في الكرك مثلا، وقبل النكبة بعام، أي في العام 1947، كان هناك حضور بسيط لحزب البعث، وحزب الإخوان المسلمين، وكانت لهما مكاتب سياسية، في حين أن جل نشاطاتهم إجتماعية تستقطب من خلالها الشباب، في ذلك الوقت لم يكن عندي أنا شخصيا أي ميول سياسية تقربني من أي طرف منهما.  لكن في سورية، فقد كان حزب البعث قويا، وكان الإخوان المسلمون، لهم نوابهم في المجلس التشريعي، كما كان هناك القوميون السوريون ولهم حزبهم القوي، وكان لكل هؤلاء نشاطاتهم السياسية الكثيرة، وكان من السهل على أي شاب أن يتفاعل مع هذا المشهد، وأن يأخذ طرفا من أطراف المعادلة السياسية الفاعلة وينحاز له.  في ذلك الوقت كانت سورية تحت الحكم العسكري، أديب الشيشكلي كان حاكما عسكريا، ولا شك بأن الحكم العسكري كان مكروها من الأحزاب السياسية، ولذلك سعى الشيشكلي لتأسيس حزب لنظامه،

 ومن هناك إنضم إلى حزبه عدد كبير من طلبة الجامعة، وكان الطلبة المنتمون لحزبه، يواجهون بمعارضة زملاء لهم، من قوى حزبية مناهضة للحكم العسكري.  المظاهرات كانت تخرج من جامعة دمشق، وقطعا الطلبة هم وقود المعارك السياسية الطاحنة بين الأحزاب، وكانوا يقاتلون أمام إنتماءاتهم الحزبية، ويواجهون كل الأخطار.. أنا شاركت في المظاهرات، وقدت بعضها، وتم إلقاء القبض عليّ في إحدى المرات، وكان أغلب المعتقلين من أنصار اليساريين، ونجحت من الإفلات وهربت بعدها إلى الكرك، وعدت إلى الجامعة بعد أن تأكدت من عودة الهدوء وإطلاق سراح المعتقلين.