جفرانيوز -خاص
دولة رئيس الوزراء عون الخصاونة :
تحية طيبة وبعد:
ساءنا ما نشرته بعض وسائل الإعلام نقلا عن أحاديث وآراء المواطنين حول انحيازكم نحو الأصدقاء والأقرباء في التعيينات الأخيرة في مواقع مهمة - سفراء وأمناء عامون واعيان - ، وقد وضعنا أنفسنا في جانبكم بل في مكانكم لنقول إن هؤلاء أبناء وطن ، مخلصون ويتمتعون بالكفاءة والخبرة ، لكن الظن السيئ تغلب على مزاج الناس ، وذهبوا إلى كيل الاتهامات بالمحاباة والتحيز للأصدقاء .
وعندما انقلب الحور ضدكم حاولنا أن نسبغ على تلك التعيينات صفة المروءة والوفاء التي تتمتعون بها نحو أصدقائكم ، وضربنا مثال صديق دراستكم المبكرة السيد مجيد عصفور الذي نحترمه كثيرا ككاتب صحفي مخضرم يستحق منصب رئيس تحرير جريدة الرأي ، وقلنا ان الوفاء للأقربين سمة جيدة تدل على طيب الخلق ، لكن وجهة النظر المقابلة تقول بان الاخرين من رؤساء الحكومات السابقة عينوا أصدقاء ومعارف لهم في وزارات ودوائر حكومية وسفارات وغيرها ، ووجهت إليهم انتقادات حادة من قبل المواطنين ، وكان تبرير الوفاء والبر بالأصدقاء مرفوضا ، واعتبر ضربا من ضروب الفساد وسوء استخدام للسلطة .
وبصراحة ايها الرئيس عون.. لا نعرف كيف ندافع عنك ، فالناس يرون بأنك بدات حكومتك بالتخلص من الأمين العام لرئاسة الوزراء وبعثرة كافة الذين عملوا مع رئيس الحكومة السابق بصورة انتقامية ملحوظة ، وسمعوا من مقربين منك نقلا عنك بانك ستتخلص من (ثلة) من الموظفين في رئاسة الوزراء ، اعتقادا منك بانهم محسوبون على البخيت وينقلون أخبارك إليه ، ويعملون معه لإفشالك ، وهذا تفكير غريب ومناقض لما نعرفه عنك ، وعن تقديرك وفهمك للناس ومعادنهم.
فنَعجب لانك تظن ظنا خاطئا مسيئا بشخص نزيه وثقيل الوزن ، ورفيع الخلق كالبخيت ، الذي تحمل الكثير في الحكومة التي سبقتك ، والاولى بك ان تشكره على ما حاول تحقيقه ، او على ما انجزه ، او على ما فعله قبلك وقطفت انت وحكومتك ثمار انجازه فانكرته عليه ، والاولى بك ان تسأل نفسك لم تحب ان تخلص للناس ويخلص الناس إليك وتنكر ذلك على غيرك فتنتقم منهم وتستقوي عليهم ، فهل وقف الاخلاص عندكم وانقطع عند غيركم ؟ ولماذا لا تبحثوا في كفاءة الناس وخبراتهم وسلوكهم وولائهم لوطنهم قبل ان تحكمواعليهم ، بناء على الظن والتخمين ، ودسائس الحاقدين .
يقول محبوك يا دولة الرئيس : هذا ليس عون الخصاونة الذي نعرفه ، ونحن نرد عليهم بان هذا ليس الاردن الذي نعرفه ، فناصر الشريده كفؤ ومحمد الشريدة كفؤ وبشر الخصاونة كفؤ وعلي الكايد كفؤ ومازن الحمود كفؤ وسامي الخصاونه وجيه محترم ، ولا خلاف معهم او عليهم ، لكننا نستغرب خلافك مع من حازوا على ثقة الدولة قبل ان تدخل مبنى الرئاسة ، فهل هو حرام على بلابل الدوح وحلال على الطير من كل جنس ؟.
يا دولة الرئيس عون ، عليك ان تختار بين قاعدة الاخلاق وقاعدة الاصدقاء ، لانك تنتمي للأولى ،وتخلص للثانية ، لكن الشعب الاردني الذي اقسمت على خدمته بامانة ومسؤولية ليسو جميعا باصدقاءك او اصدقاء رؤساء غيرك ، وستعلم مع مضي الوقت بانك ستكتسب أصدقاءً جدد خدموا مع غيرك وذلك لأنك منحت نفسك فرصة لمعرفتهم ومنحتهم فرصة لإثبات وجودهم واثبات قدراتهم وخبراتهم ، وإخلاصهم للعمل وللدولة.
وأخيرا أنصحك يا رئيس الوزراء بان تقرأ سيرة حياة الزعيم الأفريقي نيلسون مانديلا ، الذي تحمل عذابات السجن والتعذيب والقمع والتمييز العنصري ، وعندما فاز برئاسة جمهورية جنوب أفريقيا ، رفض أحقاد معاونيه وأصدقائه المخلصين من السود ، وخرج على موظفي مكتب الرئيس وحرسه الشخصي من البيض وهم يوضبون مكاتبهم استعدادا للرحيل ، فقال : من يريد ان يتخلى عن العمل بمعيتي رغما عني فلن امنعه ، لكني لن أتخلى عن أي منكم ، لأننا جميعا مطالبون بانجاز المهام الملقاة على عاتقنا .
مانديلا سجين لم ثنه ثلاثة عقود من عتمة السجن عن فعل الصواب و أنت يا عون قاض دولي تغربت وتنورت طيلة حياتك ، فما الذي يثنيك عن فعل الصواب ؟؟