جفرا نيوز – موسى العجارمة
رجح أحد السيناريوهات المتوقعة بأن يسجل الأردن خلال الفترة القادمة (25 ألف – 60ألف) إصابة كورونا، أسوة بدول العالم الأخرى التي تسجل أعداد هائلة من الإصابات بشكل يومي، وخاصة مع رفض الحكومة فكرة اللجوء إلى الإغلاق التام والاكتفاء بالتشديد بالإجراءات.
وبحسب المؤشرات الأولية، تبيّن أن الحكومة قد أخفقت بتطبيق أمر الدفاع (11) لكون هناك حالة استهتار يقدم عليها البعض من خلال عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية الممثلة بالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة، مما يسهم بانتشار الوباء بأسرع وقت ممكن.
الإخفاق بتطبيق أمر الدفاع (11) وخاصة في الأماكن والاحياء الشعبية سيؤدي بتداعيات لا تحمد عقباها، وسط تساؤلات عديدة حول مصير البنية الاقتصادية والصحية في حال حدوث السيناريو الأسوأ الذي سيلقي بظلاله على كافة القطاعات دون استثناء.
نائب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور ممدوح العبادي يؤكد لـ"جفرا نيوز" أن الوسيلة الأهم في مواجهة فيروس كورونا اليوم تتمثل بالكمامة والتباعد الاجتماعي، لافتاً إلى أن خطر الوباء بات يقترب أكثر وأكثر على المواطن.
ويقترح العبادي على الحكومة بأن تقوم بتصنيع الكمامات على حساب صندوق خدمة وطن وتوزيعها على المواطنين بشكل مجاني؛ لكون هناك العديد من الأسر الأردنية غير قادرة على شراء الكمامة بشكل يومي على حسابها الخاص.
ويطالب بتخفيض أسعار الكمامات لطالما المخرج الوحيد من الوباء بات يتمثل اليوم بالالتزام بشروط السلامة العامة، ولا داعي للعودة إلى الإغلاقات لكون هذا التوجه خاطئاً ومعظم دول العالم الاقتصاد بها جارٍ بخط موازٍ لشروط السلامة العامة، منوهاً أنه بحال تم الالتزام بهذه الشروط سيجمد الوباء كاملاً وتدار العجلة الاقتصادية.
وفي حدوث السيناريو الأسوأ ويصاب 25 ألف أردني بكورونا، يقول العبادي إنه ليس هناك ضرورة بدخول جميع المصابين المستشفى؛ سوى الحالات القوية والحرجة، مشيراً إلى أن جميع دول العالم لا تستطيع استيعاب كافة المرضى في المستشفيات، والمريض المصاب يطلب منه عادة الجلوس في منزله وبحال حدوث مضاعفات عليه مراجعة المستشفى.
"وفي بداية الجائحة تم استيعاب كافة المرضى في مستشفى حمزة؛ لكون الأعداد كانت قليلة، أما في حال اصبحت الأعداد بالآلاف من الصعب دخول المرضى كافة في المستشفيات". وفق العبادي.
ويقول العبادي في نهاية حديثه لـ"جفرا نيوز" إن الشعب بدأ يتجاوب تدريجياً لكون الخطر بات يقترب، مشدداً على ضرورة توزيع الكمامة بشكل مجاني ومنع الاجتماعات العامة التي تضم 10 -15 شخصاً في ظل الاستهتار والتراخي الموجود عند المواطن والحكومة.
الخبير الاقتصادي مازن إرشيد يستعبد عودة الحظر الشامل؛ لكون الوضع الاقتصادي في الأردن غير قادر على العودة للحظر الشامل لمدة أسبوع واحد، مؤكداً أنه الحظر مستبعد بشكل كلي وحتى لو ارتفعت أعداد الإصابات بشكل مضاعف.
كما يبين إرشيد أن فترة الاغلاقات الماضية استمرت مدتها نحو الشهرين وكان لها الأثر السلبي على الاقتصاد وسبل تعويضها قد تستغرق سنوات، لكونه تم استدانة مليار و750 مليون دينار، وفي حال العودة للإغلاق ستكون الأعباء أكثر بكثير عن الفترة الماضية وتصبح الحكومة عاجزة عن دفع رواتب القطاع العام، لأنه خلال فترة الإغلاقات تم دفع الرواتب من خلال المبلغ الذي تم استدانته.
يذكر وزير الصحة سعد جابر، أعلن الأربعاء، عن تسجيل 363 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد، منها 354 إصابة محلية، إضافة إلى تسجيل وفاتين ليرتفع عدد الوفيات الإجمالي جراء الفيروس إلى 35 .
النسخة الكاملة
