الأصل ُ في انتخاب شخص ليشغل مكانا ً في هيئة أو مجلس أو نقابة ، أن تتقاطع ( مصالح أو هموم أو مواقف أو أفكار ) المترشـّح مع الناخب ، فيختاره !
أو يختار كل ّ ٌ منهما الآخر ، فكلاهما يسعيان إلى آخر نقطة في الدرب و يطمحان في « تحقيق إنجاز « أو حصد مكسب أو موقف أو حاجة أو ضرورة !
والمصالح هنا قد تكون :
مصالح وهموم مشتركة مرتبطة بعلاقة قربى أو علاقة اجتماعيّة أو جغرافيّة أو ديمغرافيّة .
أو مصالح وهموم مشتركة مرتبطة بعلاقة تشاركية في الفكر والتفكير .
أو مصالح و هموم مشتركة مرتبطة بفكرة جاهزة في ذهن الناخب والمترشّح بأنّ كلّا ً منهما مؤهل لإنضاج موقف أو لتطوير موقف أو لتكريس قيمة .
فالانتخاب ، و يعني « الاختيار والانتقاء « ، يعبرّ في أوضح تجلّياته عن تقاطع مصالح و حاجات و غايات ، مترشح يسعى لنيل مكان في المجلس و ناخب يطمح في تلبية احتياجات قد يحقّقها نائب أو سواه .
و المصالح قد تكون فردية أو متصلّة بهموم أوسع حضورا ً .
و هناك ارتباطات أخرى لا تتصل بالمصالح أو المواقف أو الافكار أو الوعي أو المستقبل ، وهذه ارتباطات محكومة بظروف مغايرة قد تخضع لتأثيرات أخرى جانبيّة أو لميول ٍ عند أحد طرفيّ المعادلة ( المترشّح والناخب ) أو قد تخضع لحسابات ربح ٍ هنا أو خسارة هناك !
و لا نزعم أنّ الإيثار يحسم ويحكم العلاقة ، بل من المفيد أن ينتفع الطرفان أو يشعر كل ّ منهما بنشوة الكسب المعنوي ّ في الحد ّ الأدنى من الحكاية .
..
المهم ّ في ذلك كلّه أن لا يكتشف المرء أنه يمثل دورا ً أو يؤدي دورا ً لا يعرفه أو لا يليق به !