النسخة الكاملة

مخرجات مؤسسات التعليم العالي ومتطلبات سوق العمل...واقع وطموح

الخميس-2020-09-10
جفرا نيوز - جفرا نيوز - الأستاذ الدكتور يحيا سلامه خريسات
مع ازدياد الفجوة بين مخرجات مؤسساتنا الأكاديمية ومتطلبات سوق العمل، لا بد من وقفة تحليلية لواقع الحال، ومحاولة الاستفادة من تجارب الآخرين في هذا المجال.
نظريا تجد الأمور سهلة ولكن عند محاولة التطبيق أو إحداث التغيير، تصطدم بمعوقات كثيرة، ويصبح التطبيق أحيانا مستحيلا لكثرة العوائق ولصعوبة إجراء التغيير المنشود.
نبدأ بالمعضلة الرئيسية وهي عدم المواءمة بين مخرجات مؤسساتنا الأكاديمية ومتطلبات سوق العمل، فسوق العمل يحتاج الى الفني الماهر المتسلح بالمهارات والقدرات للتعامل مع التكنولوجيا الحديثة، والجامعات تخرج بجميع التخصصات النظرية والتطبيقية المشبعة والراكدة في سوق العمل.
النقطة الثانية تكمن بعدم الاستفادة من خبرات القطاع الصناعي وعدم أخذ التغذية الراجعة منه وعدم اشراكه في العملية التعليمية سواء كانت الجانب التطبيقي أو في مجال اعداد الخطط الدراسية وتحديثها.
النقطة الأكثر أهمية تكمن بأن سوق العمل قطاع خدمي ويعتبر مشغلا فقط، ولا يعمل في مجال التطوير والتحديث للتكنولوجيا وإنما يستخدمها فقط، وهذا الأمر يضعف البحث العلمي ويحرمه من فرصة حل المشكلات العملية التي تواجه القطاع الصناعي، مما يؤخره عن الركب العالمي ويجعله يتوجه للجانب النظري ومحاولة محاكاة الواقع العملي.
فيما يتعلق بمهارة الخريج وقدرته على التنافس، تختلف من جامعة لأخرى وتبقى اللغة الانجليزية ومهارات الاتصال والقدرة على تسويق الذات من المشاكل الرئيسية التي يواجهها الخريج في سوق العمل.
التحديث والتطوير في طرح البرامج وإعداد الخطط الدراسية وربطها باحتياجات سوق العمل، يساعد في ردم الفجوة بين العرض والطلب، ويبقي التخصصات مواكبة لاحتياجات السوق.