النسخة الكاملة

جزء من الإعلام مفقود ..!

الخميس-2020-09-06 09:30 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز ـ كتبت- دعاء محمود القرعان
إن شبكات الوسائل الإعلامية الشاملة على القنوات الإخبارية وتطبيقات برامج التواصل الإجتماعي المتنوعة، أتاحت لمعظم سكان العالم اكتساب أيديولوجية مبرمجة ومدروسة لخدمة أغراض مركزية تابعه لجهات مبتورة الإعلام عنها، مشكلة نماذج عوراء .. صماء .. بكماء .. عمياء في زمن قادر فيه على تسيير حركة الإنسان نفسه ليس فكره فقط من خلال أبسط الأمور كـ "الراوتر" مثلاً ..، فشكَّلت هذه الوسائل لدى الغالبية العظمى صورة ذهنيّة سلبيّة، فرضت حضورها وسيطرتها بصورة مختلفة جزئيًا عن حقيقة الواقع، أو مختلفة كليًا عمّا يحدث في العالم اليوم – حسب الحاجة لذلك -، فنشر الأخبار والأحداث وتقديم المعلومات لا يعتمد فقط على مدى صلاحية ومصداقية هذا الخبر ومدى فائدته المرجوة للمجتمعات المختلفة بقدر اعتمادها على مدى تأثير هذه الأخبار على الإنسان، أي مدى هيمنتها على تشكيل الصورة الفكرية لدى الغالبية وقولبة وصياغة المجتمعات بطريقة تجعلك قادراً على أن تمسك بزمام الأمور كيفما أردت ومتى أردت ..! ومن أحد الصور الذهنيّة السلبيّة الملحوظة في الآونة الأخيرة – وهذا جزءٌ يسير من الصور السلبيّة المعروضة-، ما شهدناه في المجتمعات الغربية المزعومة بتعدد ثقافاتها، ذات البئية الديمقراطية والمدنيّة الحديثة، التي استغلت الإعلام المُغرَّض في تكريس صورة مرعبة عن العرب والإسلام والمسلمين، ولا ننكر أن الحديث في هذا الموضوع ليس بجديد، بل يعود إلى الوقت الذي صُعِّد فيه الهجمات على الإسلام خاصة بعد أحداث 11/ أيلول، وما ارتبط به من تصريح للرأي العام عن وجود علاقة وطيدة بين الإسلام والإرهاب، وأن الإسلام والمسلمين من أهم الأسباب المُهدِّدة للديمقراطية والمُعرقِلة لعجلة التقدم، ليخرج بعدها مصطلح يُعد من المصطلحات المعاصرة المستحدثة ألا وهو "الإسلاموفوبيا" الذي يمثل بتعريفه للناس أن الإسلام وتعاليمه يسبب "فوبيا" – خوف - وأنه دينٌ لا يمكن التعايش معه ولا بهِ مع هذه الحضارة الماديّة. وهو ما شكل لاحقًا عداوة ما أنزل الله بها من سلطان على الدّين الإسلامي والعرب. واليوم تعرض القنوات الإخبارية بصورة مبهرة ومثيرة وقد تكون مفزعة .. النقاط السوداء الناتجة عن تعابير بعض الطوائف والجماعات المُنتسب فعلها – طوعًا أو قسراً – إلى المجتمع الإسلامي، مستكملةً جذورها العدائية لهذا الدّين، على نفس النهج والوتيرة ولكن بأساليب مستحدثة. ليبقى الوجه الجميل لهذا الدين تحت السيطرة بضموره في أذهان الكثير من الناس.. حتى انطبع لدى الغالبية ليس الغربيين فقط بل أيضا عربًا ومسلمين أن هذا الدّين فيه من النصوص "المُخيفة" ما يكون أبعد عن قيّم الحضارة الإنسانيّة. أي بهذه الوسائل المُغرَّضة استطاعت بعض الجهات تضخيم حوادث وصورة شاذة لا تبت للإسلام بأي صلةٍ، ثم نشرها بشتى الطرق والأساليب، سواء إن كانت على شكل أخبار، أم تقارير، أم مسلسلات وأفلام، وحتى عن طريق التطبيقات المختلفة، تقوم بعرضها بصورة يسرب فيه الخوف والنفور إلى النفوس، ولكن هذا ليس بمبرر لكل إنسان فَطن أن تعميه هذه الإعلانات المُغلّطة -مهما قَبُحت- عن أصول الدين الحق وتعالميه الخيّرة لكل زمان ومكان، مهما تقدمت الأمم ومهما وصلت إليه من تطورات في مختلف المجالات، سيبقى في إعلامها شيئاً "مفقوداً".
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير