النسخة الكاملة

العضايلة بين متغيرات الأزمة وثوابت المهنة

الخميس-2020-09-04 03:03 pm
جفرا نيوز - جفرا نيوز - خاص 
يجهد وزير الإعلام أمجد العضايلة للحفاظ على أداءٍ تواصلي عُرف به منذ بواكير دخوله في مهنة المتاعب، وسط معيقات فرضتها جائحة، لم تستنثني حتى الإعلام من تأثيراتٍ أدخلت بعض مؤسساته في أزماتٍ، لم تقف حدودها عن التحديات المالية.
ويمشي العضايلة، كما يشخّص عديدون، على حبل مشدود في معادلة الإعلام والوزارة، في وقتٍ أصبح الاتصال فيه أكثر إلكترونية، وانحصرت المعلومات في ميدان كورونا، ولم تخرج مصادرها عن الطبي والصحي والاقتصادي.
العضايلة، الذي عرف عنه قربه من الإعلاميين وتواصله الدائم معهم، عزز منذ قدومه إلى كرسي الوزارة عنصر التفاعل والانفتاحية مع الوسط الإعلامي، ليس بأدواته التقليدية فحسب، بل الإلكتروني الحديث، ما دلل على قدرته على التكيّف الاتصالي والمعلوماتي، ليصبح من أكثر الشخصيات العامة الفاعلة على منصات التواصل الاجتماعي.
بين الإعلامي والسفير والوزير، يجد العضايلة أن التواصل والانفتاحية والتواضع هي القواسم الثابتة في شخصية من يجمع المناصب الثلاث، دون أن ينزع عباءة المهنة في بلاط صاحبة الجلالة.
هذه التركيبة ورغم الدور الإنسيابي لشخصية العضايلة بين مناصبها الثلاث، إلا أنه لا يزال يرى نفسه بمرآة القلم والورقة، التي هي ساحة الإعلام، وإن تحوّل القلم اليوم لكبسات إلكترونية وتجاوزت الصفحات حدود الورق لشاشة ضوئية تتبعها العيون بين الهواتف والحواسيب.
العضايلة، القادم من خبرة استشارية طويلة في الديوان الملكي وتبعها بعمل دبلوماسي رفيع سفيراً في أنقرة وموسكو، لا يزال يحافظ على تلك الصورة التي يحتفظ بها كل من عرفه من سنين، هادىء، دمث، دافء وعدو العصبية.
ولم تخطف الشاشة العضايلة عن صفحات الصحف، ولم يميل كغيره للتواصل الاجتماعي على حساب غيره، بل أن الحبل المشدود الذي يسير عليه حرص أن يكون متوازناً بين الإعلام وأهله ووسائله.
وحتى لا يكون المديح تملقاً، ولا يفهمه أخرون تلميعاً، فإن هناك من يعتب على "أبو غسان" كما يناديه الجميع تحبباً، وهو حق لكل من يعمل تحت مظلة الإعلام وفي رحاب مؤسساته، على وزير عليه من المسؤولية تجاههم وقضاياهم.
الجميل أن العضايلة يسمع النقد ويستمع للعتب بصدر رحب وبلا ردات فعل، بل لا يتخندق أبداً خلف المنصب إذا كان قبيله إبن المهنة، طالما أن غضبه مشروع وعتبه مبرر، لكنها "كورونا" كما يدرك ويعترف حتى العاتبون أنها لم تبقي ولا تذر قطاعاً إلا أصابته بسهم، وقللت من فرص المناورة أمام المسؤولين عنه وحدت من خياراتهم.
ولو كان الظرف غير الظرف والأزمة ليست بذات حدتها التي نمر بها ولا بحجم تأثيراتها الشاملة على الجميع، لقلنا أن هناك تقصير، لكن المنصف يرى الجهد الذي يجهد العضايلة لأدائه، ويدرك أنه في أدنى الحدود يسمع ويستمع ويتقبل حتى أشد النقد، في مبادىء وقناعات بأن المنصب العام لا يحميه سياج وطالما أنك تجلس على كرسي الوزارة فعملك مكرّس للصالح العام والقطاعي.
بين كل هذه الدوامة وقبلها وبعدها، يبقى وزير الإعلام في قناعة وإيمان من يجلس على كرسيه، ليس ناطقاً رسمياً فقط بل وناقلاً إعلامياً لهموم الناس ووجهات نظرهم، يتحملهم حتى لو تمادى البعض في ردودٍ وتعليقات تجاوزها العضايلة على صفحته الشخصية على توتير بتمنيات الخير حتى لمن دعاء له بغيره.
هذا هو الإعلام، ساحةً معركة الرأي وحروب الكَلِم، لو حققت فيها النصر فإنك لا تخرج منها إلا مصاباً بسهام، لا تدوم أثارها طويلاً بينما يبقى الأداء فيها هو الثابت والماثل.