اتفاق تهدئة جديد
الخميس-2020-09-02 07:28 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز ـ كتب - حمادة فراعنة
توصلت حركة حماس لاتفاق تهدئة جديد بوساطة قطرية مع المستعمرة الإسرائيلية، وإن كان ليس جديداً في مضمونه ولكنه يحمل مكاسب معيشية جديدة في سياق المطالبة بإنهاء الحصار الشمولي الظالم المفروض على قطاع غزة منذ تولي إدارة حركة حماس المنفردة للقطاع على أثر الانقلاب العسكري الذي قامت به في حزيران 2007.
حركة حماس تعمل على كسر الحصار الإسرائيلي مقابل التهدئة مع العدو، لأهداف سياسية وتنظيمية، بهدف الإقرار بدورها القيادي والقبول بها كطرف واقعي يمكن التفاوض غير المباشر معه، والتوصل معها إلى تفاهمات واتفاقات تملك مصداقية تنفيذها والالتزام بها خاصة ان حماس تستعمل الأدوات المدنية غير المسلحة لمناوشة العدو، بدأت بمسيرات العودة وحققت نتيجة مالية لتغطية رواتب العاملين المتفرغين لدى نظامها وادارته، بموافقة وتدقيق إسرائيلية كاملة، مقابل وقف مسيرات العودة التي استنزفت مهمتها باتفاق حمساوي إسرائيلي قطري.
وانتقلت حركة المشاغبة الحمساوية للعدو الإسرائيلي عبر البلالين الطائرة المشحونة المفخخة، وحققت غرضها وفرضت مكاسب جديدة إضافية لحركة حماس في خلخلة جدار الحصار الإسرائيلي: زيادة المنحة القطرية، مشاريع بنية تحتية، فتح المعابر وادخال الوقود، توسيع مساحة الصيد، صرف المنحة خلال 48 ساعة، إدخال مساعدات طبية لمواجهة الكورونا، مقابل ضبط حماس للحدود ومنع إطلاق البلالين والصواريخ.
المستعمرة الإسرائيلية ليس لديها حسابات عسكرية لإنهاء سلطة حماس، بل هي حريصة على بقائها، بهدف استمرار الانقسام الفلسطيني وتغذيته مع حرصها الدائم على تقليص قدرات حركة حماس القتالية كُلما لمست تطور في قدرات حماس كما فعلت في حملات الاجتياح المتكررة في 2008 و2012 و2014، بشكل منظم ومدروس ومحدود.
المستعمرة تعمل بالابتزاز في التوصل إلى تفاهمات التهدئة كلما تعرض محيط قطاع غزة للإزعاج، وكلما شعرت حماس بالاختناق وحاجتها لمزيد من الإنجازات التدريجية كما حصل حالياً.
استجابة المستعمرة للاتفاق الجديد يعود لأسباب ميدانية لها علاقة بوقت فتح المدارس الإسرائيلية بالمناطق المحيطة لقطاع غزة، ومرض الكورونا، ولأسباب سياسية هدفها عدم خطف الأَجواء عن الجهود الأميركية لفرض التطبيع على بعض العواصم العربية، فالعنوان المطلوب إسرائيلياً وامريكياً، مظاهر السلام، واختراق العواصم العربية والتطبيع، وليس الصدام والاقتحام وعناوين الدم والحرق والدمار، ولذلك تمت الاستجابة لبعض شروط التهدئة تحقيقاً لنجاحها وخدمة للوساطة القطرية التي تعمل في إطار تفاهم ومسار مختلف عن خط التطبيع، بدون التعارض معه، ولكنه مكملاً لأهدافه.
اتفاق التفاهم الفلسطيني الذي تم يوم السبت 29/8/2020 لعقد الاجتماع القيادي للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية 13 يوم الخميس 3/9/2020 موزعين على ثلاث محطات عبر الفيديو كونفرس من رام الله ودمشق وبيروت، جرت محاولات تأجيله لأسباب أمنية، وخشية استهداف سفارة فلسطين، ويبدو أن تطمينات توفرت للحماية ولذلك تم تثبيت الموعد بمشاركة إسماعيل هنية وزياد النخالة من بيروت.