النسخة الكاملة

"الاستراتيجيات": ظروف كورونا ضخّمت مستويات التحصيل بالتوجيهي

الخميس-2020-08-23 04:47 pm
جفرا نيوز - جفرا نيوز-  أصدر منتدى الاستراتيجيات الأردني تقريراً ضمن سلسلة تقارير المعرفة قوة بعنوان "نتائج الثانوية العامة لعام 2019 – 2020: قفزة كبيرة في معدلات التحصيل دون مبررات"، وتضمن التقرير استعراضاً وتحليلاً لنتائج الثانوية العامة في الفرعين الأدبي والعلمي لهذا العام.
وبين التقرير الذي وصل هلا أخبار، نسخة منه مساء الأحد، أن طلبة الفرع العلمي الحاصلين على معدلات أعلى من 95 بالمئة قد بلغت عدادهم قرابة 8,048 طالب، فيما حصل 2,244 طالب من الفرع الأدبي على معدلات أعلى من 95 بالمئة، مبيناً بأن المعدلات أخذت بالارتفاع بشكل جلي منذ العام الدراسي 2018-2019.
وأشار التقرير إلى أن أعداد الطلبة الذين يحصلون على معدلات مرتفعة بدأت بالزيادة بشكل واضح منذ العام الأكاديمي 2018-2019. حيث تضاعفت اعداد الطلبة الذين حصلوا على معدل 95 فما فوق بشكل لافت لم يرتبط بتطورات في العملية التربوية او تطورات من شأنها تفسير هذه الزيادات في كافة الفروع، إذ ارتفعت أعداد الطلبة النظاميين المتقدمين لامتحان الثانوية العامة العلمي بنسبة 18.4% في العام 2020 مقارنة بالعام 2019، وبنسبة 17.7% لطلبة الفرع الأدبي.
وبالنسبة إلى الزيادة في عدد الطلبة الحاصلين على معدلات مرتفعة في الفرع العلمي، بين التقرير ان فئة من حصل على معدل ما بين 95 -98% ازدادت بنسبة كبيرة ومضطردة. في حين ارتفعت نسبة الطلبة الذين حصلوا على معدل 99 فما فوق من 1% من مجموع الطلبة المتقدمين للحصول على الثانوية العامة في عام 2019 الى 1.4% في عام 2020، أي بنسبة 40%.
وأكد التقرير على ضرورة دراسة الأسباب وراء الازدياد في معدلات الثانوية العامة وخاصة الفرع العلمي منها، خاصة وأن الارتفاع في معدلات الطلبة لم يرتبط بتطورات في العملية التربوية أو تطورات من شأنها تفسير هذه الزيادات في كافة الفروع باستثناء التغيير في طبيعة الامتحانات وآليات التصحيح، مشيراً إلى أن هذه الزيادة في المعدلات تتعارض مع توجهات استراتيجية التنمية البشرية التي دعت الى زيادة الطلبة في التخصصات التقنية نظرا لأن ذلك ينسجم واحتياجات سوق العمل وفرص العمل المستحدثة.
وبين التقرير بأن طبيعة الامتحانات والتركيز على صياغة الأسئلة المباشرة ومتعددة الخيارات وسهولة التوقع والتحضير لها بسبب الظروف التي رافقت جائحة كورونا خلال العام الدراسي الماضي أدت الى ما يمكن وصفه بـ "التضخم" في مستويات التحصيل. مشيراً إلى أن هذا سيؤثر بدوره على خيارات الطلبة ويفتح لهم آفاقا لم تكن متاحة في ظل الظروف الطبيعية. كما أن العلامات المرتفعة والمحصلة دون تبرير واضح ستؤثر على مصداقية امتحان الثانوية العامة والذي يشكل علامة فارقة في حياة الطلبة في الأردن.
وأكد التقرير الصادر عن المنتدى على الحاجة الماسة للنظر في سبل تطوير برنامج الثانوية العامة وكافة برامج التعليم المدرسي لتصبح مبنية على قياس المهارات التي يجب ان يكتسبها الطلبة قبل الدخول في التخصصات التي يرغبون دراستها في الجامعات بدلاً من أن تكون مبنية على استذكار المعلومات والتعليم التلقيني، كما طالب التقرير بالتدخل المبكر لفرز الطلاب الذين يمكن ان يختاروا تخصصات مهنية قبل الوصول مرحلة الثانوية العامة، مشيراً إلى المفارقة في أن تحصيل العلامات المرتفعة رافقه نسبة رسوب عالية نسبيا بلغت حوالي 43.5%، وهذا دليل على سوء الاختيارات وتأخير اتخاذ قرارات في الأوقات المناسبة تتلاءم وقدرات الطلبة في كافة الفروع ، حيث أكد التقرير على ضرورة أن تكون الاختبارات في مراحل معينة صارمة وقادرة على قياس القدرات.
وأوصى التقرير بالعمل على تطوير برنامج الثانوية العامة بناءً على دراسات مبنية على بيانات تفصيلية لمعرفة خصائص الطلبة وظروفهم الاجتماعية والاقتصادية لتفسير ارتباط هذه العوامل بأداء الطلبة في الامتحان، كما أوصى بالتفكير بالبدء في تنظيم امتحانات القبول في الجامعات على غرار الدول المتقدمة التي تشترط على الطلبة تجاوز اختبارات الكليات التي يرغبون الانضمام اليها في الجامعات الى جانب الثانوية العامة والذي من شأنه المساهمة في تنظيم عمليات الالتحاق بالجامعات وتحسين الجودة والكفاءة.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير