النسخة الكاملة

من سيحمل لواء الدراما الأردنية بعد اليوم؟، الطويسي: أحد أوجه القوة الناعمة للدولة، عيسى:متفائلة، والحجاوي: الوضع مأساوي

الخميس-2020-08-22 12:55 pm
جفرا نيوز -

جفرا نيوز - موسى العجارمة

ذكريات حملها المواطن الأردني بقلبه ووجدانه طيلة السنوات الماضية بعد مشاهدته لمسلسلات درامية عكست صورة القرى الأردنية والحياة الريفية والبوادي بكل حرفية وأمانة. 

مسلسلات درامية لم يبقَ منها سوى الاسم والذكريات، وسط محاولات المنتج الخاص لقيادة المعركة بجهوده الذاتية، دون وجود توجهات حكومية حقيقية على أرض الواقع من أجل إعادة نهوض الدراما الأردنية التي كانت المكان الذي يطمح به الفنان العربي من أجل صناعة نجوميته في حقبتي الثمانينيات والسبعينيات. 

"العلم النور وأبو عواد وأم الكروم والسقاية وقرية بلا سقوف ونمر بن عدوان ورأس غليص وسلطانة وضحا وبن عجلان وبقايا رماد" لم تكن تلك الأعمال كفيلة لإقناع الجهات المسؤولة عن الحركة الفنية بأن الأردن مليئاً بالطاقات الإبداعية ولديه القدرة على إنتاج العمل الدرامي الكامل والمتكامل. 

*من سيحمل لواء الدراما الأردنية بعد اليوم؟ 

 سؤال نضعه أمام الأشخاص الذين عملوا بكامل وسعهم على تجميد الحركة الفنية، ووضعوا العراقيل أمام الفنان المحلي وأخذوا بيد الدراما الأردنية إلى الرمق الأخير، دون توظيف حسهم الوطني والأخلاقي تجاه هذا القطاع الذي لا يقل أهمية وشأناً عن باقي القطاعات الأخرى.

*الطويسي: الدراما أحد أوجه القوة الناعمة للدولة والمجتمع

وزير الثقافة الدكتور باسم الطويسي يقول لـ"جفرا نيوز"، إن هناك أهمية كبيرة لعودة الدراما التلفزيونية الأردنية وتوفير البيئة الملائمة لازدهارها؛ لكونها أحد أوجه القوة الناعمة للدولة والمجتمع، مشيراً إلى أن التلفزيون الأردني قد بدأ بإنتاج أعمال درامية جديدة.

"ومن هذا المنطلق تعمل المؤسسات الإعلامية والثقافية العامة الممثلة بوزارة الثقافة ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردني ومكتب وزير الدولة لشؤون الإعلام ونقابة الفنانين، من خلال البرنامج الوطني لتنمية الدراما الأردنية والذي يهدف على استعادة الدراما ودعمها بالكامل"، وفق الطويسي.

وختم الطويسي حديثه: نتطلع من خلال البرنامج الوطني لتنمية الدراما، بأن نشهد أعمال درامية أردنية تتزامن مع مئوية الدولة الأردنية وتسهم بتقديم الرواية الوطنية التي تلخص أحداث المائة العام في مختلف الجوانب السياسية والاجتماعية والثقافية المختلفة. 

الفنانة القديرة عبير عيسي أبدت تفاؤلها الكبير بعودة التلفزيون الأردني إلى عالم الإنتاج، على الرغم من أنها قد اعتذرت عن المشاركة بالمسلسل الذي ينوي تنفيذه للموسم الرمضاني القادم؛ بسبب ارتباطها بعمل فني آخر، مشددة على ضرورة تشجيع عودة التلفزيون الأردني إلى عالم الإنتاج.

ونوهت عيسى أثناء حديثها لـ"جفرا نيوز"، بأنه ينبغي على الجميع النظر إلى نصف الكأس الممتلئ من الماء؛ لكون التلفزيون الأردني عاد للإنتاج وهناك أربعة أعمال للمنتج عصام الحجاوي، ومسلسل آخر للمخرج كارو اراراد، مشيرة إلى أن شعور التفاؤل خلال هذه الفترة بات مطلوباً، والفنان الذي لم يحظَ له النصيب بالمشاركة في مسلسل التلفزيون الأردني الجديد سيكون متواجداً بالمسلسلات القادمة.

وأضافت أن الدراما الأردنية في كل عام تكون حاضرة لو بعمل أو عملين على الأقل، وكان آخرها مسلسلي الخوابي ورياح السموم اللذان حققا تأثيراً كبيراً، مؤكدة أن الدراما الأردنية خلال الموسم القادم ستكون حاضرة بعدد من المسلسلات.
*الحجاوي: الوضع مأساوي ! 

المنتج الأردني عصام الحجاوي يؤكد لـ"جفرا نيوز" أن إعادة إحياء الدراما الأردنية من جديد لا تقتصر فقط بإنتاج مسلسل من مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردني، إنما تتمثل بوجود قرارًا سياسياً يتضمن بوجود استراتيجية  لدعم الفنان والحركة الفنية الأردنية لكي تعود في أوج تألقها، مبيناً أن الوضع الإنتاجي في الأردن مأساوي ولا يبشر بالخير. 
   
وفيما يتعلق بالأعمال الدرامية الاردنية التي ستكون حاضرة على الشاشة، قال الحجاوي إن هناك مسلسل بدوي معاصر بعنوان جلمود الصحاري تأليف د.سليمان أبو شارب وإخراج رولا حجي، ومسلسل لعبة انتقام تأليف نورا الدعجة وإخراج حسام الحجاوي، والمسلسل المتصل والمنفصل بلاقي عندك شغل للكاتب سليمان أبو شارب،  والذي سيقوم بإخراجه عدة مخرجين، إضافة لمسلسل كروم العلالي المزمع تصويره خلال شهر 12 القادم،  والذي قام بتأليفه الكاتبة وفاء بكر ومن المنوي أن يقوم بإخراجه سائد هواري.

وأكد الحجاوي في نهاية حديثه لـ"جفرا نيوز" أنه عقد العزم على إعادة إحياء الدراما الأردنية واستمراريتها في كافة المواسم ووضعها على الخارطة لكي تعود كما كانت بالسابق، مضيفاً أن مسلسل لعبة انتقام تم تصويره في ذات اليوم الذي انهى به تصوير مسلسل جلمود الصحارى، وهذه سابقة تحدث لأول مرة في الوطن العربي، بأن تنتقل شركة إنتاج فنية من عمل لآخر بأقل من 24 ساعة. 
 
يذكر أن الدراما الأردنية قدمت على مدار سنوات عديدة مجموعة من المسلسلات الدرامية التي حققت نجاحًا عربياً غير مسبوق في ابان  الثمانينات والسبعينات ، لتكن من أهم الأماكن لصناعة النجوم والأكثر تواجداً على القنوات العربية آنذاك.

"أم الكروم وأبو عواد والسقاية وحارة بلا سقوف" أعمال درامية علقت بالقلب والذاكرة طيلة سنوات عديدة وما زال المشاهد الأردني يتابعها بشغف كما شاهدها أول مرة دون كلل أو ملل، كحال أبطاله الذين ما زالوا حاضرين بالقلب والذاكرة أمثال: (رشيدة الدجاني وحسن إبراهيم و نبيل المشيني وربيع شهاب).

وباتت الدراما الأردنية اليوم ما بين المد والجزر وسط محاولات من المنتج الخاص لإعادة إنعاشها من جديد دون وجود نتائج تحقق الطموحات وتلبي الرغبات بالتزامن مع تصدر المسلسل السوري والمصري الشاشة العربية بجانب العمل البدوي الأردني.