النسخة الكاملة

مسؤولية إستثنائية في ظرفٍ إستثنائي .. فلا تُجامِل

الخميس-2020-08-18 05:27 pm
جفرا نيوز - جفرا نيوز - كتب - نشأت الحلبي 
حتى الآن لم أقرأ برنامجاً إنتخابياً لمرشحٍ ليقنعني به كمواطن، وليكون رافعته الأساسية الى قبة البرلمان ليمثلني. عشيرتي وعائلتي تعنيني، لكن وطني يعنيني أكثر، والوطنية ليست أغانٍ وشعارات. في الانتخابات هناك كثيرٌ مما يقال حتى لو كان جارحاً، لكن بلدنا على مفترف طرق تاريخي بين جائحة #كورونا وتوابعها لا سيما الإقتصادية "الكارثية" منها، وبين إقليمٍ يشهد تسارع أحداث ستغير وجه الجغرافيا السياسية، فهناك لهيبٌ في سوريا والعراق، ولبنان يئنّ تحت وطأة تفجير ٍكاد يمحي العاصمة بيروت عن الخارطة، وصراعٌ آخر في ليبيا القريبة البعيدة في آن، وخلافٌ بين الأشقاء في الخليج، وتقويض للتاريخ في فلسطين المحتلة، ونِيلٌ يحاولون تجفيفه و"تعطيش" مصر الكبيرة، وسودانٌ تتغير ملامحه بعد انسلاخ جنوبه وثورة لم تتضح بعد ملامح مستقبلها، وفوق هذا وذاك هناك صراعٌ باردٌ من نوع آخر بين "كبار العالم" عنوانه الوباء والدواء، وتفاصيله يتلاعب فيها "شياطين"! ليس هذا كل شيء، بل هناك الكثير الكثير مما يقال، ويبقى أن بلداً مثل بلدنا، لم ولن تَقُمْ له قائمة إذا لم يحمل مسؤولية قرارنا من هُم مؤتمنون على مستقبلنا فكراً ونهجاً وبُعد نظر ورؤية. لن نُجامل "هذا" لأنه ابن عشيرتنا، ولن نصوت لذاك لأنه صديقنا وقريبنا ونسيبنا، ولن نكتب إسم فلان وعلان شفقةً عليه حتى يُحصِّل بعد دورة أخرى منصباً رفيعاً لنتفشخر به، ولن "يمون" علينا ابن مسؤولٍ أو شقيقه أو قريبه لأنه يرى، حسب وجهة نظره، أن مصلحتنا تكمن هنا أو هناك..! الإختبار السياسي المقبل على الأردن هو الأقسى والأكثر إستثنائية في ظرف لم تمر إستثنائيته على العالم عبر التاريخ، فلنكن على قدر المسؤولية لنحمي بلدنا ومستقبل أبنائنا.