النسخة الكاملة

ماذا كتب حتر عن الشيخ والفيصلي؟

الخميس-2020-08-17 10:27 am
جفرا نيوز - جفرا نيوز- كتب المرحوم ناهض حتر مقالا بتاريخ  ٤-٦-٢٠٠٨ فيما يلي نصه:
على رغم أنني أتابع ، مهنيا وفكريا، عملية التفكيك الليبرالي للدولة الأردنية ومجتمعها وقيمها، فإنه لم يخطر لي أن الأمر قد وصل إلى حد إجبار الشيخ سلطان العدوان على الاستقالة من رئاسة نادي الفيصلي. 
أنها لحظة مريرة أشعرتني ، شخصيا، بالإهانة والقلق . ولا يتصل الأمر بناد رياضي أو بشخص ، بل بالمعنى. فالنهج الليبرالي الذي يخصخص المؤسسات والخدمات ويعرض الممتلكات الوطنية للبيع ، يقوم ، في الوقت نفسه، بتأميم السياسة والمجتمع المدني وكل مظاهر الحياة المدنية ، وحتى الرياضة. وبعد أن أصبح ممنوعا على المواطنين، عمليا، اختيار ممثليهم إلى البلديات والبرلمان ، لم يعد مسموحا حتى لأعضاء نادي رياضي وجماهيره باختيار رئيس ناديهم! 
أعضاء " الفيصلي" ومشجعوه لم يوافقوا على استقالة الشيخ سلطان العدوان ، لكنهم ، حسب الشيخ نفسه، ما كانوا يعلمون بأن هنالك ضغوطا سياسية قوية على الشيخ للمغادرة . وعلينا أن نلاحظ أن ما أبداه جمهور واسع من الإصرار على استمرار العدوان في منصبه ، لم تأخذه جهات القرار بعين الاعتبار . فلا أحد يهتم لرأي الناس. 
للشيخ العدوان ، إضافة لنبله الشخصي وإخلاصه وأياديه البيض على الرياضة الأردنية، مكانة اجتماعية ومعنوية وعشائرية، كنا نظن أنها تمنع أيا كان من المساس بعباءته . فالرجل الذي تحمل مقاطع اسمه انتسابا إلى والد بعلوّ المغفور له ماجد العدوان ، وجد في مستوى المغفور له سلطان العدوان ، صان هذا النسب الكريم، شرفا وتواضعا ، فحاز ، مثل والديه، محبة الأردنيين الأصيلة . وكنا نظن ، حتى الأمس، أن تلك الأشياء التي لا تقدر بثمن ، تشكل حصانة للرجال المتجذرين في تراب البلد وخدمته والدفاع عنه . غير أنه تبين أنه لم تعد ، في بلدنا ، حصانة إلا لرجال البزنس المتاجرين ، علنا ، مع الاحتلالين ، الأميركي و" الإسرائيلي" . 
المؤسسات أهم من الأفراد بالطبع . ولكن هنالك لحظات يصبح الفرد أهم من المؤسسة ، ذلك حين يكون هو خلاصة معناها. وقد كان من الطبيعي أن يستقيل الشيخ الجليل هذا العام أو العام المقبل ، ليأنس إلى الراحة في شيخوخته . ولكن هذا 
الطبيعي مرتبط بأن يكون القرار قراره أو قرار النادي الفيصلي .. أما أن يكون مضطرا تحت الضغوط للاستقالة ، فهذا يعني أن المطلوب ليس رأس الفرد ولكن رأس المؤسسة . ولذلك ، كان على الشيخ ، البقاء ورفض الضغوط ، مهما كان الثمن. 
ونحن نعرف أن نجل ماجد العدوان ، لا يخاف على نفسه ، وإنما على النادي الفيصلي. ولكنه منطق لم يعد له معنى في ظل اللا منطق الذي يعيشه الأردن. ولذلك، فإنني ، كمواطن من جمهور" الفيصلي"، أرفض استقالة الشيخ ، وأطالبه بالعودة عنها ، مهما يكن . فقد آن الأوان ، ولاء للأردن، أن نقول : لا.