ثقافة كورونا
الخميس-2020-08-11
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - د باسم تليلان
كورونا ذلك الفيروس الذي رافق البشر منذ زهاء ثمانية اعوام و ظهر بشكله الجديد نهاية عام 2019 بصورة مخيفة وانتشار سريع ارجع الى الاذهان مرض الكوليرا والطاعون الذي استخدم كسلاح بيولوجي خلال القرن الماضي ولكن كان المختلف السلوك الاجتماعي العام في العالم فقد كان موحدا وقسريا ، استردت فيه بعص النظم الشمولية قبضتها الامنية على شعوبها لتنفرد بالسلطة كيف تشاء . ومع هذا بقي التساؤل هل سيبقى تأثير كورونا في سلوك جميع شعوب العالم ايجابيا وخصوصا الدول النامية بعد انقضائه ؟؟؟
نحن في الاردن قبل كورونا اضطر المصلحون الاجتماعيون الى الدعوة الى انشاء حواجز حديدية في المقابر لمنع التقبيل فوضعوا ماسورتين من الحديد تمكنك من المصافحة ولا تمكنك من التقبيل اطلاقا ولكن بالرغم من ذلك كنا نشاهد نشميا (متشعبطا )على الحديد يصر ان يقبل الوجنتين ويضم الضلوع بالرغم من تلك الحواجز وذلك تمسكا بالموروث الاجتماعي الذي يعبر عن المحبة العربية وهو التقبيل وفق اعتقاده...و خلال كورونا و سريان امر الدفاع و التشدد على المواطنين حتى بلبس الكمامات واجراء تعقيم الماء و الهواء تحدث كارثة بيئية صحية في الاردن و يتسمم قرابة 900 مواطن ويتوفى اثنان و لا يستقيل على اثر هذه الكارثة اي مسؤول سواء وزير الصحة او الزراعة او البلديات او امين عمان بالرغم من وجود مستودع للدجاج لايصلح لشيء وفق الصور المنتشرة فاين كانوا الموظفين والمختصين واين الحكومة التي فرضت طقوسا اجتماعية تقدمية قسرية و خسر السوق الاردني المليارات من هذه الاجراءات الوقائية ام ان التسمم حصل في دولة اخرى
فهل سنشهد التزاما دائما بثقافة كورونا في المجتمع ام ان حليمة مستعدة فورا للعودة الى عادتها القديمة فهل سيلتزم عامل المطعم بلبس الكفوف لعدم نقل اي عدوى وهل سيلتزم كنترول الباص بارتداء القفازات وهل سيلتزم الناس بالافراح والاحزان بالابتعاد عن التقبيل والتباعد فيما بينهم وهل ستلتزم مؤسسة الضمان الاجتماعي والبنوك بتعقيم الكاونترات هل ستزيد المراقبة على الطعام والشراب وهل سيخضع المقصف المدرسي الى رقابة شديدة ام سيترك مثل الدجاج المسمم الذي اودى بارواح الابرياء
ربما اننا بحاجة الى سياسه حكومية لترسيخ ثقافة كورونا من خلال الوزارات الغائبة في ازمة كورونا وابرزها وزارة الثقافة ووزارة الشباب وتتلوها الاوقاف ووزارة الصحة بالدعوة المنهجية لبناء ثقافة جديدة تستند الى التعقيم وتخفيف الاختلاط او اجراء الوقاية الدائمة المبنية على الوعي والثقافة وخصوصا لدى الشباب وتفعيل دور الشباب بادارة الازمات سوا ء في المجتمع ككل او في الاسرة الصغيرة ويصبح دليلا لتخفيف الاثر النفسي للحجر و ترك العمل وقلة المال والحيلة
وبحاجة الى حكومة قادرة على تطوير اداء القطاع العام ورقابته على الغذاء والدواء و وغرس الشعور بالمسؤولية الوطنية و الالتزام بالمسؤولية المجتمعية لدى جميع الموظفين.