العضايلة: أعداد الدخلاء على الصحافة تضاعفت
الخميس-2020-08-11 12:59 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز- أكد وزير الدولة لشؤون الإعلام أمجد عودة العضايلة، أن من بين أسرار نجاح التجربة الإعلاميّة الأردنيّة في ظلّ جائحة كورونا، المصداقيّة والشفافيّة في تقديم المعلومة للمواطنين، وتكريس ثقافة العودة إلى المصادر الرئيسة للمعلومات.
وأشار العضايلة خلال كلمة له في الجلسة الافتتاحية لملتقى قادة الإعلام العربي بدورته السابعة، الذي نظمه الملتقى الإعلامي العربي عبر تقنية الاتصال المرئي عن بُعد الاثنين، إلى أن المصداقية والشفافية بتقديم المعلومات هي من بديهيّات مهنة الإعلام ومن مرتكزات نجاحه أيضاً؛ مضيفاً "الجمهور اليوم يتمتّع بالذكاء ويميّز الغثّ من السمين، ووسائل الاتصال الحديث باتت ترصد للجمهور الوقائع وتنقل المعلومات، وبالتالي لم يعد هناك مجال لإخفاء الحقيقة أو ارتكاب الأخطاء".
وأضاف: "لم يعد هناك مجال لترك الساحة للغير، فالفراغ إن لم تملأه المعلومات الرسميّة والصادقة، سيملأه الآخرون بالمعلومات غير الدقيقة أو الكاذبة أو الإشاعات، أو الدخلاء على مهنة الصحافة والإعلام الذين تضاعفت أعدادهم في ظلّ الانفتاح وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي، فقد أصبح أي شخص يكتب ما يريد في الوقت الذي يريد؛ والخاسر بالطبع في هذه الأحوال هو المجتمع".
واستعرض العضايلة خلال مشاركته في الملتقى والذي يحمل عنوان "تحولات الإعلام في أوقات الأزمات" ملامح التجربة الإعلاميّة الأردنيّة في ظلّ جائحة كورونا؛ مبيناً أن الحكومة لاحظت خلال البوادر الأولى من الأزمة انتشاراً كثيفاً للإشاعات والمعلومات المغلوطة، والتي تتعلّق عادة بأعداد الإصابات، ومواقعها، وبالإجراءات المتّخذة للتعامل مع الأزمة؛ مما دعاها للتفكير بطريقة تضمن من خلالها الحدّ من هذا التدفّق السلبي للإشاعات عبر عقد إيجاز يومي من أجل ضمان تدفّق المعلومات الصحيحة أوّلاً بأوّل، ودون إبطاء، وعدم إعطاء مجال لانتشار الإشاعات أو المعلومات المغلوطة.
وأشار إلى الايجاز اليومي الذي كان يقدمه هو ووزير الصحة وبعض الوزراء المعنيّين، حيث كان الإيجاز في بداية الأزمة يُعقد يوميّاً لثلاث مرّات، في أوقات محدّدة، ثم مرّتين، وبعد ذلك مرّة واحدة في الساعة الثامنة مساءً.
وأكد أن ذلك نجح في جذب انتباه الجمهور من خلال هذا الإيجاز، وأصبح المصدر الوحيد للمعلومة أيضاً؛ "لدرجة أنّ المواطنين أصبحوا ينتظرون الساعة الثامنة مساء كلّ يوم لسماع آخر المستجدّات والمعلومات والقرارات".
ولفت إلى أن الحكومة استطاعت من خلال الإيجاز اليومي أن تحدّ بشكل كبير من انتشار الإشاعات والمعلومات المغلوطة، وأن تأخذ السبق والمبادرة في تقديم المعلومة الصحيحة في الوقت المناسب للمواطنين.
وتابع: "وحتى اليوم، ما زلنا وبحمد الله، المصدر الرئيس للمعلومة، وما زال الجمهور ينتظر بشكل يومي الموجز النصّي الذي تصدره رئاسة الوزراء ووزارة الصحّة حول مستجدّات وباء كورونا، وكذلك المؤتمرات الصحفيّة التي أعقدها برفقة الوزراء المعنيين مرّتين أو ثلاث مرّات خلال الأسبوع، بحسب مستجدّات القرارات الحكوميّة، ولا يقتصر الأمر خلالها على جائحة كورونا فقط".
كما أشار وزير الدولة لشؤون الإعلام إلى عقد عشرات اللقاءات الصحفيّة والتلفزيونيّة والإذاعيّة على مدار اليوم، إضافة للاستجابة لغالبيّة الطلبات التي تأتي من وسائل الإعلام، والإجابة على عشرات الأسئلة إمّا بشكل مكتوب أو شفويّاً أو حتّى تلفزيونيّاً، واللقاء مع إعلاميين يمثّلون مختلف القطاعات والمؤسّسات.
وأكد أن الأردن وفي سبيل دحض الإشاعات وتحصين المجتمع منها وبناء جيل مثقف يميز بين الخبر الصحيح والكاذب، أطلق الخطة التنفيذية للمبادرة الوطنية لنشر التربية الإعلامية والمعلوماتية للأعوام (2020-2023)، والتي تهدف إلى تطوير برنامج عمل لتحسين قدرة المجتمع في التعامل مع مصادر المعلومات والأخبار، وأدوات التكنولوجيا الرقمية، وإدماج مفاهيم التربية الإعلامية والمعلوماتية ومهاراتها في النظام التعليمي الأردني، ونشرها في المدارس والجامعات، وتضمينها أنشطة المؤسسات الثقافية والشبابية ومؤسسات المجتمع المدني، ونشر الوعي بها من خلال وسائل الإعلام وفي المجال العام.
ولفت العضايلة إلى أن التعامل مع الأزمات وتحديداً جائحة كورونا، أظهر حاجات إعلاميّة لا بدّ من التركيز عليها؛ ومن أهمّها: تدريب الإعلاميين وتأهيلهم، خصوصاً في مجال التعامل مع الأزمات، وكيفيّة نقل المعلومات والصور ومقاطع الفيديو وغيرها، بحيث لا ينتهك خصوصيّة الآخرين، ولا يتجاوز القانون، أو يتعدّى على أخلاقيّات مهنة الصحافة والإعلام.
كما أشار إلى مجموعة من التحولات الإعلامية التي لا بد من مواكبتها وبشكل استباقي في ظل ما أفرزته كورونا من واقع جديد يجب ان نتعايش معه في قطاع الإعلام وصناعاته ومن أهمها: تمكين وتدريب الناطقين الرسميين، وبناء قدرت إعلامية واتصالية في الوزارات والمؤسسات العامة تحديدا الخدمية، والاستثمار والتركيز على بناء القنوات التواصلية الالكترونية والاجتماعية للوزارات والهيئات الرسمية، والاستثمار أيضا في تكنولوجيا البث عبر الانترنت لمحطات التلفزة الوطنية، وتطوير البنية التحتية للانترنت باستمرار، والاستثمار في الحلول التكنولوجية التي تتيح العمل عن بُعد بأعلى مستويات الإنتاجية والإبداع، إضافة إلى وضع إجراءات وتعليمات تضمن حماية العاملين في قطاع الإعلام، المضطرين للعمل الميداني، ومن مقرات العمل باعتبار القطاع قطاعا حيوياً أو ما يتعارف عليه عالميا بـ essential business.
ودعا العضايلة في هذا الصدد القائمين على الملتقى أن يضعوا من بين التوصيات والمقترحات تعزيز القدرات، وتمكين الإعلاميين والإعلاميّات، خصوصاً في كيفيّة التعامل مع الأزمات؛ مؤكدا أن هذا لا ينتقص من شأن الصحفي أو الإعلامي، بل على العكس يزيد من قدراته وإمكاناته على تجاوز الأخطاء المهنيّة؛ "لأنّ عالم الصحافة والإعلام متجدّد ومتطوّر بشكل مستمرّ".
كما دعا جميع المشاركين في الملتقى إلى تبنّي ميثاق شرف صحفي حول كيفيّة التعامل مع الأزمات، وكيفيّة تسخير كلّ التقنيّات الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي لخدمة الجمهور خلال أوقات الأزمات.
وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط راعي الدورة السابعة من الملتقى افتتح الجلسة الأولى بكلمة أكد من خلالها أن المصداقية والمهنية من أهم الأسلحة لدى الإعلام العربي في هذه المرحلة التي تدور فيها الحروب على الفضاء الالكتروني بنفس القدر الذي تدور فيه في ميادين القتال.
واشار إلى أهمية المصداقية لدى المُتلقي بحيث يستطيع التمييز بين المنابر التي تتوخى الحقيقة وتنقل الواقع بأمانة، وبين التي تتخفى وراء مبادئ زائفة عن الحرية، مؤكدا أن المهنية هي شرطٌ لازم لارتقاء المؤسسات الإعلامية ومواكبتها للعصر عبر تعزيز قدرات الكوادر ومهارات العاملين في المجال الإعلامي وتسليحهم بأدوات الإعلام المعاصر، خصوصا في المجال الرقمي والتفاعلي.
ولفت أبو الغيط إلى أن الوطنية تظل شرطاً أولياً لازماً للإعلام الهادف لخدمة المجتمع وصيانة أمن الوطن والمواطن، وذلك عبر التعريف الأمين بالمخاطر المُحدقة به، والتهديدات التي تمس استقراره وبقاءه وازدهاره.
وتحدث وزراء الإعلام في مصر وعُمان والبحرين والأمين العام المساعد- رئيس قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية، ورئيس اتحاد إذاعات الدول العربية في الكويت، عن أهمية تأهيل وتدريب الكوادر الإعلامية في المؤسسات الإعلامية العربية للتعامل مع الحوادث والأزمات، وخصوصا بعد العديد من التحديات التي واجهتها هذه المؤسسات خلال جائحة كورونا.
كما اشاروا إلى دور الإعلام التقليدي في محاربة الإشاعات التي ظهرت على وسائل التواصل الاجتماعي خلال أزمة كورونا، وتطرقوا إلى سعي جامعة الدول العربية لإصدار ملحق يدون ويرصد تعامل الإعلام العربي مع الأزمة، ويبرز الدراسات العالمية حول الوباء وآخر الاكتشافات الطبية لإيجاد لقاح للفيروس، مشيدين بدور الأردن باحتواء فيروس كورونا والحد من انتشاره بين المواطنين.