النسخة الكاملة

"لنتكلم عن لبنان"

الخميس-2020-08-09
جفرا نيوز - جفرا نيوز - لنبتديء بالحقائق العلمية،مادة نترات الأمونيوم لا تشتعل ولا تنفجر بصاروخ،ولا بإشعال حريق قربها،ولا تنفجر إلا إذا أضيفت إليها مادة فيول أويل او الزيت الثقيل وهذا ما يفعله العاملون في المناجم والمحاجر،وبدون هذه الإضافة لا يجدي وضع صاعق أو فتيل أو شرارة،فهذه مخصب زراعي حتى أنه ليس له تأثير ضار او غير صحي على البيئة فهو سماد عضوي نيتروجيني بوضعه البلوري فقط لا غير.

وإذن فلنبحث عن حكاية أخرى غير هذه.

من المستفيد من هذا التفجير؟

واضح تماماً:إسرائيل طبعاً! كيف؟

ما حدث هو إطلاق رصاصة في ظهر حزب الله من الخلف بدل مواجهته على الجبهة من الأمام وترك حبله فالت يستعرض عضلاته ومراجله لجر إسرائيل إلى مواجهة في ظرف سياسي حرج،مواجهة لها عواقبها الوخيمة مهما كانت محدودة.

بضربة معلم تم تحييد حزب الله ليس عسكرياً فقط بل سياسياً أيضاً ،فهل سيقدم في ظل هكذا ظروف أن يضيف الألم إلى المهانة ويطلق رصاصة عبر الحدود؟.أما سياسياً فموقف نصر الله ولهجته هي تنصل وغسل لليدين حتى من الدولة ذاتها التي هو صاحب قرار ومكون رئيس فيها.

هذا التهرب من المسؤولية يشي بالحرج والرعب من المسائلة فأنت الذي تتبجح بالمساعدات الإيرانية السخية،عن أي طريق تصلك إلا عن طريق مرفأ بيروت؟

وكيف تستلمها إن لم يكن لك حضور هناك؟

هذا التنصل والإنكار والتنكر يشي بشيء واحد الخوف من الإدانة والخوف من تحمل المسؤولية،لا بل إنه يحث على استغلال الفزعة الدولية لتسوية الأوضاع،مما يعني أنه بالفعل في الزاوية الضيقة،وخسر آخر أسهمه بعد فشل تحالف عهده الحاكم على كل المستويات السياسي والاقتصادي والاجتماعي،وها هو حسان دياب يتوارى في ظل ماكرون ويمشي وراءه ككلب مطيع،وحسان هذا هو رجل نصر الله وحزبه،وقد نصبوه منقذاً ومخلصاً قبل وقوع الضربة.

وحتى دور المخلص لم يتقمصه نصر الله على عادته وأخلى الساحة لماكرون وللفزعة الدولية وترك الختيار وحيدا ليقلع شوكه بيديه المرتجفتين!

 لكن يا شيخ حسن لو أكلت الدودة منسأة عون فأنت أول المتهاوين!

على اية حال المستفيد بلا لُبس هو إسرائيل وأفدح المتضررين هو الشيخ حسن وحزبه.أما كيف ومتى ومع من؟فهذا ما ينبغي أن يكشفه التحقيق،مع التنويه أنه لا بد من متعاونين داخليين وهذا ليس صعباً في دولة ينخرها الفساد كلبنان.وربما تطال الإدانة بالفعل الطبقة السياسية التي تركت الشعب في العراء وانصرفت تجمع الملايين.

خطيئة نصر الله أنهم وظفوه كعكازة وأظهروه بمظهر الشريك الكبير المهيمن ليحملوه أوساخهم،وهو اغتر بذلك وظن أنه يحافظ على نفسه وحزبه من موقع القوة والهيمنة ولم يدرك أنه اصبح بالفعل جزءاً من منظومة فساد وأنه يقف معها على شفا جرف هارٍ سينهار به وبها.وهذا ما سيحدث قريباً إن لم يكن قد حدث فعلاً وها هو يتغنى بمؤسسة الجيش فماذا ستفعل حين تطلب منك تلك المؤسسة تسليم سلاحك؟هل ستذهب إلى حرب أهلية تكون فيها الخاسر حتماً لأن لبنان دّولت بالفعل وستجد نفسك في مواجهة العالم.

نزار حسين راشد