
جفرا نيوز - خاص
لم تغفل وزارة التربية والتعليم عن أداء دورها الميداني والمهني المقدس في القطاع التربوي، حيث تُكثف زياراتها الميدانية على محافظات إقليم الجنوب، فريق تلو فريق، ودون تفريق، زيارات ميدانية طويلة متفحصة ومتخصصة، اعتنقت ديانة المبيت من اجل المصلحة العامة ، وتلك الطامة ، سياسة التنفيع ، لأصاحب الشأن الرفيع وسُحقاً لمن ليس له شفيع.
اللافت للانتباه ، التركيز على إقليم الجنوب دون غيره ، واحتكار الزيارات لفئة دون فئة ، خروج الفريق مع المبيت للقيام بمهام روتينية ، ويمكن معالجتها من خلال مديريات التربية والتعليم المعنية بنفس الإقليم ، دون تكليف أو تكاليف.
لقد أثار اهتمامي الكتاب رقم 13/27/50575 تاريخ 11/12/2011 وتكليف فريق ليزور إقليم الجنوب من اجل إحصائيات الكتب المدرسية ، والمبيت خمسة أيام ، علماً أن الفريق المُكَلف ليس فنياً أو مختصاً باللوازم والكتب المدرسية وجردها ، وكان بالإمكان توجيه المديريات المعنية (أقسام اللوازم بتلك المديريات) للقيام بنفس العمل دون عناء ودون مبيت ودون تكاليف، وهل سيقوم الفريق الزائر لإقليم الجنوب من اجل إحصائيات الكتب المدرسية بإكمال المعروف وزيارة باقي مديريات التربية والتعليم في باقي أقاليم المملكة ولنفس الغاية دون مبيت ؟؟؟!!! أم أن التنفيع وسيلة وغاية وحيلة.
والتكليف الأكثر عبثيةً ، ذلك المتعلق بزيارات إقليم الجنوب لمتابعة تراخيص المؤسسات التعليمية الخاصة ، وهو الأقل كلفةً والحمد لله ، حيث أن المبيت فيه فقط أربعة أيام ، (كتاب رقم 5/5/50513 تاريخ 11/12/2011 ). والسؤال هنا وهو الأهم ، ألا يوجد أقسام تعليم خاص في مديريات التربية والتعليم لإقليم الجنوب ؟؟ وهذا من ضمن مهامها وصلاحياتها ؟؟!!!، الم يكن من الأجدر تكليف الأقسام المعنية في إقليم الجنوب لمتابعة تراخيص كامل المؤسسات التعليمية الخاصة وما يتعلق بها من إجراءات .
ما ذُكر، ليس أكثر من عينه بسيطة ، ولو تم البحث في حجم الزيارات الميدانية والمبيت لإقليم الجنوب خلال العام الواحد، لوجد متخذ القرار أن الأمور زادت عن حدها كثيراً ، وهل المهم أن ننهي العام المالي وموازنة الوزارة مستنفذة ، أم أن الوزارة تسعى لان تكون السباقة في ترشيد النفقات وسحق كامل موازنتها بأسلوب غير مبرر ؟.
إن الإدارة العامة تتطلب سعة الأُفق والإحاطة التامة بالتداخل بين الأدوار والمهام ، وحسن التدبير للمال العام ، وعدم تبديد الجهود ، والمسألة ليست مسألة نقد أو إبراز للعيوب ، بل تذكيراً يستوجب الحرص والتحقق المستمر، وعلينا أن نقف عند الجدوى التي قد نحققها من هذا القرار أو ذاك ، وزارة التربية ليست مرفقاً من مرافق التنمية الاجتماعية تعمل على تحسين الأوضاع المالية والمادية لموظفيها ، بل هي صرحاً شامخاً يستمد أنفاسه من رئة الوطن ، ويستثمر طاقاته لرفع شأن الوطن والمواطن .