النسخة الكاملة

"نهضة" في مهب رياح "تويتر وفيس بوك", "الاطلالة الرئاسية" لا تجدي نفعا, والدولة لا تختزل بشخص!

الأحد-2020-07-26 01:30 pm
جفرا نيوز - جفرا نيوز - شادي الزيناتي
سلسلة من الاحداث رافقت مسيرة حكومة الرزاز منذ توليها ادارة شؤون البلاد والعباد قبل اكثر من عامين, بدأت بفاجعة البحر وانتهت باغلاق مقرات نقابة المعلمين وتوقيف عدد من اعضاء المجلس, مرورا بغرق وسط البلد , وتراجع مستويات الحريات , تفاقم ملف المتعثرين ماليا, وتصاعد ملف التعيينات خارج اطار ديوان الخدمة والتنفيعات للمقربين والاصدقاء سواء بالتوزير او حتى بمواقع عليا وقيادية, اضافة للهبوط المدوي للاوضاع الاقتصادية بشكل عام
حكومة الرزاز التي خالفت ما جاء بكتاب السامي بما يخص الاصلاح السياسي, فلا هي قامت بتعديل قانون الانتخاب او الاحزاب او حتى اللامركزية, بل خرجت مرارا عن نصوص محاورها التي تتغنى بها "الانتاج والتكافل وسيادة القانون" فباتت نهضة الرزاز حبرا على ورق وفي مهب رياح "تويتر وفيس بوك"
اليوم الشعب الاردني وبعدما كان يامل ويعيش على حلم جميل تمثل بقدوم الرزاز للدوار الرابع , سرعان ما استيقظ من حلمه بل غفلته, وبات مقتنعا ان الرئيس الحالي سار على درب من سبقه وربما تجاوزهم بعدم قدرته على ان يكون رئيسا جامعا مانعا صاحب ولاية عامة كما كان يتغنى , وان كل شعاراته وكلامه "مدغدغ المشاعر" لا يعد كونه للاستهلاك الاستعراض والاعلامي
واصبح الشارع يتسائل عن جدوى بقاء حكومة الرزاز ومحاولات اطالة عمرها, على حساب تأجيل الاستحقاق الدستوري الاهم اليوم في البلاد وهي الانتخابات البرلمانية , ذلك المجلس الذي بات من المستحيل نظريا اعادة التئامه او عقده او تمديده, وان الخيار الامثل للدولة وللشارع هو اطلاق رصاصة الرحمة عليه رغم فشل كل المحاولات للوصول للمستوى الاخضر وبائيا حيث بات الرقم 8, شؤما لدى الاردنيين, خاصة وان كل الاصابات المحلية لا تتسبب باي عدوى للمخالطين!
التذرع اليوم بتأجيل الانتخابات النيابية بسبب الوضع الوبائي بات عذرا لا ينطلي على اي مواطن , خاصة في ظل الانفتاح الكبير الذي يعيشه المجتمع الاردني وقطاعاته العديدة والتجمعات الكبيرة التي نشاهدها يوميا في كل المواقع الاقتصادية او الترفيهية او التجارية وكذلك الصناعية, ما يسقط ذريعة منع او التخوف من التجمعات الانتخابية
وعودة من العبدلي للدوار الرابع, فان عهد الرزاز شهد وفق تقدير المحامي موسى العبداللات توقيف واصدار حكم على نحو 700 شخص على خلفية "اللايك" بمواقع التواصل الاجتماعي أغلبهم طلاب جامعات.
وربما ينجح الرزاز بالبقاء بشكل او اخر حتى نهاية ايول المقبل, معتمدا على مخرج دستوري يبقيه في الدوار الرابع واجراء انتخابات برلمانية بحكم انتهاء العمر الدستوري لمجلس النواب ما يعني "عدم الحل", وبالتالي يتوقف الامر على تفسير دستوري يمنحه البقاء للاشراف على الانتخابات المقبلة
هذا الخيار يجابه بتيار وتوجه رافض للعبث بالدستور يسعى لازاحة الحكومة برمتها في ظل وجود شخصيات وطنية عديدة بامكانها المضي قدما بالمرحلة واضفاء اداء جديد وحيوي للمرحلة بعدما فقدت حكومة الرزاز بتعديلاتها الاربعة كل بريق قد تراهن عليه حتى مع "اطلالة الفيديو الرئاسية" التي تحاول تبرير قرارات الحكومة, الا انها للاسف تقع بجملة من التناقضات العديدة ما بين القول والفعل على الارض في مجالات ومحطات كثيرة
نعتقد اليوم ان الحكومة دخلت في نفق مظلم مع الرأي العام يستحيل الخروج منه او تغيير الصورة الذهنية التي طبعت في عقول الاردنيين , الذين لم يعد لديهم اي ثقة بما تقدمه هذه الحكومة التي اعتادت على تحطيم آمالهم
مذكرين بما قاله الرئيس اليوم "أن الدولة الاردنية لا تختزل بشخص ولا بنقابة ولا بحزب بل هي منظومة مؤسسات راسخة يحكمها القانون" ..  
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير